مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب: توقعات وتحديات السنوات القادمة
لا شك أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه قلب المستقبل رأسًا على عقب وتغيير مجرى الأمور في جميع المجالات، خاصة مجال الذكاء الاصطناعي في الطب؛ وذلك نظرًا للتطور التكنولوجي السريع الذي تشهده روبوتات الذكاء الاصطناعي وقدرتها على أداء جميع المهام، بدءًا من أداء المهام البسيطة حتى المشاركة في العمليات الجراحية المعقدة.
حقق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية نقلة نوعية خلال السنوات السابقة،وساهم في إنقاذ العديد من الأرواح وإنتاج العديد من الأدوية واللقاحات أبرزها لقاح كورونا.
نناقش خلال أسطر هذا المقال أبرز التوقعات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها، فتابع القراءة بعناية.
جدول المحتويات
أبرز التوقعات المتعلقة بمستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب

يستمر الذكاء الاصطناعي في التوغل في جميع مجالات الحياة يومًا بعد يوم، ويعد الخبراء أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب سيحمل العديد من التطورات، التي يمكنها تحويل المنظومة الطبية بأكملها للأفضل، وفيما يلي نلقي نظرة على أبرز توقعات الذكاء الاصطناعي في الطب.
اكتشاف الأدوية وتطويرها
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا هامًا في تغيير مستقبل التصنيع الدوائي في العالم كله، إذ يستطيع التعامل مع كم ضخم من البيانات وتحليلها، بالإضافة إلى التنبؤ بفعالية المركبات، وهو ما يقلل الوقت والجهد المطلوب لإنتاج تركيبة دوائية جديدة.
يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في تحليل الأنظمة البيولوجية بشكل مختلف، وابتكار علاجات جديدة لبعض الأمراض، مثل: مرض السرطان، والحالات الوراثية النادرة. [1][2]
التطبيب عن بعد
من المتوقع أن تؤدي منصات التطبيب عن بعد المدعومة بالذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في مراقبة المرضى، وتحديد الحالات الحرجة؛ مما يخفف العبء على مرافق الرعاية الصحية.
لا يقتصر دور التطبيب عن بعد “Telemedicine” على الحالات الحرجة فقط، بل يتوقع الخبراء من الذكاء الاصطناعي أن يستمع إلى شكوى المريض، ويحللها بشكل كامل، ويصنف المرضى بناءًا على ذلك. [3][4]
الدعم النفسي
أحد أهم الجوانب المتوقعة لمستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب هي قدرة روبوتات الدردشة على تقديم الدعم النفسي، واقتراح التدخلات العلاجية المناسبة.
يمتد دور الذكاء الاصطناعي في الطب النفسي أيضًا ليشمل قدرته على تحليل الجينات، وتحديد الأشخاص المتوقع إصابتهم بالأمراض النفسية في المستقبل، والتشخيص المبكر للأمراض. [5][6]
التشخيص والتصوير
يتوقع الخبراء في عام 2025 أن يزداد الاعتماد على أدوات التصوير المدعومة بالذكاء الاصطناعي، نظرًا لقدرتها المتنامية في تفسير صور الأشعة السينية والمقطعية.
إن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض سيكون خطوة محورية في مستقبل الرعاية الصحية، لما يؤديه من دور فعال في تحليل البيانات، وتشخيص الأمراض بدقة عالية. [7][8]
الطب الشخصي
يمهد الخبراء الطريق للذكاء الاصطناعي في المجال الطبي ليقوم بتصميم خطط علاجية مفصلة لكل مريض على حدة، وذلك بالاعتماد على عدة عوامل، مثل: الخريطة الجينية والتاريخ المرضي الكامل، ونمط حياة المريض.
من المتوقع أن استخدام الطب الشخصي المعتمد على الذكاء الاصطناعي في المستقبل سيحدث فرقًا شاسعًا في استجابة المريض للعلاج، ويقلل من احتمالية الخطأ والآثار الجانبية. [9]
تحديات تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي

لا يخلو مستقبل الذكاء الاصطناعي من عدة تحديات تعترض طريقه، وتحديات الذكاء الاصطناعي هذه، تحتاج إلى دراسات شاملة وقرارات حكيمة للتغلب عليها، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، خاصة في مجال الطب ومن أبرز تلك التحديات: [10]
- القضايا الأخلاقية: توجد العديد من التخوفات حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الطب، لذا يسعى المختصون لوضع القوانين التي تنظم سرية البيانات، وخصوصية المريض، وتحد من عدم الشفافية.
- جودة البيانات: من الضروري ضمان جودة البيانات الضخمة في الطب التي تتعامل معها منصات الذكاء الاصطناعي، وتعتمد عليها لتقديم الإجابات.
- التكلفة المرتفعة: يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي تكلفة مرتفعة لوضع بنية تكنولوجية، وتدريب الموظفين على كيفية التعامل معها والاستفادة منها بشكل كامل.
- المشكلات التقنية: من أكبر تحديات الذكاء الاصطناعي في الطب، إذ توجد فجوة كبيرة في المهارات التقنية للعاملين في قطاع البرمجة والقطاع الطبي والمهارات التي يحتاجون إليها للتعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي المعقدة، وهو ما يحتاج إلى تدريب شامل لسد تلك الفجوة.
مستقبل وظائف القطاع الطبي في عصر الذكاء الاصطناعي

يحدث الذكاء الاصطناعي تغييرًا جذريًا في مستقبل جميع الوظائف وخاصةً المجال الطبي؛ نظرًا لتأثيره الفعال في تخفيف الضغط على الأطباء، وإتمام المهام الروتينية.
يؤثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل العاملين في القطاع الطبي بشكل إيجابي كما يلي: [11]
- تقليل احتمالية تعرض كل من الأطباء والممرضين للخطر.
- تخفيف الضغط وتوفير الوقت لإتمام المهام الأكثر تعقيدًا.
- سرعة اتخاذ القرار عندما يكون مدعومًا بالذكاء الاصطناعي.
بالرغم من أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب يُعد مبشرًا، إلا أنه من الضروري معرفة أن وظائف الذكاء الاصطناعي في الطب لا يمكنها استبدال العامل البشري، بل هو مجرد أداة تساعد في إنجاز المهام بشكل أسرع؛ لتسهل على الطبيب اكتساب المزيد من الخبرة وتوفر له المزيد من الوقت لقضائه مع المريض.
نجد في الختام أن الطب في المستقبل لن يخلو من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وذلك لما تقدمه من تسهيلات في إتمام الكثير من المهام، ودعم رأي الأطباء، والمساعدة في الوصول إلى تشخيص دقيق وبسرعة، وبالتالي إنقاذ المزيد من الأرواح.
إن مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب -رغم كل تلك المميزات- مليء بالتحديات، التي تتطلب السعي المستمر للتغلب عليها والاستفادة من الخدمات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للمجتمع بأسره.