أركايف يوقف قبول أوراق المراجعة المولّدة بالذكاء الاصطناعي
في خطوة تهدف إلى الحفاظ على جودة المحتوى الأكاديمي، أعلن مستودع “أركايف” (arXiv) عن تعديل سياسته الخاصة بقسم علوم الكمبيوتر، بحيث لن تُقبل بعد الآن أوراق المراجعة أو المقالات الموقفية إلا إذا كانت قد خضعت لمراجعة الأقران ونُشرت في مجلة علمية أو مؤتمر أكاديمي. يأتي هذا القرار بعد الارتفاع الكبير في عدد الأوراق التي تُنشأ باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
تفاصيل القرار
هذه أبرز التعديلات التي أعلنتها المنصة:
- يتوجب على الباحثين إرفاق إثبات نجاح عملية مراجعة الأقران (مثل مرجع المجلة وDOI) عند تقديم ورقة مراجعة أو ورقة موقف.
- أي ورقة لا تتضمن توثيقاً لمراجعة الأقران سيتم رفضها ولن تُنشر على أركايف.
- التغيير لا يُعتبر “سياسة جديدة” بالكامل، إذ لم تكن هذه الأوراق جزءاً من أنواع المحتوى المقبول رسمياً سابقاً، لكنها كانت تُقبل استثناءً بناءً على تقدير المشرفين عند تميزها العلمي.
الأسباب وراء القرار
في السنوات الأخيرة، شهد قسم علوم الكمبيوتر في أركايف تضخماً غير مسبوق في عدد الأوراق المقدَّمة، خاصة تلك التي أُنتجت باستخدام النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs).
- أصبح من السهل توليد أوراق مراجعة سطحية لا تقدم أبحاثاً أصلية، بل مجرد قوائم مراجع مشروحة دون تحليل علمي عميق.
- حجم هذه الأوراق وصل إلى مئات شهرياً، مما أدى إلى ضغط كبير على فريق الإشراف المتطوع.
- أركايف أوضح أن الهدف من هذا القرار هو إعادة التركيز على الأبحاث الأصلية وتمكين القرّاء من الوصول بسهولة إلى مقالات مراجعة ذات قيمة علمية كتبها خبراء حقيقيون.
الهدف من التحديث
تهدف المنصة من هذا التغيير إلى:
- تسهيل الوصول إلى أوراق مراجعة موثوقة كتبها مختصون في المجال.
- تخفيف العبء عن المشرفين وتقصير مدة مراجعة الأوراق.
- ضمان بقاء أركايف منصة لتبادل الأبحاث الحقيقية وتسريع الاكتشاف العلمي.
يمثل هذا التعديل خطوة حاسمة في مواجهة التحديات التي فرضها الذكاء الاصطناعي التوليدي على النشر الأكاديمي، إذ يسعى أركايف للحفاظ على مصداقية الأبحاث وضمان أن تبقى منصته مرجعاً علمياً موثوقاً في زمن تتزايد فيه الأوراق المولّدة آلياً.
