كيف يمكن للذكاء الاصطناعي دعم رؤية عُمان 2040؟
الذكاء الاصطناعي ورؤية عُمان 2040 هما خارطة طريق استراتيجية تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة والابتكار الوطني في مختلف المجالات في سلطنة عُمان. يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في هذه الرؤية، حيث يوفر أدوات وتقنيات حديثة لتحسين الكفاءة والإنتاجية في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والاقتصاد.
من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يمكن لرؤية عُمان 2040 تحقيق أهدافها في التحول الرقمي وتعزيز الابتكار، مما يسهم في بناء اقتصاد متنوع ومستدام. كما يساعد الذكاء الاصطناعي على تعزيز قدرات الكوادر الوطنية وتطوير المهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل.
بالتالي، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجية رؤية عمان 2040 يُعتبر خطوة أساسية نحو تحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة ورفع مستوى جودة الحياة للمواطنين والمقيمين في سلطنة عُمان.
جدول المحتويات
المجالات التي يدعمها الذكاء الاصطناعي في عُمان

تمتد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عُمان عبر قطاعات متنوعة، بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية للبلاد وفقًا لرؤية عُمان 2040. فيما يلي بعض المجالات الرئيسية التي يُستخدم فيها الذكاء الاصطناعي:
الصحة في عُمان
يشهد قطاع الصحة في سلطنة عمان تطورًا كبيرًا بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية:[1]
- تطبيق ترصد: أطلقته وزارة الصحة لتقديم معلومات وتحديثات مستمرة حول جائحة كوفيد-19، بما في ذلك رصد الانتشار الجغرافي للوباء.
- منصة وريد: تتيح توصيل الأدوية إلى المرضى بشكل دوري دون الحاجة إلى زيارة المستشفيات.
- التقنيات المتقدمة: تُستخدم لتقييم طزاجة الأسماك ودعم أو استبدال الطرق التقليدية.
التعليم في عُمان
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايدًا في تحسين العملية التعليمية من خلال توفير حلول مبتكرة تلبي احتياجات الطلاب المختلفة. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية حول تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم بسلطنة عمان وفقًا لرؤية عمان 2040: [2]
- تعليم عالي الجودة: تهدف سلطنة عمان إلى تحقيق تعليم عالي الجودة متكامل مع التكنولوجيا، يُعزز الابتكار وريادة الأعمال ويطور المهارات.
- التعليم عن بُعد: خلال جائحة كوفيد-19، اتبعت سلطنة عمان طرقًا بديلة لضمان استمرارية التعليم عن بُعد، حيث تم تطوير العديد من التطبيقات الذكية لدعم هذا التحول.
- التعاون الدولي: وقعت جامعة السلطان قابوس اتفاقية تعاون مع شركة ستارفيجن الصينية لإطلاق أول نموذج عماني للذكاء الاصطناعي في الفضاء، مما يوفر فرصًا للطلاب لاكتساب خبرات عملية.
- تخصص الذكاء الاصطناعي في سلطنة عمان: تقدم العديد من الجامعات في عُمان برامج بكالوريوس متخصصة في الذكاء الاصطناعي، مثل كلية الخليج التي تقدم بكالوريوس في علوم الحاسوب مع تخصص في الذكاء الاصطناعي. [3]
- تدريب الخريجين والقوى العاملة العُمانية: أطلقت وزارة العمل مبادرات مثل “التدريب المقرون بالتشغيل” بالتعاون مع القطاع الخاص لتأهيل وتوظيف القوى العاملة الوطنية في تخصصات تقنية محددة.[4]
تطوير القطاعات الاقتصادية في عُمان
تُعد قمة عُمان للذكاء الاصطناعي منصة رئيسية تجمع بين الخبراء والمهتمين في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لمناقشة أحدث التطورات والابتكارات. تهدف القمة إلى تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين مختلف القطاعات لتحقيق رؤية عُمان 2040. تشمل هذه المبادرات: [1]
- النقل والاتصالات وتقنية المعلومات: إقرار البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.
- التطوير العمراني: تطوير المدن الذكية مثل مدينة السلطان هيثم.
- الصحة: تطبيقات مثل “ترصد” و”وريد” لتحسين الخدمات الصحية.
- الثروة السمكية: استخدام تقنيات مثل E-Nose وE-Tongue لتقييم طزاجة الأسماك.
- الاقتصاد الرقمي: المبادرة الوطنية لتمكين الاقتصاد الوطني المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
- الزراعة: مشروع “الزراعة الذكية” باستخدام التقنيات الحديثة.
- الطاقة: تركيب عدادات المياه والكهرباء الذكية.
- التعليم: تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وخاصةً للأشخاص ذوي الإعاقة.
الابتكار في تنفيذ استراتيجية عُمان 2040

تعتبر رؤية عُمان 2040 خطوة استراتيجية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات. تركز هذه الرؤية على تحسين الكفاءة الإدارية وتعزيز الشراكات الدولية، مما يسهم في تعزيز الأداء المؤسسي وخلق بيئة استثمارية جاذبة. من أبرز هذه المبادرات:
البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي
أطلقت سلطنة عُمان “البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة” في إطار رؤية عُمان 2040، بهدف تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية والتنموية، وتوطين التقنيات الرقمية المتطورة، وضمان حوكمة فعّالة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، برؤية ترتكز على الإنسان. يشمل البرنامج عدة مبادرات رئيسية، منها: [5]
- إنشاء المنصة الوطنية للبيانات المفتوحة لدعم رواد الأعمال والمستثمرين ومتخذي القرار.
- تأسيس مركز وطني للبحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي لدعم الباحثين والأكاديميين.
- تطوير “استوديو” للذكاء الاصطناعي ليكون مركزًا للتواصل بين المتخصصين والشركات الباحثة عن حلول تقنية مبتكرة.
- بناء نموذج لغوي عُماني قائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، يعكس المحتوى الثقافي، التاريخي، الفني، والعلمي للسلطنة.
- إنشاء مركز للثورة الصناعية الرابعة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد وبشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي.
يهدف هذا البرنامج إلى جعل سلطنة عُمان واحدة من أفضل 50 دولة في مؤشر الجاهزية الحكومية للذكاء الاصطناعي، وزيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 10% بحلول عام 2040، مقارنة بنسبة 2% في عام 2021.
تحسين الكفاءة الإدارية
حسب رؤية عُمان 2040، تسعى السلطنة إلى تعزيز الكفاءة الإدارية من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، عبر مجموعة من المبادرات والاستراتيجيات التي تهدف إلى تحسين الأداء المؤسسي وتحقيق التنمية المستدامة. إليك بعض النقاط الرئيسية: [6]
- تطوير المهارات القيادية: يجب على القادة والمديرين تعزيز مهاراتهم القيادية من خلال التدريب المستمر والتعلم من التجارب السابقة. يتضمن ذلك مهارات التواصل، اتخاذ القرارات، وحل المشكلات.
- تحسين العمليات والإجراءات: تحليل العمليات الحالية وتحديد المجالات التي يمكن تحسينها بهدف تقليل الوقت والتكاليف وزيادة الكفاءة. يمكن الاستفادة من تقنيات مثل إدارة الجودة الشاملة (TQM) ومنهجية Lean لتحسين هذه العمليات.
- استخدام التكنولوجيا: يمكن أن يسهم تبني التكنولوجيا الحديثة، مثل أنظمة إدارة الموارد البشرية (HRMS) وأنظمة تخطيط موارد المؤسسة (ERP)، في تحسين الكفاءة الإدارية من خلال أتمتة العمليات وتوفير بيانات دقيقة لدعم اتخاذ القرارات.
- إدارة الوقت بفعالية: يجب تدريب الموظفين على كيفية إدارة وقتهم بفعالية من خلال تحديد الأولويات وتجنب التشتت. يمكن استخدام أدوات مثل جداول العمل والتقويمات الإلكترونية لتحقيق هذا الهدف.
- تحفيز الموظفين: من الضروري خلق بيئة عمل محفزة من خلال تقديم الحوافز والمكافآت، وتوفير فرص للنمو والتطوير المهني. الموظفون المحفزون يكونون أكثر إنتاجية وكفاءة.
- التواصل الفعال: يجب تعزيز التواصل المفتوح والشفاف بين جميع مستويات الإدارة والموظفين. يمكن أن يشمل ذلك الاجتماعات الدورية، البريد الإلكتروني، والأنظمة الداخلية للتواصل.
- التقييم المستمر: إجراء تقييمات دورية للأداء الإداري لتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. يمكن استخدام مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) لقياس الكفاءة وتحديد الأهداف المستقبلية.
تعزيز الشراكات الدولية
تسعى سلطنة عمان من خلال استراتيجية رؤية عُمان 2040 إلى تعزيز الشراكات الدولية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. إليك بعض النقاط الرئيسية:
- التعاون التجاري: تسعى سلطنة عمان إلى تعزيز علاقات التعاون التجاري مع دول مثل روسيا الاتحادية من خلال تبادل الخبرات الفنية والتقنية في المجال الصناعي وتنمية الاستثمارات. [7]
- اللقاءات الدبلوماسية: تنظم وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لقاءات مع القناصل الفخريين لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، والتعريف ببيئة الأعمال في السلطنة والحوافز المقدمة للمستثمرين.[8]
- التعاون الإقليمي: فتحت زيارة جلالة السلطان إلى السعودية آفاقًا جديدة للتعاون المشترك، مما يعزز الموقع الاستراتيجي للسلطنة كمركز لوجستي إقليمي.[9]
يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة والتنمية في عُمان من خلال تحسين الكفاءة الإدارية وتطوير القطاعات الاقتصادية الحيوية، مثل الصحة والتعليم. كما يُسهم في تمكين الابتكار المؤسسي، وزيادة التنافسية على المستوى الدولي، وتعزيز الشراكات العالمية التي تدعم النمو المستدام .