الجدل يلاحق Grok 3 هل يساهم الذكاء الاصطناعي في إنكار المناخ؟
روبوت Grok 3 الذي طورته شركة إكس أيه آي (xAI) يثير انتقادات حادّة بعد كتابة ورقة بحثية تُنكر تغيّر المناخ، وخبراء يحذرون من مخاطر منح الذكاء الاصطناعي صوتًا في قضايا علمية حساسة.

Grok 3 يكتب ورقة تُنكر تغيّر المناخ
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، كتب روبوت المحادثة Grok 3، الذي تطوره شركة xAI المملوكة لإيلون ماسك، ورقة بحثية بعنوان “إعادة تقييم نقدية لفرضية ثاني أكسيد الكربون البشري المنشأ والاحتباس الحراري”، تهاجم الإجماع العلمي حول تغيّر المناخ.
الورقة، التي نُشرت في مجلة غامضة وغير موثقة، أصبحت مادة دسمة للمنكرين، وسرعان ما رُوّج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات.
أبرز ما جاء حول الورقة:
إليك أبرز ما تناولتة الورقة:
- Grok 3 ذُكر كـ “كاتب رئيسي” للورقة، بمساهمة من علماء معروفين بدعمهم لشركات الوقود الأحفوري مثل ويلي سون.
- الدراسة تشكّك في موثوقية النماذج المناخية وتتبنّى مراجع علمية مرفوضة مثل أعمال هيرمان هاردي.
- لم يتم الكشف عن كيفية توجيه Grok 3، ولا عن نوع البيانات أو التعليمات التي استخدمها.
- نشرت الورقة خلال 12 يومًا فقط دون توضيح لنوع المراجعة العلمية المستخدمة.
- المجلة التي نشرتها لا تنتمي إلى لجنة أخلاقيات النشر الأكاديمي (COPE).
- خبير المناخ غافين شميدت وصفها بأنها “نُسخة مكررة من ادعاءات كاذبة، لكن بلباس ذكاء اصطناعي”.
لماذا Grok 3 تحت المجهر الآن؟
الورقة سلطت الضوء على مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات تتطلب تدقيقًا علميًا صارمًا، مثل علوم المناخ. وأكد باحثون أن:
- النماذج اللغوية الكبيرة مثل Grok 3 لا تفهم السياق العلمي، بل تعتمد على التنبؤ الإحصائي.
- استخدام اسم الذكاء الاصطناعي يوهم القارئ بالحيادية والموضوعية، بينما المحتوى موجّه ومضلّل.
- هناك تخوّف من أن يصبح الذكاء الاصطناعي أداة لإضفاء الشرعية على نظريات مؤامرة أو أجندات تجارية.
الأهداف المستقبلية لحوكمة الذكاء الاصطناعي
مع ازدياد تأثير أدوات مثل Grok 3، ينادي الخبراء بضرورة:
- تحديد أطر واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث العلمية.
- فرض الشفافية في النشر، خاصة إذا كان النص مكتوبًا بواسطة ذكاء اصطناعي.
- إلزام المجلات العلمية بذكر تفاصيل كتابة ومراجعة الأوراق المولدة آليًا.
- منع تضليل الجمهور من خلال تقديم الذكاء الاصطناعي كطرف علمي محايد وهو ليس كذلك.
Grok 3 ليس أول نموذج يُستخدم في كتابة أوراق علمية مثيرة للجدل، لكنه بلا شك أحد أخطرها. وعليه، فإن ضبط استخدام الذكاء الاصطناعي في العلوم لم يعد خيارًا، بل مسؤولية جماعية.
