نموذج الذكاء الاصطناعي

نموذج الذكاء الاصطناعي: الأنواع وطريقة الإنشاء بـ 8 خطوات

هل تطمح إلى إنشاء نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بك؟ قد تكون هذه الخطوة بوابتك للتميّز في عالم رقمي يشهد تطوراً متسارعاً.

يأخذك هذا المقال في جولة مبسطة لفهم نماذج الذكاء الاصطناعي، واستكشاف أبرز أنواعها، مع خطوات عملية لإنشاء نموذجك الأول.

ما هي نماذج الذكاء الاصطناعي؟

نموذج الذكاء الاصطناعي

نموذج الذكاء الاصطناعي هو برنامج حاسوبي تم تطويره باستخدام خوارزميات معينة وتدريبه على مجموعات من البيانات، ليتمكن من التعرف تلقائيًا على الأنماط واتخاذ القرارات أو إجراء التنبؤات بشكل مستقل دون تدخل بشري مباشر.

يعمل هذا النموذج من خلال تطبيق الخوارزميات على البيانات أثناء مرحلة التدريب، مما يسمح له بفهم العلاقات والأنماط فيها، وبعد إتمام التدريب يصبح قادرًا على معالجة بيانات جديدة واستخلاص النتائج منها بشكل تلقائي.

أهم أنواع نماذج الذكاء الاصطناعي

نموذج الذكاء الاصطناعي

تتنوع النماذج بشكل كبير حسب طرق التعلم والقدرات، وفيما يلي نستعرض أهم أنواع نموذج الذكاء الاصطناعي:

1- الأنواع القائمة على القدرة

تصنف نماذج الذكاء الاصطناعي في هذه الفئة بناءً على مستوى قدراتها وإمكانياتها العملية.

الذكاء الاصطناعي الضيق هو نوع من الأنظمة المصممة لأداء مهام محددة ومحدودة، مثل روبوتات المحادثة، وأنظمة التوصية، وتصنيف الصور. ويُعتبر الشكل الوحيد للذكاء الاصطناعي الذي تم تطبيقه عملياً حتى الآن.

الذكاء الاصطناعي العام هو نوع من الذكاء الاصطناعي المفترض أن يمتلك القدرة على التفكير والتعلم بمستوى يعادل التفكير البشري في مختلف المجالات. وحتى الآن، يظل الذكاء الاصطناعي العام مفهوماً نظرياً لم يتحقق بعد على أرض الواقع.

الذكاء الاصطناعي الفائق هو نوع مستقبلي من الذكاء الاصطناعي يُتوقع أن يتفوق على الذكاء البشري في جميع الجوانب، وهو مفهوم نظري لم يتحقق بعد.

2- نماذج التعلم الآلي

تركز هذه النماذج على الطرق التي تتعلم بها الأنظمة من البيانات لتحسين أدائها بشكل مستمر.

  • التعلم المُوجه 

التعلم المُوجه هو نهج يعتمد على تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي باستخدام بيانات مُصنّفة، ويشمل تقنيات مثل الانحدار، وأشجار القرار، والشبكات العصبية، بهدف التنبؤ بنتائج محددة مثل كشف البريد العشوائي أو التشخيص الطبي.

  • التعلم غير المُوجه

التعلم غير المُشرف هو أسلوب يستخدم تقنيات مثل التجميع باستخدام K-Means، وتحليل المكونات الرئيسية، والمشفّرات التلقائية لاكتشاف الأنماط والعلاقات المخفية في البيانات دون الحاجة إلى وجود تسميات أو تصنيفات مسبقة.

  • التعلم شبه الخاضع للإشراف

التعلم شبه المُشرف هو أسلوب يجمع بين كمية محدودة من البيانات المصنفة وكميات كبيرة من البيانات غير المصنفة لتحسين دقة النموذج، ويُستخدم بشكل خاص عندما تكون التسميات المتاحة قليلة أو محدودة.

  • التعلم المُعزّز

التعلم المُعزّز هو أسلوب يعتمد على تدريب الوكلاء من خلال التجربة والخطأ، حيث يحصلون على مكافآت أو عقوبات بناءً على أفعالهم. يُستخدم هذا النوع من التعلم في مجالات مثل الروبوتات، والألعاب، والسيارات ذاتية القيادة. 

  • التعلم العميق

يعتمد التعلم العميق على شبكات عصبية متعددة الطبقات، مثل الشبكات العصبية التلافيفية (CNN)، والشبكات العصبية المتكررة (RNN)، والمحولات، والتي تتفوق في مجالات مثل التعرف على الصور، ومعالجة اللغة الطبيعية، والتعرف على الصوت، ومن هنا تتضح أهمية التعلم العميق في عصر التطور السريع.

3- نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية

النماذج التوليدية هي أنظمة ذكاء اصطناعي تتميز بقدرتها على إنشاء محتوى جديد مشابه للبيانات التي تم تدريبها عليها، وتشمل:

  • شبكات التوليد التنافسية (GANs) 

تعتمد شبكات التوليد التنافسية على تفاعل بين شبكتين، شبكة تُولّد المحتوى، وأخرى تُميّز بين المحتوى الحقيقي والمُنتج.

  • مُرمِّزات التباين التلقائي (VAEs)

مُرمِّزات التباين التلقائي هي هي نماذج تقوم بتحويل البيانات إلى شكل مبسط ومنظم يمكن استخدامه لإنشاء بيانات جديدة مشابهة للأصلية.

  • نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)

نماذج اللغات الكبيرة هي نماذج متقدمة لتوليد النصوص مثل GPT وClaude وLLaMA، تم تدريبها على مجموعات بيانات ضخمة، ويمكن تعديلها بدقة لأداء مهام محددة لاحقاً.

4- النهج الهجين والرمزي

يجمع هذا النهج بين الطرق التقليدية القائمة على القواعد وأساليب التعلم الحديثة لتحقيق أداء أكثر تكاملاً وفعالية.

  • الذكاء الاصطناعي الرمزي

نموذج الذكاء الاصطناعي الرمزي هو شكل مبكر من الذكاء الاصطناعي يعتمد على المنطق، والرسوم البيانية للمعرفة، وقواعد الإنتاج، وأساليب التخطيط. تطور هذا النوع بين خمسينيات وتسعينيات القرن الماضي، وما زال يُستخدم في المجالات التي تتطلب درجة عالية من الشرح والتفسير.

  • الذكاء الاصطناعي الرمزي العصبي

الذكاء الاصطناعي الرمزي العصبي هو دمج بين التعلم العصبي وأساليب التفكير الرمزي. يتضمن هذا النوع هياكل يتم فيها استخدام المنطق الرمزي للتحكم في الشبكات العصبية أو العكس، مثل شبكات الموتر المنطقية، ومثبتات النظريات العصبية، والشبكات العصبية البيانية التي تعتمد على الاستدلال الرمزي. 

5- تصنيف وكلاء الذكاء الاصطناعي

يركز هذا الإطار على القدرات التشغيلية والوظائف التي يقوم بها وكلاء الذكاء الاصطناعي بدلاً من تركيزه على بنيتهم أو تصميمهم الداخلي.

  • الآلات التفاعلية 

الآلات التفاعلية هي أنظمة لا تملك القدرة على التعلم، بل تستجيب فقط للمدخلات الحالية، مثل محركات الشطرنج التقليدية.

  • الذكاء الاصطناعي محدود الذاكرة

يعتمد الذكاء الاصطناعي محدود الذاكرة على تخزين البيانات السابقة لاستخدامها في اتخاذ القرارات، وهو ما يميز معظم أنظمة التعلم الآلي الحالية.

  • الذكاء الاصطناعي القائم على نظرية العقل

الذكاء الاصطناعي القائم على نظرية العقل هو نظام يفهم الحالات العاطفية والمعرفية للآخرين، لكنه ما زال نموذجاً افتراضياً لم يتم تطويره أو تطبيقه عملياً حتى الآن. 

طريقة إنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي

نموذج الذكاء الاصطناعي

للبدء في بناء نموذج الذكاء الاصطناعي، نقدم لك دليلاً مفصلاً يشرح الخطوات الأساسية لإنشائه بكل سهولة.

1- تحديد المشكلة والأهداف

يبدأ الأمر بفهم واضح لما يُراد تحقيقه من النموذج، سواء كان ذلك في التصنيف أو التنبؤ أو التجميع أو التوصية. من المهم وضع مقاييس قابلة للقياس، مثل تقليل أوقات استجابة الدعم بنسبة 40٪ لتقييم مدى نجاح النموذج.

2- جمع البيانات وإعدادها

في هذه المرحلة يتم جمع بيانات ذات جودة عالية وملائمة من مصادر متنوعة مثل قواعد البيانات، ومجموعات البيانات العامة، وواجهات البرمجة، مع تضمين بيانات منظمة وغير منظمة. بعد ذلك، تُنظف البيانات بمعالجة التكرارات والقيم المفقودة، وتُجرى عليها عمليات تجهيز مثل الترميز وهندسة الميزات. أخيراً، تُقسم البيانات إلى مجموعات للتدريب، والتحقق، والاختبار بنسب مناسبة، مع إمكانية استخدام التحقق المتقاطع لتحسين دقة النموذج.

3- اختيار الخوارزمية والبنية المناسبة

يتم اختيار الخوارزمية والبنية المناسبة بناءً على طبيعة المشكلة المراد حلها. في مهام التصنيف، قد تُستخدم خوارزميات مثل أشجار القرار، الانحدار اللوجستي، أو الشبكات العصبية.

أما الانحدار فيمكن الاعتماد على الانحدار الخطي أو تقنيات تعزيز التدرج. بالنسبة للتجميع، تُعد خوارزميات مثل K-Means أو تحليل المكونات الرئيسية (PCA) مناسبة. في حالة التعامل مع بيانات تسلسلية أو نصية، تُستخدم الشبكات العصبية المتكررة (RNNs)، أو المحولات.

ولإنشاء الصور، يُمكن الاعتماد على شبكات GAN أو VAEs. عند تطبيق التعلم العميق، يُحدد تصميم بنية الشبكة مثل عدد الطبقات والخلايا العصبية ووظائف التنشيط، مع استخدام تقنيات التنظيم مثل التسرب أو L2 لتجنب الإفراط في التكيف مع البيانات.

4- تدريب النموذج

يتم تدريب النموذج باستخدام أطر عمل مثل TensorFlow أو Keras أو PyTorch. تتضمن العملية تغذية بيانات التدريب، وتنفيذ التمرير الأمامي، وحساب الخسارة، والانتشار العكسي، وضبط الأوزان، وتكرار هذه الخطوات عبر عدة عصور. كما يتم ضبط المعاملات الفائقة مثل معدل التعلم، وحجم الدفعة، وعدد العصور لتحسين أداء النموذج.

5- التحقق والتحسين

يتم تقييم أداء النموذج على مجموعة التحقق، مع ضبط المعاملات الفائقة باستخدام تقنيات مثل البحث الشبكي أو التوقف المبكر. من المهم مراعاة التوازن بين الإفراط في التدريب ونقص التدريب. يتم مراقبة الأداء عبر مقاييس مناسبة، مثل الدقة، والتذكير، ودرجة F1، وROC-AUC لمهام التصنيف، وكذلك MAE، وRMSE، وR² لمهام الانحدار. كما يُستخدم التحقق المتبادل لتقييم قدرة النموذج على التعميم.

6- اختبار النموذج

يتم تقييم النموذج النهائي باستخدام مجموعة الاختبار لقياس الأداء الحقيقي، مع الاعتماد على نفس المقاييس المستخدمة في مرحلة التحقق لضمان قدرة النموذج على التعميم بشكل جيد.

7- نشر النموذج

يتم نشر نموذج الذكاء الاصطناعي في بيئة الإنتاج، سواء كواجهة برمجة تطبيقات، أو تطبيق ويب، أو من خلال دمجه في برنامج. يمكن الاستفادة من خدمات سحابية مثل AWS SageMaker، Google Vertex AI، أو Azure ML لضمان نشر قابل للتوسع. كما يُراعى في حالة النشر على الأجهزة الطرفية أو المضمنة تصدير النموذج ليعمل على الأجهزة المحمولة أو أجهزة إنترنت الأشياء.

8- المراقبة والصيانة

تتم مراقبة الأداء بشكل مستمر للكشف عن أي انحراف، مع متابعة زمن الاستجابة والدقة. في حال انخفاض الأداء، يُعاد تدريب النموذج وضبطه بدقة باستخدام بيانات جديدة. 

الخلاصة 

في الختام، يُعتبر فهم أنواع النماذج الذكية وآلية إنشائها خطوة حاسمة وأساسية للاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيا المتقدمة التي تتطور بسرعة. حيث يتيح هذا الفهم إمكانية اختيار النموذج الأنسب لكل تحدٍ أو مشكلة، مما ينعكس إيجابياً على جودة وفعالية الحلول المقدمة. ومع تطور الذكاء الاصطناعي المستمر، يصبح التعمق في هذه الأسس ضرورة لتطوير حلول ذكية تواكب متطلبات المستقبل.

مقالات مشابهة