روبوت ودولار للتعبير عن الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي؟

أرسى الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي تغييرات جذرية لم تكن في الحسبان، حيث امتدت انعكاساته الإيجابية من زيادة معدل إنتاج الشركات إلى ارتفاع مستوى دخل الأفراد، وأخذ ينمو شيئاً فشيئاً حتى وصل حالياً إلى قطاعات اقتصادية متنوعة منها: الزراعة والصناعة والتجارة والرعاية الصحية وغير ذلك الكثير.

لذلك سواء كنت على معرفة بنتائج العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والاقتصاد أو ما زال الأمر مجهولاً بالنسبة لك، تابع معنا لاكتشاف المزيد عن انعكاسات الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد العالمي، وكيف يساعد في تحسين الإنتاج، وأخيراً أهم المجالات التي يدخل فيها لدعم الاقتصاد.

ما هو تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد العالمي؟

روبوت يستخدم الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي

ينشغل الباحثون حالياً بدراسة تأثيرات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي، حيث اشتملت على إعادة تشكيل حركة الصناعة وتبلور مفهوم جديد للأسواق المالية والسياسات الاقتصادية. وفيما يلي ملامح التأثير: [1] [2]

نمو الاقتصاد وتحسين الإنتاجية

استطاع تأثير الذكاء الاصطناعي في الإدارة المالية أن يدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام، واستعان لتحقيق ذلك بقدرته على أتمتة المهام الروتينية وغير ذلك من الأساليب التي تحسّن الإنتاج. وحسب تقرير صادر عن شركة ماكينزي، يستطيع الذكاء الاصطناعي التوليدي تمكين نمو إنتاجية العمل من 0.1% إلى 0.6% سنوياً حتى عام 2040 [3].

خلق فرص عمل جديدة

على عكس ما هو متداول في الآونة الأخيرة، سوف يخلق الذكاء الاصطناعي فرص عمل جديدة بميادين عديدة منها الابتكار التكنولوجي وعلم البيانات وتطوير التقنيات الرقمية الحديثة. وتذكر آخر تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي بأن 97 مليون وظيفة سوف تكون متاحة أمام الباحثين عن عمل في مطلع 2025 [4].

التأثير على التجارة الدولية

تعد التجارة الدولية من أكبر تحديات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد وخاصة أن التأثر ضخم وغير مستقر، ويشتمل هنا التأثير الإيجابي على تحسين الخدمات اللوجستية وإدارة سلسلة التوريد وخفض التكاليف التشغيلية.

تحولات في قطاع الصناعة

فرضت الثورة الصناعية خلال القرن الثامن عشر تغييرات كبيرة في الاقتصاد العالمي، وقد جاء الذكاء الاصطناعي بعد ذلك لخلق تحولات ضخمة في مجالات متنوعة مثل الرعاية الصحية والمعامل الصناعية وقطاع التمويل.

التفاوت الاقتصادي بين الدول

يتوقع الخبراء أن يكون أثر الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد غير عادل في جميع البلدان، بمعنى أن الدول المتقدمة لها النصيب الأكبر في جني فوائد الذكاء الاصطناعي وخصوصاً أنها مزودة ببنى تحتية تكنولوجية متطورة. ولسوء الحظ هذا التأثير سلبي لأنه سيزيد الفجوة الاقتصادية.

كيف يساعد  الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية ودعم الاقتصاد؟

حقق الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي تغييرات لا تعد ولا تحصى، هذا ما يضعنا أمام سؤال محوري بحاجة للإجابة: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الإنتاج وزيادة الكفاءة في الصناعات المختلفة؟

أتمتة المهام 

يخلق التحول الرقمي إلى أتمتة المهام قدرة مميزة لتوفير الوقت والجهد البشري، فلا داعي بوجود الذكاء الاصطناعي إلى هدر ساعات طويلة في إدخال البيانات وتنظيم الفواتير المالية وجدولة المواعيد وغير ذلك من المهام الروتينية الأخرى.

على سبيل المثال، لن يضطر موظفو الشركات التجارية إلى الرد على أسئلة العملاء المتكررة بسبب وجود برامج الدردشة الآلية، وهكذا يخصصون وقتاً أكبر لحل مشكلات العملاء الأكثر تعقيداً [5].

تحليل البيانات

أصبحت الشركات قادرة على اتخاذ قرارات صائبة بشكل أعلى بفضل إمكانية تحليل البيانات بواسطة الذكاء الاصطناعي. علاوة على أن التحليلات التنبؤية وسيلة فعالة للغاية في فهم سوق العمل وتحليل سلوك العملاء المستهدفين.

وفي الواقع، يسمح تحليل البيانات المدعوم بالذكاء الاصطناعي للشركة مهما كان نوع نشاطها بتخصيص المنتجات أو الخدمات بما يتناسب مع رغبات العملاء [6].

التخصيص والتكيف

يحقق رواد الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد ما كان أصحاب المشاريع يبحثون عنه لسنوات طويلة، ونقصد بذلك عناصر التخصيص والتكيف بسهولة. تشمل استخدامات Artificial Intelligence لأغراض التخصيص كلاً من البرامج التدريبية للموظفين ومجالات التسويق والمبيعات ودعم العملاء [7].

تعزيز التواصل 

يصنف التواصل الفعال بين الموظفين ضمن أهم عوامل زيادة الإنتاجية، من هنا كان لاستعمال أدوات الاتصال والتعاون المدعومة بالذكاء الاصطناعي أثراً كبيراً في تحسين الكفاءة وتنظيم هذه العملية.

من أشهر الأمثلة الواقعية على ما ذكرناه هي منصات الاجتماع الافتراضية ( Zoom و Microsoft Teams)، إذ تحتوي على مزايا ذكاء اصطناعي مثل الترجمة الفورية ومنع الضوضاء في الخلفية، وذلك كله ينعكس على كفاءة الأعمال [8].

أهم المجالات التي يدخل فيها  الذكاء الاصطناعي لدعم الاقتصاد العالمي

رجل يمسك أموالا بعد استخدام الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي

على الرغم من حداثة عهد الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد غير أن تأثيراته شاملة لمختلف القطاعات، وفيما يلي أبرز المجالات التي ظهر فيها تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد بشكل واضح: [9]

  • الرعاية الصحية: تشتمل استخدامات الذكاء الاصطناعي داخل القطاع الصحي كلاً من التشخيص والعلاج، مثلاً كان للذكاء الاصطناعي مساهمات في جائحة كوفيد 19. 
  • القطاع المالي: يستخدم رجال الأعمال في سوق الاقتصاد الرقمي بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي للوصول على استشارات موثوقة، كذلك يتيح كشف الاحتيال والتنبؤ باتجاهات الأسواق والجمهور.
  • التجارة الإلكترونية: تستعين معظم المتاجر الإلكترونية بالذكاء الاصطناعي لزيادة معدل مبيعاتها، وأهمها تطبيق شي إن الذي يلجأ إلى AI لاقتراح أنظمة التوصية وتحليل سلوك العملاء.
  • الصناعة: تشهد المصانع ازدهاراً كبيراً بفضل الذكاء الاصطناعي وخاصة في ميدان الصيانة التنبؤية ومراقبة الجودة وتحسين معايير الجودة في تصنيع المنتجات.
  • النقل والخدمات اللوجستية: السيارات ذاتية القيادة هي خير مثال على توظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير النقل، هذا فضلاً عن دوره في تنظيم حركة المرور وتوفير التكاليف التشغيلية.
  • الزراعة: تخلّصت بعض الحقول من الآفات الزراعية بسبب الذكاء الاصطناعي، وكان استعماله عاملاً رئيسياً في مساعدة المزارعين على زيادة إنتاج المحاصيل.
  • الطاقة: أصبح للذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في تطوير أنظمة الطاقة، على سبيل المثال يتم العمل مؤخراً على استخدام أساليب الذكاء الاصطناعي للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة.

وأخيراً يمكن القول: أشعل الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد شرارة لا تنطفئ من الإبداع والتطوير والنمو، وهذا واضح بالفعل من وجود تحسُّن في الإنتاجية وخلق فرص عمل جديدة وازدهار في الصناعة والتجارة وغير ذلك من التأثيرات الإيجابية. ذلك كله يؤكد بشكل أو بآخر أهمية الذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

مقالات مشابهة