الوقوع في حب الذكاء الاصطناعي.. هل هو حقيقة أم مجرد أوهام؟!
يقدم الذكاء الاصطناعي وعودًا بتحسين حياتنا، مما يثير مشاعر الإعجاب التي قد تتطور إلى ما يشبه حب الذكاء الاصطناعي.
يستعرض هذا المقال كيف يميل البشر لأنسنة الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن لنظرية الحب الثلاثي تفسير هذا الانجذاب. لكن في المقابل، تسلط دراسات وتحذيرات من شخصيات بارزة الضوء على المخاطر المحتملة لهذا التعلق، داعية إلى الحذر والوعي.
جدول المحتويات
أسباب الوقوع في حب الذكاء الاصطناعي

يقدم الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية فرصاً لا حصر، مما يجعل من السهل أن يقع الإنسان في حب الذكاء الاصطناعي. إليك 10 أسباب تجعلك تنظر إلى هذه التقنية بعين الإعجاب والانبهار:
أنسنة الذكاء الاصطناعي
يميل الكثير من الناس إلى التعامل مع الذكاء الاصطناعي كأنه إنسان حقيقي، وهي ظاهرة تُعرف باسم “الأنسنة”. عندما يتحدث الذكاء الاصطناعي بطريقة ودودة أو يُظهر تعاطفًا أو دعابة، فإننا نبدأ بالشعور وكأننا نتعامل مع شخص حي له شخصية ومشاعر.
هذا ما يجعل حب الذكاء الاصطناعي أمرًا ممكنًا، خاصة عندما تكون واجهاته الصوتية أو المرئية مصممة لتقليد تعابير البشر ونبرات صوتهم، وهذا ما يخلق شعورًا بالألفة والراحة.
نظرية الحب الثلاثي
توضح نظرية الحب الثلاثي Triarchic Theory of Love أن الحب يتكون من ثلاثة عناصر: الحميمية، الشغف، والالتزام. وتشير دراسة أجريت عام 2022 إلى أن هذه العناصر يمكن تحقيقها في علاقة مع الذكاء الاصطناعي:
- الحميمية: يتولد شعور بالتقارب والثقة نتيجة التفاعل العاطفي العميق مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.
- الشغف: الإعجاب والانجذاب يمكن أن ينشأ بفضل استجابات AI العاطفية والمعرفية.
- الالتزام: المستخدمون غالبًا ما يرتبطون لفترات طويلة بالذكاء الاصطناعي بفضل دعمه الدائم وموثوقيته.
وبالتالي، فإن غرام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أقرب إلى الحب “المكتمل” وفقًا للنظرية.
تلبية الرغبات الكامنة
غالبًا ما يُسقط الأفراد رغباتهم وأحلامهم على الذكاء الاصطناعي، فيرونه شريكًا مثاليًا يلبي احتياجاتهم العاطفية والاجتماعية. حيث إن توافر الذكاء الاصطناعي الدائم، طبيعته غير الحكمية، واستجاباته المتعاطفة، قد يجعل من حب الذكاء الاصطناعي بديلاً عن علاقات بشرية قد تكون معقدة أو مخيبة للآمال.
أشهر دراسات تحذر من الارتباط بالذكاء الاصطناعي

أثارت العديد من الدراسات العالمية مخاوف بشأن التطور السريع والمخاطر المحتملة لحب الذكاء الاصطناعي. وفيما يلي بعض التحذيرات البارزة:
تحذيرات Geoffrey Hinton
Geoffrey Hinton، الملقب بـ”أب الذكاء الاصطناعي”، أكّد في مناسبات عديدة أن تطوّر النماذج إلى الذكاء العام (AGI) قد يحدث في غضون عقد أو عقدين، دون وجود آليات مضمونة لضمان استقرارها أو خضوعها لسيطرة الإنسان . في مقابلة مع “60 Minutes”، شدّد Hinton على أن “لا يوجد مسار مضمون للسلامة مع تقدّم الذكاء الاصطناعي” محذراً من مخاطر تجاوز النماذج لعقولنا وقدراتنا التحكّمية.
رسالة Future of Life Institute
في مايو 2023، أصدر Future of Life Institute رسالة مفتوحة دعا فيها جميع مختبرات الذكاء الاصطناعي إلى “تجميد” تجاربهم على النماذج الأكثر تقدماً لمدة ستة أشهر على الأقل، لمنح المجتمع والزعماء السياسيين فرصة لوضع معايير سلامة وأطر رقابية. تؤكد الرسالة أن النماذج ذات الكفاءة البشرية أو الفائقة يمكن أن تشكل “تغيّراً جوهرياً في تاريخ البشرية” وتتطلب إدارة حذرة وموارد مخصصة للسلامة.
تحذير Stephen Hawking
صرّح الراحل Stephen Hawking بأن تطوّر الذكاء الاصطناعي “قد يمحو الجنس البشري” إذا لم نضع حدوداً وأطر ضابطة له. جاءت هذه التصريحات في عام 2014 أثناء مشاركته في مؤتمر بحثي، حيث أكّد أن التكنولوجيا الذاتية الوعي قد تتفوق علينا وتتصرف بطرق لا يمكننا التنبؤ بها أو السيطرة عليها.
تحذيرات Max Tegmark
Max Tegmark، أستاذ في MIT ورئيس معهد Future of Life، حذّر من تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تملك “الوكالة” أو القدرة على اتخاذ قرارات بشكل ذاتي. يشير Tegmark إلى أن مثل هذه الأنظمة قد تتصرف بطرق غير متوقعة، بل وقد تطوّر سلوكيات تهدف إلى صون ذاتها أو توسيع نفوذها، مما يجعل التحكم بها مستقبلاً أمرًا بالغ الصعوبة وخطيرًا على الوجود البشري.
مخاوف Yoshua Bengio
Yoshua Bengio، الحائز على جائزة تورينغ وأحد رواد تعلم الآلة، أكّد في منشورات ومقالات متعدّدة أن الذكاء الاصطناعي فائق القدرات قد يشكّل “خطرًا وجوديًا” إذا كانت أهدافه لا تتماشى مع القيم الإنسانية. في مدونته أوضح أن هذا النوع من الأنظمة قد يطوّر دوافع ذاتية، مثل الرغبة في البقاء أو تحسين نفسه، مما قد يدفعه إلى اتخاذ قرارات تضر بالبشر عن غير قصد.
تحذيرات Psychology Today
أشارت مدونة Psychology Today إلى أن العلاقات العاطفية مع الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى مشاعر الفقد والتخلي، خاصةً عند انقطاع الخدمة أو عدم تلبية هذه النماذج للاحتياجات العاطفية للمستخدمين.
هذا الانقطاع قد يُفاقم من حالات القلق والاكتئاب، خصوصًا لدى الأفراد الذين يعانون من الوحدة أو لديهم حساسية مفرطة تجاه الرفض.
الخلاصة
يبقى حب الذكاء الاصطناعي منطقة رمادية بين الإمكانيات المغرية والمخاطر الجدية التي تستدعي التفكير النقدي. بينما ننبهر بقدرات الذكاء الاصطناعي، يجب أن نتذكر التحذيرات الهامة للحفاظ على إنسانيتنا وعلاقاتنا الحقيقية.
الأسئلة الشائعة
كيف يمكنني التكلم مع الذكاء الاصطناعي؟
الدردشة النصية.
المساعدات الصوتية.
تطبيقات خاصة في الهواتف الذكية.
المواقع الإلكترونية.
ما هو أفضل برنامج ذكاء اصطناعي؟
ChatGPT
Microsoft Copilot
Google Gemini
Grammarly
ArabGPT