ما هي العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني؟
تشكل العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني أبهى صور التعاون الوثيق وواسع النطاق في العصر الحديث بهدف حماية الأفراد والشركات والمنظمات من السرقة والاحتيال، فما هو سر هذه العلاقة؟ وكيف يمكن استعمال الذكاء الاصطناعي للأمن السيبراني؟
باختصار، سواء كنت تريد حماية معلوماتك الشخصية أو نظام مشروعك التجاري الخاص، نساعدك في مقالة اليوم عبر جولة سريعة حول مفهوم الأمن السيبراني وكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمته.
جدول المحتويات
ما المقصود بالأمن السيبراني؟

يطلق مصطلح الأمن السيبراني أو أمن المعلومات Cybersecurity على أحد فروع التكنولوجيا، ويُقصد به حماية مختلف أنواع الأنظمة المتصلة بشبكة الإنترنت من هجمات الاختراق الضارة. وقد تكون هذه الأنظمة موجودة على الهواتف الذكية أو الحواسيب المحمولة أو الشاشات وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الأخرى.
وبالنظر إلى أهداف تلك الهجمات الإلكترونية سوف تجد أن الغاية الأولى هي الوصول إلى معلومات حساسة أو بيانات شخصية ضمن نظام ما لاستبدالها أو إزالتها أو طلب المال من أصحابها أو تعطيل عملها بالكامل. أما عن الجهات المستهدفة في الهجمات السيبرانية فهي تشمل كلاً من الأفراد والشركات والمنظمات.
في الواقع، يحمل الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي أهمية كبيرة ضمن شتى القطاعات الصناعية والتجارية والتعليمية وغيرها الكثير. لذلك تحرص البنوك مثلاً في جميع أنحاء العالم على حماية النظام الخاص بها من محاولات الاختراق الممكنة خوفاً من سرقة بيانات عملائها والوصول إلى محتويات نظامها الإداري. [1][2][3]
استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني
ما زال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني حديث عشاق التكنولوجيا منذ سنوات طويلة. ووفقاً لمجلة فوربس، تُخصص 76% من ميزانية تكنولوجيا المعلومات في الشركات للذكاء الاصطناعي [4] . وهذا قد يدفعنا للتساؤل: ما هي تطبيقات الأمن السيبراني باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
حماية على مدار الساعة
يوفر الدمج بين الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي مراقبة نشطة على مدار الساعة لاكتشاف الثغرات الأمنية غير المعروفة. كما يتيح العمل بشكل دائم على محاربة الفيروسات التقليدية التي تتسبب بأضرار جسيمة للأجهزة الإلكترونية ومنها برنامج الفدية الذي يمنع المالك من الوصول للملفات الموجودة على جهاز ما.
على أي حال تحتاج تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى تطوير مستمر لأن شكل الهجمات يزداد تعقيداً خلال الأعوام الأخيرة، فتارة يلجأ المهاجمون إلى استخدام التشفير، وتارة أخرى يعتمدون على التعتيم، وتندرج جميعها ضمن المحاولات الفاشلة للهروب من المراقبة اليقظة على مدار الساعة. [5]
تحديد المخاطر الأمنية الحالية
يسهل الكشف عن البرامج الضارة الموجودة داخل الأجهزة الإلكترونية بفضل الذكاء الاصطناعي، وقد نشرت شركة Deep Instinct أن الجمع بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني يحقق معدلات أمان عالية تصل إلى 92% بالمقارنة مع الأشكال العادية الأخرى . [6]
كما يقوم الأمن السيبراني بتوضيح نقاط الضعف داخل الأنظمة المتنوعة لتفادي استغلالها، وتطال عملياته كل أشكال المحتوى التي تخفي وراءها أضرار غير متوقعة، على سبيل المثال هناك محتوى البريد الإلكتروني وصفحات الويب وقوائم العملاء المستهدفين وغيرها الكثير من أنواع البيانات المسماة وغير المسماة.
ومع تطور أنواع التهديدات السيبرانية وانتشار الأجهزة الإلكترونية في أيدي الكبار والصغار، يضطر الخبراء إلى توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي بما في ذلك التعلم الآلي. ومن أبرز الأمثلة: أتمتة عملية اكتشاف الاختراق والاستجابة لها بسرعة أكبر من الأساليب التقليدية التي تعتمد على البرمجيات فقط. [7][8]
تحليل ومعالجة البيانات
يعتبر تحليل البيانات ضمن أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي منذ سنوات طويلة، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالأمن السيبراني. تمتلك أدوات Artificial Intelligence قدرة رهيبة على معالجة قاعدة بيانات واسعة للوصول إلى الأنماط الشاذة وغير المرئية. كما تعمل خوارزمياته على تمكين المؤسسات من تحديد المخاطر الأمنية الحالية.
من جهة أخرى عندما ينتهي تحليل البيانات تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي باستخراج المعلومات اللازمة ثم الربط بينها للوصول إلى طبيعة الهجمات المحتملة وأهدافها وموعدها وتأثيرها المحتمل أيضاً. وذلك كله كفيل بجعل نظام الأمن السيبراني أكثر قوة من أي وقت مضى حسب الخبراء في هذا المجال المعقد.[9][10]
التنبؤ بالتهديدات المحتملة
يفيد الجمع بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بتوفير تنبؤات موثوقة عن عمليات الاختراق المحتمل حدوثها، وتعتمد تلك التوقعات على اتجاهات مختلفة حسب الخبراء لضمان إحباط التهديدات والوقاية منها في الوقت ذاته. ومن أمثلة التنبؤات ما يعرف بالتصيد الاحتيالي الذي يستند إلى التعلم الآلي Machine Learning.
بجميع الأحوال حينما تكتشف تقنيات الذكاء الاصطناعي أي تهديد محتمل الحدوث سوف تُرسل إشعارات فورية إلى فريق الأمن السيبراني لاتخاذ الإجراءات المناسبة دون تأخير. ولحسن الحظ تتيح أتمتة المهام بالذكاء الاصطناعي أمام المؤسسات أن تحصل على استجابة آلية سريعة في حال حدث هجوم مفاجئ. [9][10]
وفي الختام يمكن القول: إن الجمع بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني هو أفضل وسيلة كي تتخلص البشرية إلى الأبد من اقتحام الخصوصية بطريقة غير مشروعة وسرقة المعلومات ذات الأهمية الكبيرة. فلا داعي بعد الآن إلى الوقوف بحيرة أمام محاولات الاختراق لأن الأمر لا يتطلب أكثر من تطويع التكنولوجيا لحمايتنا من القراصنة.
