كيف يمكن كشف الاحتيال بالذكاء الاصطناعي في المعاملات المالية؟

في ظل تزايد الهجمات الإلكترونية، أصبح كشف الاحتيال بالذكاء الاصطناعي من الموضوعات الأساسية في عالم المعاملات المالية، حيث شهدت معدلات الاحتيال ارتفاعًا ملحوظًا، مما يتطلب الاستجابة السريعة لحماية المؤسسات المالية من المخاطر المتزايدة.

لمواجهة هذا التحدي، تتجه المؤسسات المالية نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تتيح لها معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة. بفضل هذه التقنيات، يمكن للمؤسسات الكشف المبكر عن أي نشاط مشبوه، واتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل فوري.

في هذه المقالة، نستعرض كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في مكافحة الاحتيال، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه المؤسسات المالية. تابع القراءة لتكتشف كيف يمكن لهذه التكنولوجيا أن تحمي أموالك!

كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي لكشف الاحتيال المالي؟

يُعد الاحتيال المالي تحدياً كبيراُ وعقبة تواجه المؤسسات المالية والأفراد على حد سواء، ونتيجة لتزايد تعقيد أساليب الاحتيال، برز الذكاء الاصطناعي كأداة فعّالة في كشف الاحتيال بالذكاء الاصطناعي.

فعلى سبيل المثال، تستفيد العديد من الشركات الكبيرة مثل  PayPal و MasterCard من الذكاء الاصطناعي في الإدارة المالية وتحليل سلوك العملاء من خلال رصد سلوك المستخدمين في الوقت الفعلي، وإرسال إشعارات فورية في حالة ملاحظة أي نشاط غير اعتيادي. (1) فيما يلي بعض الطرق الرئيسية التي يتم بها استخدام الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الاحتيال:

كشف الاحتيال في البطاقات

مع تزايد التهديدات المالية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، أصبح الاحتيال على بطاقات الائتمان مشكلة شائعة، خاصة مع انتشار التطبيقات المالية الرقمية في حياتنا اليومية. 

إذا كنت تملك بطاقة ائتمانية، فلا يمكنك تجاهل فرصة تعرضك للاحتيال ك ملايين الأشخاص حول العالم قد تجد نفسك ضحية للاحتيال دون أن تدرك ذلك، حيث قد يستغرق الأمر أسابيع أو حتى أشهر قبل أن تكتشف الأمر. رغم أن العديد من بطاقات الائتمان تقدم تنبيهات عند اكتشاف سلوك غير عادي، إلا أنك قد تبقى غير مدرك لكونك ضحية ما لم تقم بالتحقق بنفسك.

تُعتمد العديد من أنظمة كشف الاحتيال الذكية حاليًا على المستخدمين لضمان عدم مشاركة معلوماتهم، وممارسة أمان البيانات المناسب، واليقظة مع بطاقاتهم المادية لمنع سرقتها أو فقدانها. هذه الخطوات تضع عبئًا كبيرًا على عاتق المستخدم للحفاظ على أمان بياناته.

لكن مع تقدم التكنولوجيا، يمكن للشركات الاستفادة من خوارزميات كشف الاحتيال الذكية، حيث يمكن لهذه الأنظمة تحليل كميات هائلة من البيانات واكتشاف الأنماط غير العادية التي تشير إلى نشاط احتيالي. 

وبالتالي ستتمكن هذه الشركات من كشف الاحتيال بالذكاء الاصطناعي ومنعه بشكل أكثر كفاءة وفعالية، مما يساعد على الحماية من الهجمات الرقمية وتقليل الضغط على المستخدمين في الحفاظ على أمان بياناتهم. (2)

يمكن للذكاء الاصطناعي كشف الاحتيال في بطاقات الائتمان من خلال مجموعة من الطرق الفعّالة. يبدأ ذلك ب التحليل السلوكي للمعاملات ، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي نماذج التعلم الآلي في الخدمات المالية لتحليل البيانات الكبيرة المتعلقة بعمليات بطاقات الائتمان.

هنا يقوم النظام بتحديد الأنماط الطبيعية لسلوك المستخدمين، مثل المشتريات المعتادة والمواقع التي يتسوقون منها. وعندما يحدث سلوك غير معتاد، كإجراء عملية شراء من موقع بعيد جغرافيًا أو تنفيذ معاملات كبيرة غير معتادة، تتمكن الشركة هنا من كشف الاحتيال بالذكاء الاصطناعي من خلال ملاحظة هذه الشذوذات وتنبيه البنوك أو شركات بطاقات الائتمان.

بالإضافة إلى ذلك، يعتمد الذكاء الاصطناعي على التعلم الآلي والنماذج التنبؤية، حيث يستخدم تقنيات التعلم العميق لتدريب نماذج على مجموعات بيانات ضخمة تحتوي على معلومات حول معاملات الاحتيال السابقة، مما يساعد في التعرف على أنماط الاحتيال التي قد تكون غير مرئية بالأساليب التقليدية. 

كما يمكن استخدام التعلم الإشرافي لتدريب نماذج اللغات الطبيعية على بيانات مُعلمة، بينما يُستخدم التعلم غير الإشرافي لتحديد الأنماط غير المعروفة التي قد تشير إلى عمليات احتيال جديدة.

يمكن أن يصبح الاحتيال أكثر وضوحًا عند تحليل البيانات عبر أطر زمنية مختلفة، مما يسمح للذكاء الاصطناعي التنبؤ بفرص حدوث عمليات احتيال بناءً على الأنماط والاتجاهات التاريخية. (3) (4)

كشف الحسابات الوهمية

يعتبر الذكاء الاصطناعي من الأدوات القوية والمهمة في مجال الأمن السيبراني ، حيث يلعب دورًا حيويًا في كشف الاحتيال من خلال تحليل السلوكيات المرتبطة بالمعاملات، هنا يعتمد النظام على تقنيات متقدمة مثل التعلم الآلي والتعلم العميق، والتي تتيح له معالجة كميات هائلة من البيانات في وقت قصير. 

يبدأ هذا التحليل بجمع معلومات دقيقة حول أنماط سلوك المستخدمين، مثل توقيت المعاملات، المواقع الجغرافية، والأجهزة المستخدمة. 

و من خلال إنشاء نماذج سلوكية طبيعية، يمكن للنظام تحديد الأنماط الشائعة التي يتبعها المستخدمون الشرعيون، وعندما يظهر سلوك غير معتاد، يقوم الذكاء الاصطناعي بتفعيل آليات كشف الاحتيال بالذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى تنبيه الفرق المعنية أو اتخاذ إجراءات فورية مثل تعليق الحساب.

 يتضمن هذا النظام أيضًا تحسينات مستمرة، حيث يتم تدريب النماذج على بيانات جديدة لتطوير قدرتها على التعرف على التهديدات المتطورة. وبذلك، يساهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني الذكي من خلال تقديم حلول فعالة للكشف عن الاحتيال وحماية المعلومات الحساسة. (5) (6)

كشف الاستيلاء على الحسابات

تعتبر ظاهرة الاستيلاء على الحسابات أحد أكبر التحديات التي تواجه المؤسسات المالية في العصر الرقمي، حيث يسعى المحتالون لاستغلال نقاط الضعف في أنظمة الأمان للوصول إلى معلومات حساسة وسرقة الأموال. ومن هنا تبرز أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة حيوية لمكافحة هذا النوع من الاحتيال، حيث يقدم حلولًا مبتكرة تهدف إلى الكشف المبكر والوقاية الفعالة. 

يعمل الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الاستيلاء على الحسابات من خلال : (7)

• تحليل البيانات الكبيرة: يستخدم الذكاء الاصطناعي تقنيات تحليل البيانات الكبيرة لفهم أنماط السلوك الطبيعي للمستخدمين. من خلال تحليل سلوك المستخدمين على المنصات الرقمية، يمكن للنظام تحديد الأنماط العادية، مثل توقيت الدخول، والمواقع الجغرافية، ونوع الأجهزة المستخدمة.
• التعلم الآلي: يعتمد الذكاء الاصطناعي على خوارزميات التعلم الآلي التي تتعلم من البيانات التاريخية. عندما يتصرف مستخدم بطريقة غير معتادة، مثل محاولة تسجيل الدخول من موقع جديد أو استخدام جهاز مختلف، يمكن للنظام أن يتعرف على هذه الأنماط الغير مألوفة ويبدأ في اتخاذ إجراءات استباقية.
• الرصد الفوري: تمكّن أنظمة الذكاء الاصطناعي المؤسسات من رصد الأنشطة في الوقت الفعلي. إذا تم اكتشاف سلوك مريب، مثل عدد كبير من محاولات تسجيل الدخول الفاشلة، يمكن للنظام إرسال تنبيه فوري إلى فرق الآمان لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
• المصادقة متعددة العوامل: بالإضافة إلى الكشف، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا في تعزيز أمان الحسابات من خلال تطبيق تقنيات المصادقة متعددة العوامل. هذه التقنية تضيف طبقات إضافية من الأمان تتطلب من المستخدمين تقديم معلومات إضافية لتأكيد هويتهم، مما يجعل من الصعب على المحتالين اختراق الحسابات.

في الختام، يُظهر الذكاء الاصطناعي قوة هائلة في كشف الاحتيال بالذكاء الاصطناعي في المعاملات المالية من خلال رصد الأنماط السلوكية وتحليل البيانات لحظيًا. هذه التقنيات ليست مجرد أدوات، بل هي حائط أمان يحمي المؤسسات المالية والمستخدمين على حد سواء من المخاطر. 

ربما حان الوقت لتبني هذه الحلول المتقدمة بجرأة، فهي مفتاح المستقبل الآمن في مواجهة التهديدات المتزايدة. دعونا نستخدم الذكاء الاصطناعي بفعالية لضمان أمان مالي لا يهتز أمام الاحتيال.