أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: المبادئ التي تحكم الآلة في 2025
تصور أن سيارة ذاتية القيادة تختار بين إنقاذ راكبها أو تجنب دهس أحد المارة، أو أن خوارزمية توظف شخصاً وتستبعد آخر. هنا تكمن أهمية أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، إذ تحدد المبادئ التي يجب أن تحكم عمل هذه الأنظمة لضمان احترام حقوق الإنسان.
فهل يمكن للآلة أن تتبع مبادئ أخلاقية؟ ومن يقرر ما هو الصواب في عالم رقمي معقد؟ في هذا المقال، نأخذك في رحلة إلى عمق المبادئ التي توجه الذكاء الاصطناعي في عام 2025، لنستعرض ما هو الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، إلى جانب القيم والقرارات التي قد ترسم ملامح مستقبلنا.
جدول المحتويات
ما هو الذكاء الاصطناعي الأخلاقي؟

يشير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي إلى ممارسة تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي وتطويرها ونشرها بما يتماشى مع المبادئ الأخلاقية والقيم المجتمعية. يضمن هذا النهج عمل تقنيات الذكاء الاصطناعي بشفافية وإنصاف ومسؤولية، مع إعطاء الأولوية لرفاهية الإنسان والحد من الأضرار المحتملة.
ولتجنب المخاطر الأخلاقية للذكاء الاصطناعي يجب مراعاة العدالة والمساءلة والشفافية والخصوصية والأمان. وبالالتزام بهذه المبادئ، تهدف المؤسسات إلى بناء الثقة وتعزيز الاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
المبادئ الأساسية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي

تسترشد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالعديد من المبادئ الأساسية المصممة لضمان تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بمسؤولية. تشمل هذه المبادئ ما يلي:
العدالة وعدم التحيّز
يجب تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي لمعاملة جميع الأفراد بإنصاف، وتجنب التحيزات التي قد تؤدي إلى نتائج غير عادلة.
الشفافية وقابلية التفسير
ينبغي أن تكون العمليات والقرارات التي يتخذها الذكاء الاصطناعي شفافة، مع تقديم تفسيرات واضحة للمستخدمين لتعزيز الفهم والثقة.
الخصوصية وصون البيانات
يجب على أنظمة الذكاء الاصطناعي أن تحترم خصوصية المستخدم وتدير البيانات بمسؤولية، مع الالتزام بالتشريعات المتعلقة بحماية البيانات.
الأمان والسلامة
يُعد ضمان عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي بأمان وقدرتها على الصمود في وجه سوء الاستخدام أو التهديدات الخارجية أمراً بالغ الأهمية.
المسؤولية والمساءلة
يجب أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي قابلة للتدقيق والتتبع. يتعين على المطورين والمؤسسات تحمل مسؤولية أنظمتهم، مع ضمان وجود آليات لمعالجة الآثار السلبية أو العواقب غير المقصودة، وذلك لتجنب التعارض مع معايير حقوق الإنسان وحماية البيئة.
احترام حقوق الإنسان
يُعد احترام حقوق الإنسان مبدأً أساسياً في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، حيث يجب تصميم وتشغيل الأنظمة بما يحفظ كرامة وحقوق الأفراد. يضمن هذا المبدأ حماية الحريات الأساسية مثل الخصوصية والمساواة وحرية التعبير، ويعزز من ثقة المستخدمين من خلال تقليل مخاطر التمييز والتحيز.
من يضع معايير الأخلاقيات في الذكاء الاصطناعي؟

يتطلب وضع مبادئ أخلاقية فعالة للذكاء الاصطناعي تعاون أطراف عديدة لدراسة تأثيراته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ومن بين هؤلاء الأطراف الذين يضعون معايير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي:
الأكاديميون
يتولى الباحثون والأساتذة مسؤولية تطوير إحصاءات وأبحاث وأفكار قائمة على النظريات، والتي يمكن أن تدعم الحكومات والشركات والمنظمات غير الربحية.
الحكومات
يمكن للوكالات واللجان الحكومية المساعدة في دعم وتنظيم الضوابط الأخلاقية للأنظمة الذكية داخل الدولة. كما يظهر في تقرير “الاستعداد لمستقبل الذكاء الاصطناعي”، الذي أعده المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا (NSTC) عام 2016. ويوضح هذا التقرير مفهوم الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالتواصل العام، والتنظيم، والحوكمة، والاقتصاد، والأمن.
الهيئات الدولية
تتولى الهيئات العالمية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي مسؤولية رفع مستوى الوعي وصياغة اتفاقيات عالمياً. على سبيل المثال، اعتمدت الدول الأعضاء في اليونسكو، البالغ عددها 193 دولة، أول اتفاقية عالمية على الإطلاق بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في نوفمبر 2021 للحفاظ على حقوق الإنسان.
الشركات الخاصة
يتولى المسؤولون التنفيذيون في جوجل وميتا وشركات التكنولوجيا الأخرى، بالإضافة إلى البنوك وجهات الرعاية الصحية وغيرها من مؤسسات القطاع الخاص التي تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مسؤولية الالتزام بتطبيق القوانين الدولية مثل قانون الذكاء الاصطناعي.
الخلاصة
في ظل التقدم السريع الذي يشهده الذكاء الاصطناعي، تبقى الأخلاقيات حجر الأساس لضمان أن تبقى هذه التكنولوجيا في خدمة الإنسان، لا العكس. والالتزام بهذه المبادئ الأخلاقية ليس خياراً، بل ضرورة لبناء مستقبل أكثر أماناً وإنصافاً.
الأسئلة الشائعة
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى أخطاء الذكاء الاصطناعي؟
يمكن أن تنشأ أخطاء الذكاء الاصطناعي من عدة عوامل رئيسية:
بيانات تدريب رديئة الجودة.
التحيز في البيانات.
عيوب تصميم الخوارزميات.
عدم وجود أهداف واضحة.
ما هي أبرز مخاوف الذكاء الاصطناعي؟
انعدام الشفافية.
التحيز.
مخاوف الخصوصية.
المخاطر الأمنية.
فقدان الوظائف.
التضليل والتلاعب.
فقدان التواصل الإنساني.
من هي الدولة التي اخترعت الذكاء الاصطناعي؟
تأسس الذكاء الاصطناعي كمجال بحثي رسمي في الولايات المتحدة الأمريكية.
