نموذج OmniHuman: كيف يغير صناعة الفيديو بالذكاء الاصطناعي

في عالم يتجه نحو الابتكار الرقمي، يظهر OmniHuman كواحد من أكثر النماذج تقدماً في مجال إنشاء وتحرير الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي، فقد طورت شركة ByteDance الصينية هذا النموذج ليكون قادراً على تحويل صورة ثابتة إلى فيديو بشري مكتمل التفاصيل، مما يفتح الباب أمام إمكانيات غير محدودة في صناعة المحتوى الرقمي.

نستعرض في هذا المقال أهم مميزات أومني هيومان في صناعة الفيديوهات، ونتعرف كذلك على المخاطر المحتملة نتيجة إتاحة استخدام تلك التقنيات المبهرة للجميع.

ما هو OmniHuman؟

نموذج OmniHuman هو أحدث ما قدمته شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة بايت دانس، وهي الشركة ذاتها التي تقف وراء تطبيق تيك توك، حيث أصدرت تلك الشركة نموذج رائد يسمى أومني هيومن لإنشاء مقاطع فيديو بشرية واقعية للغاية من صورة واحدة ثابتة.

مميزات أومني هيومان في صناعة الفيديوهات

يفتح أومني هيومن الباب نحو عالم جديد من الإبداع في تحرير الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي، ونتعرف فيما يلي على أبرز مميزات تلك الأداة المذهلة.

التحكم في الحركة عبر وسائط متعددة

يجمع OmniHuman بين الإشارات المرئية والحركية لإنشاء مقاطع فيديو واقعية، مما يساعد في استغلال مختلف البيانات والمصادر بشكل مميز، ويساعد في التغلب على التحديات التي واجهتها تقنيات الذكاء الاصطناعي السابقة نتيجة عدم توفر البيانات عالية الجودة. 

مزامنة دقيقة لحركة الشفاه والإيماءات

يحرك أومني هيومن الشفاه والإيماءات بطريقة متناسقة مع الصوت، مما يجعل الشخصيات الافتراضية تبدو طبيعية، وتفيد هذه الميزة في مجالات عمل المؤثرين الافتراضيين، والمحتوى التعليمي، والترفيهي. 

مرونة إنشاء الفيديوهات

تساعدك مولدات الفيديو الخاصة بـ OmniHuman في صنع مقاطع فيديو بأحجام مختلفة، مثل الصور الشخصية أو مشاهد نصف الجسم أو الجسم بالكامل، هذا ما يجعله مناسباً لمجالات متعددة. 

جودة إخراج عالية

يصنع أومني هيومن مقاطع فيديو واقعية بتفاصيل دقيقة مثل تعبيرات الوجه والإيماءات، كما يمكنه تحريك الرسوم المتحركة والحيوانات والأشياء غير الحية، مما يجعله أداة قوية للأفلام المتحركة والألعاب. 

مخاطر أومني هيومان على مستقبل الفيديوهات

رغم المميزات الهائلة التي يقدمها OmniHuman إلا أنها تثير مخاوف كثيرة حول إساءة الاستخدام والأخلاقيات، وهذه أبرزها:

 التزييف العميق والخداع

يمكن استغلال التزييف العميق بمساعدة تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنشاء مقاطع فيديو لترويج الأخبار الكاذبة أو التلاعب بالرأي العام، كما يمكن استعماله بالحرب الإعلامية في عصر الذكاء الاصطناعي مثل تزوير التصريحات السياسية على ألسنة الشخصيات العامة. 

قضايا الخصوصية والموافقة

يمكن استخدام صور أو صوت أو بيانات أحد الأشخاص العامة في إنشاء مقاطع فيديو بالذكاء الاصطناعي دون الرجوع إليه أو الحصول على موافقته، مما يثير الكثير من التساؤلات حول كيفية حماية بيانات المستخدم واحترام قضايا الخصوصية. 

حقوق النشر والملكية الفكرية 

لا توجد قوانين واضحة حول ما إذا كان المبدع الذي قام بإنشاء وتحرير الفيديو بالذكاء الاصطناعي له حقوق قانونية تضمن استخدام الفيديو في نطاق مصرح به، كما أنه لا يمكن التمييز بين الوسائط الحقيقية والوسائط التي يتم صنعها بواسطة الذكاء الاصطناعي. 

مقارنة بين أومني هيومان وأداة سورا الذكية

برز كل من أومني هيومان وسورا بقوة في مجال تحرير الفيديو بالذكاء الاصطناعي، لكن توجد الكثير من الاختلافات بينهما، التي تجعلك تفضل إحدى الأداتين على الأخرى، بناءً على احتياجاتك. 

	OmniHuman 1	Sora (OpenAI)
من الأفضل استخدامه لـ	تحريك صور أشخاص (حقيقيين أو خياليين) لجعلهم يتحدثون في فيديو باستخدام حركات بشرية فائقة الواقعية.	إنشاء مشاهد جديدة بالكامل من نصوص، مثل قصص أو مشاهد خيالية
المدخل	صوت + صورة.	نص (أو صورة أو فيديو قصير)
الإخراج	فيديو لشخص يتحدث بحركات شفاه وإيماءات واقعية.	فيديو قصير بناءً على النص المقدم له.
التخصص	تحريك الأشخاص بواقعية عالية، ومزامنة حركة الشفاه والإيماءات بدقة.	إنشاء مشاهد جديدة بالكامل، بما في ذلك المناظر الطبيعية والأشياء، والحركات البشرية البسيطة.
إمكانية التحريك	متخصص في تحريك الوجوه ورسم التعبيرات.	يمكنه إنشاء مقاطغ فيديو لأشخاص، لكن التفاصيل البشرية ليست مثالية دائماً.
مدة الفيديو	غير محددة بدقة.	يمكن أن يصل إلى 60 ثانية، بجودة عالية للمناظر الطبيعية والأشياء.
نقاط القوة	واقعية لا مثيل لها في إنشاء الفيديو البشري، رسوم متحركة لكامل الجسم، ومزامنة الشفاه بشكل مثالي.	إنشاء مشهد إبداعي بالكامل من خلال النص المُدخل.
نقاط الضعف	غير متاح للعامة حتى الآن، كما أنه يتطلب إمكانيات حاسوبية عالية.	ضعف القدرة على إخراج تعبيرات وتفاصيل إنسانية دقيقة.

الخلاصة

يضع OmniHuman معايير جديدة في عالم إنتاج الفيديو بالذكاء الاصطناعي، ويمثل أداة قوية لإضفاء الواقعية على الشخصيات الرقمية وتحريك الصور الثابتة بدقة غير مسبوقة. 

ورغم تلك المميزات، فإن هذا التقدم يضعنا أمام العديد من التحديات الأخلاقية والتقنية التي تتعلق بالتزييف العميق والخصوصية، لذا يظل السؤال الأهم بدون إجابة: كيف يمكننا تسخير أومني هيومان بطريقة مسؤولة دون التعدي على القضايا الأخلاقية والفكرية؟

الأسئلة الشائعة