فوائد الذكاء الاصطناعي على اقتصاد الأردن: 5 تأثيرات رئيسية

تتنوع فوائد الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاقتصاد الأردني، ابتداء من زيادة الإنتاجية وصولاً إلى توفير فرص عمل جديدة. وانطلاقاً من ذلك تسعى الحكومة الأردنية إلى توظيف هذه التقنية الحديثة ضمن استراتيجيات وطنية تهدف إلى تعزيز القدرات الرقمية للمجتمع ودعم التحول الرقمي.

كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في نمو اقتصاد الأردن؟ 

يشكّل الذكاء الاصطناعي في الأردن قوة دافعة للنمو الاقتصادي، حيث يعزز الكفاءة الإنتاجية، ويفتح فرصًا جديدة للاستثمار، ويسهم في تطوير مهارات القوى العاملة. 

فيما يلي تحليل لفوائد الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في تحسين الأداء الاقتصادي الأردني:

تعزيز الابتكار وريادة الأعمال

يستثمر الأردن في الابتكار التكنولوجي، لا سيما في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين. تُشجع هذه التقنيات ريادة الأعمال وتُتيح فرصًا للشركات الناشئة، مما يُسهم في خلق فرص العمل والتنويع الاقتصادي.

تعزيز كفاءة القطاعات الاقتصادية

أدى الاعتماد على تقنيات مثل البلوك تشين إلى تحسين الكفاءة التشغيلية في قطاعات مثل التمويل والخدمات اللوجستية. من خلال خفض التكاليف وتبسيط العمليات، يمكن للشركات تحقيق أداء وتنافسية أفضل.

تحسين التعليم ومهارات الموظف

يشتمل تركيز الأردن على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي مبادرات لبناء الخبرات والمهارات المحلية. وهذا يُسهم في بناء قوة عاملة مُلِمّة بالتكنولوجيا، وهو أمرٌ أساسي لاستدامة النمو الاقتصادي في اقتصاد قائم على المعرفة.

تشجيع البحث والتطوير

تُعدّ زيادة الاستثمار في البحث والتطوير أمرًا بالغ الأهمية للتقدم التكنولوجي. وتهدف سياسات الأردن إلى دعم الابتكار من خلال الشراكات بين القطاعات والمؤسسات التعليمية.

التحول الرقمي في الخدمات

تُستخدم التكنولوجيا لتعزيز كفاءة الخدمات العامة، وجعلها أكثر سهولةً وفعاليةً للمواطنين. وهذا يُسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.

مبادرات الأردن في تبني الذكاء الاصطناعي

تتبنى فعاليات الذكاء الاصطناعي في الأردن نهجًا استراتيجيًا لتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، عبر مجموعة من المبادرات المتكاملة التي تشمل السياسات الوطنية، وتطوير المهارات، وتعزيز البنية التحتية الرقمية.

استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي 

تنطلق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي من (2023-2027)، وتستند هذه الاستراتيجية إلى 5 محاور رئيسية:

• بناء القدرات البشرية: من خلال تطوير مهارات الشباب عبر برامج تدريبية ومناهج أكاديمية متخصصة.
• تشجيع البحث العلمي والتطوير: لتعزيز الابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
• تحفيز بيئة الاستثمار وريادة الأعمال: عبر توفير حوافز للشركات الناشئة وجذب الاستثمارات المحلية والدولية.
• وضع الأطر التشريعية والتنظيمية: لضمان استخدام آمن وأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ميثاق وطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
• توظيف الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة: لتحسين كفاءة القطاع الحكومي، مثل تنظيم المرور والتخطيط لاستهلاك الطاقة.

تطوير البنية التحتية الرقمية

تعمل الحكومة على تحسين البنية التحتية الرقمية، مثل أنظمة الحوسبة السحابية وحوكمة البيانات، لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعزيز فوائد الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.

شراكة بين القطاع العام والخاص

تعزز الأردن التعاون بين الحكومة والشركات الخاصة والجامعات لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي، سواء في البحث العلمي أو تنفيذ المشاريع التجريبية.

 دعم التعليم وريادة الأعمال

تولي الأردن اهتمامًا كبيرًا بتطوير المهارات الرقمية وتعزيز ريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال:

• مبادرات مثل “مليون مبرمج أردني” وإدراج مناهج الذكاء الاصطناعي في الجامعات.
• دعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال مسرّعات الأعمال وحاضنات الابتكار.

تعزيز التعاون الدولي

تتعاون الأردن مع منظمات مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للحصول على الدعم التقني والمالي لمشاريع الذكاء الاصطناعي.

الممارسات الأخلاقية

أصدرت الأردن ميثاقًا وطنيًا لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بهدف ضمان الاستخدام المسؤول والأخلاقي وتعزيز فوائد الذكاء الاصطناعي في المملكة.

تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد الأردني

يشهد الاقتصاد الأردني تحولًا ملحوظًا مع تطور الذكاء الاصطناعي، حيث تلعب هذه التكنولوجيا دورًا محوريًا في مختلف القطاعات الاقتصادية. 

ومع تزايد استخدامها، برزت آثار متعددة على الاقتصاد، منها ما يسهم في تحقيق النمو ومنها ما يشكل تحديات تحتاج إلى حلول. ومن أبرز هذه التأثيرات:

التأثيرات الإيجابية

يقدم الذكاء الاصطناعي في الأردن فرصًا متعددة لتعزيز الاقتصاد الأردني من خلال عدة جوانب، إليك أبرز تأثيرات وفوائد الذكاء الاصطناعي:

• تحفيز النمو الاقتصادي: يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين عمليات إنتاج السلع والخدمات، مما يعزز الإنتاجية والنمو الاقتصادي.
• تحسين توزيع الدخل: يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في خلق فرص جديدة للعمل وتحسين توزيع الدخل في الأردن.
• زيادة كفاءة الأعمال: توفر أدوات الذكاء الاصطناعي إمكانية تحسين العمليات الإنتاجية في الشركات والمؤسسات، مما يؤدي إلى تقليل التكاليف وزيادة الأرباح.
• تحسين آليات اتخاذ القرار: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من البيانات لاتخاذ قرارات اقتصادية أفضل، مما قد يؤدي إلى تحسين استراتيجيات السوق.

التأثيرات السلبية

رغم فوائد الذكاء الاصطناعي المقدمة، فإن الذكاء الاصطناعي يحمل معه بعض التحديات الاقتصادية التي يجب التعامل معها، ومنها:

• زيادة البطالة: قد يؤدي اعتماد الذكاء الاصطناعي إلى استبدال العمالة البشرية بالآلات، مما يهدد بعض الوظائف التقليدية.
• التأثير على معدلات الفقر: في حال عدم إدارة التحولات التكنولوجية بشكل جيد، قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى زيادة التفاوت الاقتصادي وارتفاع معدلات الفقر.
• تحديات في إعادة تأهيل القوى العاملة: تحتاج القوى العاملة في الأردن إلى اكتساب مهارات جديدة لمواكبة التحولات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يكون تحديًا أمام البعض.

توصيات للتعامل مع تأثير الذكاء الاصطناعي

لمواجهة هذه التحديات وتحقيق أقصى استفادة من فوائد الذكاء الاصطناعي، من الضروري اتخاذ بعض الإجراءات لتحقيق التوازن بين فوائد وأضرار الذكاء الاصطناعي، منها:

• إيجاد حلول لسوق عمل مرن: تطوير استراتيجيات لسد الفجوة بين المهارات المطلوبة في سوق العمل والمتغيرات التكنولوجية الجديدة.
• دعم البحث والتطوير: تشجيع الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاقتصاد دون التأثير السلبي الكبير على الوظائف.
• تطوير سياسات اقتصادية مناسبة: وضع خطط اقتصادية تتماشى مع التحولات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي لضمان تحقيق أقصى استفادة منه.

الخلاصة

لا شك أن فوائد الذكاء الاصطناعي تُحدث تحولًا كبيرًا في الاقتصاد الأردني، حيث تعزز الابتكار والكفاءة في مختلف القطاعات. ومع استمرار الاستثمار في هذه التكنولوجيا، يمكن للأردن تحقيق نمو اقتصادي مستدام. لذلك، من الضروري وضع استراتيجيات فعالة لضمان الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي مع الحد من تحدياته.

الأسئلة الشائعة