الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية: الروبوتات والتخطيط الدقيق
ربما تكون سمعت يومًا عن دور الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، وقدرته على تشخيص الأمراض، لكن هل سمعت عن دور الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية؟ وهل تتوقع أن إجراء العملية الجراحية باستخدام الروبوت سيكون أكثر أمانًا؟
بدأ استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي منذ أواخر القرن العشرين، وكان استخدامه مقتصرًا على إتمام المهام الروتينية، لكن بعد اقتحام روبوت دافنشي المشهد، توسع دوره ليشمل مساعدة الجراح في تنفيذ الحركات الدقيقة بكل سلاسة.
نتعرف خلال أسطر هذا المقال على دور الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية، بالإضافة إلى مميزاته العديدة، والتحديات والمخاطر المحتملة خلال السنوات القادمة.
جدول المحتويات
أنواع الروبوتات الجراحية و تطبيقاتها

تتعدد أنواع الروبوتات الجراحية التي يعتمد عليها الأطباء، لكن دعنا نتفق أولًا أن الروبوت لا يمكنه إتمام إجراء أي عملية جراحية بمفرده، وفي جميع الحالات يُستخدم الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية كأداة لتنفيذ أوامر الطبيب بدقة عالية وبقدر أقل من الأخطاء، وفيما يلي أبرز أنواع الروبوتات الجراحية:
- جهاز دافنشي da Vinci: أول نظام روبوت جراحي معتمد من ال FDA، ويستخدم كأداة فعالة في الجراحات التي تعتمد على المناظير مثل جراحة القلب وجراحات القولون والرأس والرقبة وغيرها. [1]
- جهاز Ion: يتيح هذا النوع من الروبوتات للأطباء أخذ عينات من الأماكن العميقة في الرئة عبر الممرات الهوائية الدقيقة، ويستخدم العديد من الحساسات الآلية التي تضمن استقرار الأدوات ودقة العينة المستهدفة. [2]
- نظام Mako: روبوت جراحي مدعوم بالذكاء الاصطناعي، يسُتخدم بشكل أساسي في جراحة العظام مثل استبدال مفصل الركبة أو الورك، عن طريق إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لعظام المفصل وتصميم خطة علاج فردية لكل مريض. [3]
- نظام NAVIO الجراحي: يُستخدم هذا النظام أيضًا في جراحات العظام، بالإضافة إلى دوره الفعال في التدريب الجراحي من خلال توفير نموذج محاكي للواقع لتدريب الأطباء.[4]
- نظام Monarch: يساعد هذا النظام في زيادة دقة منظار الرئة، من خلال توفير رؤية أوضح وتحكم أعلى في الأدوات المستخدمة.[5]
كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تخطيط العمليات الجراحية

يستفيد الطبيب من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الطب وفي العمليات الجراحية خلال جميع المراحل، بدءًا من إعداد المريض مرورًا بإجراء العملية الجراحية داخل غرفة العمليات، ثم متابعة تطور حالة المريض بعد إجراء العملية.
أصبحت العديد من أنظمة الرعاية الصحية معتمدة على الذكاء الاصطناعي خلال مراحل تشخيص المريض المختلفة، كما يلي: [6]
- تحديد المرضى المحتملين في حملات الفحص الشامل لبعض الأمراض، مثل سرطان الثدي.
- التشخيص المبكر للعديد من الأمراض.
- التنبؤ الدقيق بالمخاطر المحتملة للجراحة قبل إجرائها بناءًا على عمر المريض وتاريخه المرضي الكامل.
يعمل الذكاء الاصطناعي كمساعد ذكي للطبيب أثناء إجراء العمليات الجراحية، بهدف الحصول على نتائج أكثر دقة وبقدر أقل من المضاعفات، كما يلي: [7]
- يبدأ الجراح بإجراء شقوق صغيرة للغاية في الجسم لإدخال الآلات المصغرة والكاميرا ثلاثية الأبعاد داخل جسم المريض.
- يتوجه الجراح إلى جهاز كمبيوتر كبير متحكم في حركة تلك الآلات.
- يوجه الطبيب الجراح تلك الآلات من خلال لوحة جهاز الكمبيوتر للقيام بخطوات العملية الجراحية.
- يعمل الكمبيوتر كمترجم لنقل أوامر الحركة التي يصدرها الجراح إلى الآلات لتنفيذها بدقة وسلاسة.
من الضروري معرفة أن الذكاء الاصطناعي المتحكم في الروبوت لا يمكنه اتخاذ أي قرار من تلقاء نفسه، بل هو مجرد أداة لنقل أوامر الجراح إلى الآلات لتنفيذها بدقة عالية، وأقل قدر ممكن من الأخطاء.
مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في الجراحة

يتزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مجال الجراحة بفضل الفوائد العديدة التي يقدمها، مما يعزز دقة العمليات الجراحية ويقلل من المخاطر المحتملة، ويمكن ذكر أهم هذه المميزات كالآتي: [9]
- زيادة الدقة: يساعد الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية في إجراء الحركات الدقيقة، وبالتالي يقلل من تلف الأنسجة، ويحسن النتيجة، ويقلل من حدوث المضاعفات.
- تقليل احتمالية الخطأ البشري: يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الجراح من خلال إتمام المهام الروتينية، وتنبيه الجراحين إلى المشاكل المحتملة، بالإضافة إلى تقييم الوضع العام بشكل مستمر خلال العملية، مما يقلل من احتمالية حدوث أخطاء.
- وقت التعافي أقصر: تمتاز الجراحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بانخفاض احتمالية حدوث مضاعفات بالإضافة إلى تقليل الألم، مما يزيد من سرعة التعافي بعد الجراحة.
- تكاليف أقل: يساهم في تقليل التكاليف نتيجة تقليل مدة إقامة المريض في المستشفى، وتحسين كفاءة العملية الجراحية، وعدم الحاجة إلى إعادة التدخل في أغلب الحالات.
تحديات ومخاطر محتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الجراحة

تحديات الذكاء الاصطناعي عدة ومنها في المجال الطبي، حيث يواجه العديد من التحديات التي تعوق استخدامه بشكل أوسع، ورغم أن الدمج بين الذكاء الاصطناعي والجراحة يحمل العديد من المميزات، إلا أنه يتطلب تخطيطًا دقيقًا للاستفادة منه في إطار آمن، ومن أبرز تلك التحديات: [9]
- ضمان الحفاظ على خصوصية وسرية البيانات، وعدم السماح بالوصول إليها إلا من قبل المختصين.
- توفير التقنيات التي تدعم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وتساعد على اتصاله بجميع الأجهزة الطبية.
- التحديات القانونية والأخلاقية مثل ضرورة الالتزام باللوائح، ووضع القوانين للتعامل مع الأخطاء المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
- توفير برامج التدريب العملي للجراحين والمساعدين لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح.
- تسليط الضوء على فوائد الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية؛ لتشجيع كل من الأطباء والمرضى على الاتجاه لتلك التقنيات.
في الختام، نجد أن دور الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية ينمو بشكل مستمر يومًا بعد يوم، خاصةً بعد أن استطاعت تقنيات الذكاء الاصطناعي إثبات فعاليتها، ودورها في إجراء عمليات جراحية أكثر دقة وأمانًا وبأقل قدر من الأخطاء والمضاعفات.
رغم المستقبل المشرق للذكاء الاصطناعي إلا أنه مازال هناك العديد من التحديات التي تحد من استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية، لذا نأمل أن يتوصل المختصون إلى حل للاستفادة من تلك التقنيات بشكل أخلاقي وآمن.