مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في قطر لعام 2025

هل سيصبح الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز الازدهار البشري، أم سلاحاً يهدد قيمنا ومبادئنا؟ الإجابة تبدأ من قطر، وبالتحديد من مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، الذي يشكل جسراً يربط بين الابتكار التكنولوجي والقيم الإنسانية الأصيلة. 

نستعرض في هذا المقال تفاصيل المؤتمر وفعالياته، ودوره البارز في تعزيز الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي.

ما هو مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في قطر؟

مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي هو تجمع أكاديمي دولي بالغ الأهمية انعقد في الدوحة، قطر، وتحديداً في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، يومي 28 و29 سبتمبر 2025. هذا الحدث جاء ثمرة لتعاون مشترك بين مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق وجامعة حمد بن خليفة.

كان الهدف المحوري للمؤتمر هو تجاوز النظرة للذكاء الاصطناعي كمسألة تقنية بحتة، والسعي إلى دمجه في صميم التفكير الأخلاقي والسياسات العامة. ولتحقيق ذلك، جمع المؤتمر  الباحثين والتقنيين وخبراء الأخلاق وصانعي السياسات والممارسين في حوار متعدد التخصصات. هذا الحوار يهدف إلى استكشاف كيفية تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي بطرق تضمن توافقه مع كرامة الإنسان، والإنصاف، والقيم العالمية، مع الأخذ بعين الاعتبار التقاليد الأخلاقية والثقافية والدينية المتنوعة.

ناقش المؤتمر تأثير الذكاء الاصطناعي في قطر والعالم عبر 6 مسارات أساسية، تبرز فيها تقاطعات التكنولوجيا مع التحديات الأخلاقية والسياسات العامة.

  1. الرعاية الصحية: الإنصاف والمساءلة ورفاهية الإنسان.
  2. التصميم الحضري: الابتكار والاستدامة والعدالة الاجتماعية.
  3. الأمن: الحوكمة والثقة والحدود الأخلاقية.
  4. التعليم: الابتكار والشمول والرقابة البشرية.
  5. المالية: الشفافية والأخلاق والمساءلة.
  6. مستقبل مكان العمل: الابتكار والإنصاف والكرامة الإنسانية.

يأتي مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في وقت حاسم، حيث تتأخر الأطر الأخلاقية غالباً عن سرعة التطور التكنولوجي. ولذلك، لم يقتصر دوره على مناقشة المبادئ المجردة، بل سعى إلى فتح حوار فعّال حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، بهدف إحداث تأثير ملموس في السياسات العامة على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكداً على التعددية الثقافية وكيف يمكن للقيم المتجذرة في التقاليد المختلفة أن تؤثر على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في العصر الحالي. ويعكس هذا الحدث طموح قطر الأوسع في ترسيخ مكانتها كمركز للريادة الفكرية في مجال التكنولوجيا والأخلاق.

فعاليات مؤتمر أخلاقيات الذكاء الصناعي في الدوحة

مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

اشتمل مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي  على أنشطة متعددة ومتنوعة تهدف إلى دمج الخبرات المحلية مع الرؤى العالمية، ولذلك بوصفه أحد فعاليات الذكاء الاصطناعي تضمن ما يلي:

الجلسات الرئيسية

يقدم الباحثون المدعوون كلمات رئيسية تسلط الضوء على القضايا الأخلاقية الأساسية، مع عرض وجهات نظر متنوعة تشمل الجوانب الثقافية والفلسفية والدينية والتقنية، الأمر الذي يثري النقاش برؤى شاملة ومتنوعة.

حلقات النقاش المحورية

تدور حلقات النقاش حول ستة مجالات رئيسية تشمل الرعاية الصحية، التصميم الحضري، الأمن، التعليم، التمويل، ومستقبل مكان العمل، حيث تتيح للخبراء من مختلف المجالات مناقشة قضايا جوهرية مثل الشفافية، التحيز، العدالة الاجتماعية، وكرامة الإنسان في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

الموائد المستديرة التفاعلية

تُعقد هذه الجلسات بأسلوب حواري مكثف يعزز التفاعل البنّاء بين المشاركين. بهدف استكشاف السياسات والأبحاث والأطر المعيارية المرتبطة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بشكل شامل ومفصل.

ورش العمل وجلسات التعلم

في هذا المؤتمر، تناولت ورش العمل قضايا أخلاقية عملية مثل التحيز الخوارزمي، وأخلاقيات المراقبة، والمساءلة، وركزت على إيجاد أفضل الطرق لدمج المعايير الأخلاقية المتنوعة في تصميم وحوكمة تقنيات الذكاء الاصطناعي.

حوار شامل وتطبيقات واقعية

يسعى المؤتمر إلى جمع أصوات متنوعة من مختلف الثقافات والأديان والتخصصات لوضع معايير أخلاقية شاملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وفي هذا الإطار، يناقش الحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي ونتائجها على أرض الواقع، مثل قضايا الإنصاف والمساءلة في الرعاية الصحية، أو العدالة الاجتماعية في التخطيط للمدن الذكية.

الخلاصة

في الختام، يؤكد مؤتمر أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في قطر على الأهمية القصوى لدمج الابتكار التقني بالقيم الإنسانية والأخلاقية، باعتباره حدثاً محورياً يشكل علامة فارقة في توجيه مسار التكنولوجيا نحو خدمة المجتمع بمسؤولية وعدالة، مبرهناً أن الابتكار الحقيقي لا يكتمل إلا حين يقترن بالقيم الأخلاقية التي تحفظ للإنسان كرامته وتضمن للتطور التقني مساره الصحيح.

مقالات مشابهة