مستقبل الذكاء الاصطناعي: كيف سيتغير العالم خلال 10 سنوات؟
تؤكد المراكز البحثية العالمية أن مستقبل الذكاء الاصطناعي واعد ومليء بالمفاجآت، وخصوصاً أن تطوره لم يهدأ على مدى العقد الماضي. وفي هذا الإطار تكثر التنبؤات حول تأثيراته الإيجابية على حياة البشر، وانطلاقاً من ذلك يتقدم إلى الواجهة سؤال مهم للغاية وهو: كيف سيغير الذكاء الاصطناعي العالم خلال 10 سنوات؟ باختصار، نسلط الضوء اليوم على مسار الذكاء الاصطناعي من الاتجاهات الحالية إلى كيفية تأثيره على مجالات الحياة بشتى أنواعها (التعليم، الرعاية الصحية، التمويل، الصناعة) في المستقبل.
جدول المحتويات
اتجاهات الذكاء الاصطناعي الحالية
يكثر الحديث مؤخراً عن مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على مختلف قطاعات الحياة، وفي الوقت ذاته يهتم الباحثون بالاتجاهات الحالية لفهم ما يمكن أن يخفيه المستقبل. فيما يلي أهم اتجاهات الذكاء الاصطناعي لعام 2024: [1]
نمو الذكاء الاصطناعي التوليدي
بعد أن كان تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي مقتصراً على أداة ChatGPT من شركة أوبن إيه آي، أصبح استخدام الابتكارات الجديدة هو الطاغي على المشهد منذ مطلع العام الحالي. حيث يشهد مجتمع الأعمال حالياً فهماً أكثر دقة للحلول التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
علاوة على ذلك يمتلك الذكاء الاصطناعي التوليدي تأثيرات عظيمة على أدوات AI، وهذا ما يؤكد دوره الكبير داخل المؤسسات بمختلف أنواعها، حيث وجدت دراسة حديثة أن أهم 3 عوامل تدفع إلى تبني الذكاء الاصطناعي هي تقدم أدواته والحاجة إلى خفض التكاليف وأتمتة العمليات.
نماذج ذكية متعددة الوسائط
تظهر في الوقت الحالي نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على تنفيذ مهام متعددة، إذ تجمع بين معالجة اللغة الطبيعية (NLP) ومهام الرؤية الحاسوبية وغيرها من التقنيات الأخرى. ويتمثل التأثير على المجتمع والفرد لتلك الأدوات الجديدة في تسهيل إنجاز المهام وتسريعها بدون الحاجة إلى التبديل بين الأدوات.
على سبيل المثال أعلنت شركة Google منذ أشهر عديدة عن Lumiere، وهو عبارة عن نموذج ذكي وجاهز لمساعدة البشر على تحويل النصوص إلى مقاطع فيديو، كما يمكنه أيضاً تحويل الصور إلى فيديوهات.
نماذج ذكية صغيرة الحجم
يسير مستقبل الذكاء الاصطناعي نحو تسهيل حياة البشر، وهذا ما يحدث فعلاً بظهور نماذج ذكية أصغر حجماً وأكثر فعالية من الإصدارات القديمة، وتقدّم هذه النوعية من النماذج 3 فوائد مهمة:
- سيادة الطابع الديمقراطي: تعمل النماذج الأصغر بتكلفة أقل على الأجهزة ذات المواصفات المتواضعة، هذا ما يمكّن مزيداً من المؤسسات لتدريب النماذج وتحسينها.
- تشغيل النماذج محلياً: يساعد التشغيل المحلي على تقليل مخاطر الذكاء الاصطناعي في مجال حماية الخصوصية والأمن السيبراني.
- زيادة إمكانية التفسير: يعتبر الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير هو الأفضل، وخاصة أنه يؤدي إلى زيادة ثقة المستخدمين في مخرجات أنظمة الذكاء الاصطناعي.
مساعدون افتراضيون أكثر قوة
فرضت التغيرات الاقتصادية بعد كوفيد 19 الاستعانة ببرامج الدردشة الآلية لتقليل تكاليف التشغيل، فبدلاً من إعطاء راتب لموظف خدمة عملاء يقوم روبوت الدردشة الآلي بالرد فوراً على الزبائن وبتكلفة أقل.
وفي الوقت الراهن يذهب دور المساعدين الافتراضيين إلى أبعد من ذلك، حيث تتوسع الإمكانيات من التواصل إلى أتمتة المهام. على سبيل المثال يستطيع المساعد الافتراضي إنجاز المهام مثل إجراء الحجوزات عبر الإنترنت والتخطيط لرحلة سياحية.
الاهتمام بالمخاطر الأخلاقية للذكاء الاصطناعي
على الرغم من أن مستقبل الذكاء الاصطناعي غني بالتوقعات الإيجابية، ولكن هذا لا ينفي وجود مخاطر محتملة كثيرة منها ما هو مرتبط بالجانب الأمني وبعضها الآخر متعلق بالتأثير على المجتمع، ويمكن تلخيص المخاطر الأخلاقية للذكاء الاصطناعي في النقاط الآتية: [2] [3]
- تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف.
- المسؤولية القانونية والأمنية.
- التحيز في الخوارزميات.
- التلاعب بالمعلومات.
- خصوصية البيانات.
- عدم الشفافية.
كيف سيؤثر الذكاء الصناعي على القطاعات المختلفة خلال 10 سنوات؟
تشير التوقعات المستقبلية إلى أن الذكاء الاصطناعي في تطور مستمر بمرور الوقت، ومن المرجح أن يصل حجم السوق إلى 3,680 مليار دولار أمريكي تقريباً بحلول سنة 2034 [4]، وهذا ما يدفع إلى التساؤل كيف سوف يؤثر مستقبل الذكاء الاصطناعي على القطاعات المختلفة؟ [5] [6]
في الرعاية الصحية
يتوقع الباحثون أن يحقق الذكاء الاصطناعي بعد 10 سنوات نهضة فعالة في عالم الرعاية الصحية، وذلك على مستوى التشخيص والعلاج والوقاية، وهذه أهم التأثيرات المحتمل حدوثها في مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب:
- تطوير طرق تشخيص الأمراض على صعيد الأجهزة والتحاليل المخبرية.
- تحسين عملية مراقبة المرضى من خلال المساعد الافتراضي.
- المشاركة في البحوث العلمية المتخصصة بمجال الطب.
- تحديد المخاطر الصحية المحتملة في وقت مبكر.
- اكتشاف الأدوية للأوبئة الجديدة بسرعة أكبر.
في التعليم
سوف يشهد التعليم نقلة نوعية بفضل الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، حيث من المتوقع أن يغيّر طرق تعلم البشر في شتى المراحل العمرية، وذلك كله بالاعتماد على تطوير نماذج التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية. وإليك أبرز ما ورد حتى الآن من تنبؤات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم:
- تحويل الكتب التعليمية من ورقية إلى رقمية.
- تخصيص تجربة التعلم حسب احتياجات كل طالب.
- تعزيز تجارب التعلم الشخصية وأنظمة التدريس التكيفية.
- قياس مشاعر الطلاب لتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.
- تطوير العملية التعليمية نحو الأفضل في الجامعات والمدارس.
في الأعمال
تتبنى حوالي 55% من المؤسسات حول العالم تقنيات AI بدرجات متفاوتة [6]، لكن ماذا عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال؟ لا يوجد مجال أعمال لن تصله تأثيرات إيجابية بفضل الذكاء الاصطناعي، فمن الصناعة والتمويل إلى التجارة والتسويق هناك وجود قوي للذكاء الاصطناعي. أما النتائج الناجمة عن استمرار توظيف الذكاء الاصطناعي في الأعمال مستقبلاً فهي مرتبطة بتزايد الاعتماد على المساعدين الرقميين وبرامج المحادثة الآلية. وهذه أهم الآثار المتوقعة:
- تسريع عملية اتخاذ القرار بسبب تحليل كمية بيانات هائلة.
- زيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء بفضل أتمتة المهام الروتينية.
- تحسين مستوى الإنتاجية نتيجة اعتماد الصيانة التنبؤية.
- اكتشاف عمليات الاحتيال وتقييم المخاطر بطرق ذكية.
وفي النهاية، يبقى مستقبل الذكاء الاصطناعي موضع اهتمام ملايين البشر ابتداءً من المواطنين العاديين ووصولاَ إلى كبار القادة حول العالم، فالجميع يترقب الجديد وينتظر ملاحظة التغييرات على أرض الواقع، لذلك هل يا ترى الذكاء الاصطناعي بعد 10 سنوات سوف يقلب الموازين رأساً على عقب؟!