روبوت ورجل يتصافحان للتعبير عن الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتوصيات

الفرق بين الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتوصيات: كيف يساهم كل منهما في تحسين التجربة؟

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في العصر الحديث ويساهم في تحسين العديد من جوانب حياتنا اليومية، وهو ما شجع المطورين على استثمار المزيد من الوقت في تطويره واستغلاله في مختلف التطبيقات.

يُعد الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتوصيات أحد أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي ساهمت بشكل مباشر في تحسين تجربة المستخدم في مجالات مختلفة مثل التعليم والتجارة الالكترونية والتسوق والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات.

لابد أن هناك العديد من الأسئلة التي تدور في بالك حول ما هو التنبؤ بالذكاء الاصطناعي؟ وما الفرق بين الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتوصيات؟ وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تجربة المستخدم؟

تابع قراءة أسطر هذا المقال بعناية لتجد الإجابات الدقيقة عن كل ما تبحث عنه.

الفرق بين الذكاء الاصطناعي التنبؤي وذكاء التوصيات

موظف يستخدم الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتوصيات

يكمن الفرق بين الذكاء الاصطناعي التنبؤي وذكاء التوصيات في الهدف الأساسي لكل منهما، إذ يهدف الذكاء الاصطناعي التنبؤي للتنبؤ بالنتائج المستقبلية بناءًا على المعلومات التاريخية، بينما يقدم ذكاء التوصيات اقتراحات متخصصة للمستخدمين بناءًا على تفضيلاتهم.

كيفية عمل كل نوع

يعمل الذكاء الاصطناعي التنبؤي بالاعتماد على جودة ودقة وكمية البيانات المتاحة، إذ يتطلب عمله تجميع البيانات من المصادر المختلفة وتصنيفها إلى مجموعات (Training sets and Testing sets) واكتشاف الأنماط بها، وكلما زادت كمية البيانات المتاحة كلما كانت التوقعات المبنية عليها أكثر دقة. [1]

يعتمد تحليل البيانات في الذكاء الاصطناعي على العديد من التقنيات مثل تعلم الآلة، والشبكات العصبية العميقة، والانحدار الخطي واللوجيستي، ثم يختار من بينهم اعتمادًا على طبيعة البيانات ونوع التنبؤ المطلوب. [1]

يهدف ذكاء التوصيات (Recommender Systems) إلى تقديم اقتراحات متخصصة للمستخدمين وترشيح المنتجات والخدمات الجديدة بناءًا على تفضيلاتهم وسلوكهم، ويعمل من خلال تحليل بيانات المستخدمين وسلوكهم السابق لتقديم التوصيات باستخدام عدة طرق مثل الترشيح التعاوني (Collaborative Filtering) والترشيح المعتمد على المحتوى (Content-Based Filtering).  [3]

يستخدم ذكاء التوصيات العديد من التقنيات مثل التعلم الآلي والتعلم غير الخاضع للإشراف (Unsupervised Learning) بالإضافة إلى البيانات الشخصية؛ لبناء توصيات مخصصة للمستخدم. [3]

تطبيقات كل منهما

يمكن للمستخدم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التنبؤي في العديد من المجالات، مثل: [4]

  • التسوق الالكتروني: من خلال تحليل بيانات العملاء وتوقع سلوكياتهم واهتماماتهم وبالتالي توجيه إعلانات مخصصة لهم.
  • التجارة: يساعد الذكاء الاصطناعي التنبؤي في التنبؤ بحجم الطلب على المنتجات بناءًا على المبيعات السابقة، وبالتالي يمكن الشركات من إدارة الموارد وتجنب مشكلة نقص المخزون.
  • صيانة المعدات: من خلال تحليل البيانات التاريخية للصيانة وأنماط الاستخدام، وجدولة مواعيد الصيانة مسبقًأ، مما يضمن الأداء الأمثل للمعدات.
  • الكشف عن الاحتيال: تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في فحص المعاملات المالية بحثًا عن الأنماط الشاذة، واكتشاف المعاملات الزائفة.
  • الرعاية الصحية: يمكن الاستفادة منه في تحليل معلومات المريض والتاريخ الطبي والأعراض للمساعدة في الوصول إلى تشخيص دقيق.

يقدم ذكاء التوصيات أيضًا العديد من المميزات المختلفة للمستخدمين، وإليك أبرز تطبيقاته: [5]

  • التجارة الإلكترونية: من خلال اقتراح منتجات للمستخدم بناءًا على سلوكه واهتماماته وعمليات شرائه السابقة، وهو ما يعتمد عليه الموقع الإلكتروني لشركات التسوق الكبرى مثل أمازون.
  • التعليم الإلكتروني: تستخدم منصات التعليم مثل Coursera و Udemy نظام ذكاء التوصيات لاقتراح دورات تعليمية بناءًا على اهتمامات المستخدم وتخصصه الدراسي.
  • وسائل التواصل الاجتماعي: تعتمد الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي مثل Facebook وX على ذكاء التوصيات لتحسين تجربة المستخدم، من خلال اقتراح أصدقاء جدد أو محتوى يناسب اهتمامات المستخدم وتفاعلاته السابقة.

ما هو الفرق بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والذكاء الاصطناعي التنبؤي؟

يكمن الفرق بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والتنبؤي في نوع البيانات التي يقدمها كل منهما، إذ يعتمد كلاهما على التعلم الآلي والبيانات المتاحة لإنشاء مخرجات، لكن تختلف النتائج كما يلي: [2]

  • الذكاء الاصطناعي التوليدي: يهدف إلى إنشاء محتوى إبداعي من الصفر بناءًا على المعلومات التي دُرب عليها، ويعتمد على تعلم الأنماط في البيانات الأساسية واستخدامها في توليد النصوص والصور والموسيقى والفيديوهات، مثل ChatGPT.
  • الذكاء الاصطناعي التنبؤي: يهدف للتنبؤ بنتائج مستقبلية بناءًا على البيانات المتاحة، ويعتمد على تقنيات مثل التعلم الآلي والشبكات العصبية والنماذج الإحصائية.

كيف يساهم كل من الذكاء الاصطناعي التنبؤي وذكاء التوصيات في تحسين تجربة المستخدم؟

كيبورد وسلة تسوق تعبر عن دور الفرق بين الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتوصيات في تجربة المستخدم

يلعب كل من الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتوصيات دورًا هامًا في تحسين تجربة المستخدم كما يلي: [6] [7]

  • الذكاء الاصطناعي التنبؤي: يعتمد على تحليل البيانات السابقة للتنبؤ باحتياجات المستخدمين، وتحسين الكفاءة في بعض المجالات مثل التجارة والطب، وبالتالي زيادة مستوى رضا المستخدم من خلال تقديم خدمات مخصصة لهم بناءًا على تفضيلاتهم الشخصية.
  • ذكاء التوصيات: يعمل على تخصيص تجربة المستخدم اليومية في مختلف مجالات الحياة مثل التسوق أو مشاهدة الأفلام أو التعلم الالكتروني، وبالتالي يوفر لهم تجربة مرنة وسلسلة ويزيد من مستوى رضا المستخدمين.

في الختام، يمكننا القول أن الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتوصيات يمثلان أحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث، إذ يساهم كل منهما في تحسين تجربة المستخدم بشكل مختلف.

بفضل التطبيقات الحديثة من الذكاء الاصطناعي يمكننا ملاحظة تطورات كبيرة في مختلف المجالات مثل التجارة والرعاية الصحية والتعليم، وهو ما يدفعنا للتطلع نحو مستقبل واعد يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات المستخدمين بشكل مثالي.

مقالات مشابهة