مواقع الأخبار قد تستفيد من فوضى المحتوى المولّد بذكاء صناعي
وسط تدفق الأخبار الزائفة والصور المفبركة بالذكاء الاصطناعي، تكشف دراسة اقتصادية جديدة أن مؤسسات مواقع الأخبار الموثوقة قد تكسب جمهورًا أوفى، حيث يزداد استعداد القراء للاعتماد على مصادر تثقيفية مأمونة بدلًا من مواجهة التضليل بمفردهم.

أبرز نتائج الدراسة
التجربة، التي أُجريت بالتعاون مع صحيفة Süddeutsche Zeitung (SZ) الألمانية، أظهرت:
- زيادة بنسبة 2.5% في الزيارات اليومية لمواقع الأخبار بعد خوض المستخدمين اختبارًا صعبًا لتمييز الصور الحقيقية من المزيفة.
- انخفاض معدل إلغاء الاشتراكات بنحو الثلث.
- تأثير أقوى لدى من واجهوا صعوبة في التمييز أو ممن لديهم معرفة محدودة بالذكاء الاصطناعي، حيث ارتفعت زياراتهم اليومية بأكثر من 4%.
- رغم تراجع الثقة العامة في الأخبار عبر الإنترنت، ظلّت الثقة بـ SZ مرتفعة مقارنةً بالبدائل، ما جعلها المستفيد الأكبر من التجربة.
التفسير الاقتصادي
الباحث فيليبي كامبانتي (جامعة جونز هوبكنز) أوضح أن ندرة “الموثوقية” في بيئة مليئة بالمعلومات المزيفة تجعلها أكثر قيمة. أي أن المصادر الجديرة بالثقة تكتسب وزنًا إضافيًا حتى لو انخفضت الثقة العامة بالمشهد الإخباري.
الدروس العملية لوسائل الإعلام
الدراسة تقترح أن المؤسسات الصحفية تستطيع تعزيز مكانتها من خلال:
- إنتاج تحقيقات بصرية تساعد القراء على تمييز الفيديوهات والصور الحقيقية من المزيفة.
- حملات تسويقية تؤكد على الفرق بين الصحافة المهنية والمحتوى الآلي، مثل إعلان SZ: “الحقيقة لا يمكن توليدها، بل تُبحث عنها.”
مع تزايد المحتوى الاصطناعي على الإنترنت، يبدو أن المؤسسات الإخبارية “مواقع الأخبار” الموثوقة أمام فرصة لإثبات أهميتها أكثر من أي وقت مضى. وبينما تنهار الثقة العامة بالمصادر العشوائية، تبقى الصحافة المهنية حصنًا للقارئ الباحث عن الحقيقة.
