معهد الكويت للأبحاث العلمية

دور معهد الكويت للأبحاث العلمية في الذكاء الاصطناعي

انطلق معهد الكويت للأبحاث العلمية بحثاً وتطبيقاً وتخطيطاً منذ مدة زمنية طويلة بهدف الوصول إلى بلد متقدّم من جميع النواحي. وكان لظهور الذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً على مجريات البحوث ومبادرات المعهد بشكل عام، حيث استفاد بعض باحثيه من المفاهيم الذكية الجديدة مثل التعلم الآلي والتعلم العميق والرؤية الحاسوبية، كذلك تبنى مجلس أمناء معهد الكويت للأبحاث العلمية رؤية الابتكار باستخدام الذكاء الاصطناعي. ونظراً إلى أهمية معهد الكويت على مستوى العالم، تستعرض مقالتنا نبذة سريعة عن تاريخه وأهدافه، ثم تنتقل للإشارة إلى أهم مبادرات المعهد في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أمثلة واقعية على مشاريعه الناجحة في الابتكار.

نبذة عن معهد الكويت للأبحاث العلمية

معهد الكويت للأبحاث العلمية

مؤسسة بحثية رائدة في مجالات العلوم في مدينة الكويت، نشأت منذ سنة 1967 بتوجيه من شركة الزيت العربية المحدودة، وكان دورها آنذاك مقتصراً على تطوير 3 مجالات فقط هي: البترول، والزراعة في الصحراء، وعلم الأحياء المائية. وقد استمر الأمر على هذا الحال إلى عام 1973 حينما أعلن سمو أمير الكويت عن تنظيم المعهد وجعله تحت إشراف مجلس الأمناء [1].

يحتوي معهد الأبحاث في الكويت على أكثر من 100 مختبر، ويعمل داخله حوالي 580 باحث علمي ومهندس باختصاصات متنوعة، ومن المتوقع أن يزداد حجم توسعه وكوادره حسب الخطة الاستراتيجية الجديدة [1]. أما الأهداف التي نادى بها منذ تأسيسه فهي تتمحور حول الآتي: [1]

  • إنشاء الأبحاث العلمية التي تعزز مستوى الصناعة المحلية.
  • تطوير مستقبل الذكاء الاصطناعي في الكويت وتطبيقاته.
  • العمل بجهد على اكتشاف الموارد الطبيعية بدولة الكويت.
  • توفير الاستشارات البحثية والعلمية والتكنولوجية محلياً وعربياً.

مبادرات معهد الكويت للأبحاث العلمية في الذكاء الاصطناعي 

الدور الرائد لـ معهد الكويت للأبحاث العلمية في الذكاء الاصطناعي والابتكار

يقوم أقوى معاهد الكويت بشكل مستمر  بالاشتراك في إنجاز بحوث الذكاء الاصطناعي واستخداماته بمجالات متنوعة، يأتي بعضها في القطاع الصحي والآخر يندرج ضمن توفير الطاقة وغير ذلك الكثير. هذه لمحة سريعة عن أحدث مبادرات المعهد في عالم الذكاء الاصطناعي لعام 2024:

تطوير نظام إدارة الطاقة المنزلية

أنجز القائمون على مركز أبحاث الطاقة والبناء مشروعاً بحثياً هدفه تشييد المنازل بالتصميم الكويتي المتعارف عليه مع أقل استهلاك للكهرباء، وكان الاعتماد الأساسي على خوارزميات تعلم الآلة Machine Learning والذكاء الاصطناعي. نجح المشروع في نهاية المطاف بتوفير حوالي 26% من الطاقة [2].

تتبع المستوى الدراسي للطلاب

إن أحدث ممارسات معهد الكويت للأبحاث العلمية خلال العام الحالي هو نشر ورقة علمية بعنوان (تطوير نموذج ذكاء اصطناعي لتتبع مستوى الطلبة الدراسي باستخلاص الأبعاد المتعددة للأسئلة والمفاهيم المطلوبة لحلها) في دائرة تطوير النظم والبرمجيات. وكان الهدف الأول وراء كتابة هذا البحث هو توظيف التقنيات الذكية لتسهيل عملية مراقبة التقدم التعليمي لكل طالب مهما كان مستواه [3].

تأثير الطفرات الجينية على الصحة

تمكّن مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية بالتعاون مع دائرة تطوير النظم والبرمجيات من نشر مشروع بحثي مميز حول استعمال مجموعة من أهم تقنيات الذكاء الصناعي لنمذجة تأثير الطفرات الجينية على الصحة العامة. وانتهى هذا المشروع العلمي بنتائج ممتازة تتعلق بطرق تشخيص ومعالجة الأمراض الجينية، بالإضافة إلى تقليل تكاليف الدراسات الجينية في المستقبل [4].

أمثلة على المشاريع الناجحة التي قادها معهد الكويت للأبحاث العلمية في الابتكار

بعد مرور أكثر من خمسين سنة على تأسيسه، يتابع معهد الكويت مسيرة البحث والابتكار في الذكاء الاصطناعي بالاستناد إلى طاقم باحثين وخبراء وعلماء مخضرمين. تتوزع المراكز البحثية التابعة له على مجالات البترول، المياه، البيئة وعلوم الحياة، والطاقة والبناء. وإليك هذا الملخص الموجز عن المشاريع الناجحة التي قادها المعهد: 

مشروع الشقايا للطاقة المتجددة

في إطار بناء مستقبل الطاقة المتجددة بالكويت، صنع مركز أبحاث الطاقة والبناء مشروع الشقايا للطاقة المتجددة، وكانت البداية بإنشاء مشروع خاص لتصنيع الألواح الكهروضوئية، ثم عمل المركز ذاته على مشروع آخر مرتبط بتركيب محطة طاقة شمسية ومزرعة رياح [5] [6].

وحدة تطوير المناطق الخضراء

جاء تأسيس وحدة تطوير المناطق الخضراء استجابةً لرؤية الكويت الجديدة، وهو عبارة عن مركز بحثي مهتمّ بتقديم دورات معهد الكويت للأبحاث العلمية على المستوى الإقليمي والدولي في مجالات حماية البيئة وإدارة الموارد الطبيعية، ويرجع تأسيسه إلى أهمية البيئة وتأثيرها على النمو والازدهار الاقتصادي [7].

بناء مركز وحدة علوم البحار 

في سلسلة إنجازات رؤية الكويت 2035، أعلن المعهد عن إنشاء مركز بحثي جديد ومتميز باسم “وحدة علوم البحار وإدارة مواردها”. يحتوي هذا المركز على مختبرات لإجراء الأبحاث في مواضيع علوم البحار والثروة السمكية، بالإضافة إلى وجود سفينتين حديثتين بأسماء المستكشف وباحث 1 [8]

وفي الختام يبقى معهد الكويت للبحوث العلمية شعلة نور تضيء الطريق أمام الباحثين والعلماء والخبراء للوصول بالبلاد إلى مستوى اقتصادي وعمراني وعلمي متقدّم، كذلك يعتبر هذا المعهد الوطني بوابة أمل مفتوحة للارتقاء بالكويت كمركز بحثي مرموق في عالم الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة