علم المملكة والذكاء الاصطناعي في السعودية

المبادرات الحكومية لدعم الذكاء الاصطناعي في السعودية

في ظل الثورة التكنولوجية الحالية، أصبح الذكاء الاصطناعي في السعودية من أولويات الاستراتيجيات الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة. تسعى المملكة إلى تعزيز موقعها كقائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال مبادرات متكاملة وشاملة، تدعمها السياسات الحكومية الرامية إلى تحقيق الابتكار والتقدم. 

من خلال هذه المبادرات، يهدف الذكاء الاصطناعي في السعودية إلى دفع الابتكار وتعزيز القدرات التقنية، مما يعكس التزام المملكة بتحقيق تقدم ملموس في هذا القطاع الحيوي. في هذا المقال سوف نتعرف على المبادرات الحكومية الوطنية للذكاء الاصطناعي في السعودية.

كيف تدعم المملكة العربية السعودية الذكاء الاصطناعي؟

موظفون يستخدمون الذكاء الاصطناعي في السعودية

تولي المملكة العربية السعودية اهتماماً بالغاً بتطوير الذكاء الاصطناعي، وظهر ذلك من خلال مجموعة واسعة من المبادرات والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز هذا المجال. تعمل السعودية على تعزيز البيئة المحفزة للذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق مشاريع وطنية طموحة وإنشاء هيئات متخصصة للإشراف على استراتيجيات الذكاء الاصطناعي. 

كما تستضيف المملكة فعاليات دولية، مثل القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، التي تجمع خبراء عالميين وقادة الصناعة لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة. إضافة إلى ذلك، تسعى السعودية لزيادة الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي من خلال برامج تدريبية وشراكات مع المؤسسات الأكاديمية، وذلك بهدف بناء جيل من الخبراء المحليين في هذا المجال الحيوي. [1]

أهم المبادرات الحكومية لدعم الذكاء الاصطناعي في السعودية؟

موظفون يستخدمون الذكاء الاصطناعي في السعودية

حققت المملكة العربية السعودية تقدماً كبيراً في دعم وتطوير الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية من خلال مجموعة من مبادرات عن الذكاء الاصطناعي. وفيما يلي بعض المبادرات الحكومية الرئيسية التي تهدف لتحقيق التطور التكنولوجي:

البرنامج الوطني لتنمية قدرات الذكاء الاصطناعي 

قامت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) بخطوات كبيرة لترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كقائد عالمي في تبني الذكاء الاصطناعي. بالتعاون مع هواوي، أطلقت برنامج تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي الوطني. [2]

يهدف هذا البرنامج إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية:

  • الدعم: يقدم الدعم للحكومات، والشركات، ومعاهد البحث داخل المملكة.
  • الشراكات التكنولوجية: يساعد في العثور على شركاء التكنولوجيا المناسبين في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • تعزيز المواهب: يركز على تعزيز مجموعة المواهب المحلية من خلال تطوير خبرات في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • استراتيجيات النمو: يهدف في النهاية إلى اكتشاف استراتيجيات نمو جديدة من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

كشريك في هذا البرنامج، تقدم هواوي خبرتها الواسعة في أكثر من 500 مشروع للذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، بما في ذلك إدارة المدن، والطاقة، والرعاية الصحية، والنقل، والخدمات اللوجستية.

برنامج استراتيجيات الذكاء الاصطناعي لمكافحة التصحر 

أطلقت وزارة البيئة السعودية، بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، إحدى برامج الذكاء الاصطناعي بهدف رئيسي وهو تقييم الغطاء النباتي داخل المملكة العربية السعودية، تماشيًا مع مشاريع التشجير ومبادرة “السعودية الخضراء” الطموحة. [3]

من خلال التحليل القائم على الذكاء الاصطناعي في الرياض:

  • يستخدم البرنامج الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأقمار الصناعية والبيانات الأخرى، مما يتيح تحديد المناطق الأكثر عرضة للتصحر.
  • تراقب تقنيات الاستشعار عن بُعد الغطاء النباتي، وأنماط هطول الأمطار، وتغيرات صحة النبات بمرور الوقت، مما يسمح بتدخلات مستهدفة واتخاذ قرارات مبنية على البيانات.

الاستراتيجيات والحلول:

بناءً على التحليل، سيعمل البرنامج على تطوير استراتيجيات لمكافحة التصحر، تتضمن:

  • زراعة الأشجار والشجيرات: لتعزيز الغطاء الأخضر.
  • تحسين إدارة المياه: لضمان الاستخدام الفعّال للموارد المائية.
  • تشجيع الزراعة المستدامة: من خلال ممارسات تحافظ على التربة والمياه.

مشروع “عابر” – العملة الرقمية المشتركة

أطلقت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي مشروعًا مبتكرًا يُعرف باسم “عابر”. يدعم الذكاء الاصطناعي في السعودية والإمارات. [4] 

يهدف هذا المشروع إلى:

  • دراسة إمكانية استخدام تقنية السجلات الموزعة لتنفيذ المدفوعات عبر الحدود بين البلدين.
  • الاعتماد على عملة رقمية مشتركة كوحدة تسوية بين البنوك التجارية محليًا وبين البلدين.
  • المساهمة في معالجة نقاط الضعف التي تواجهها المدفوعات عبر الحدود، خاصة فيما يتعلق بتقليص مدة إنجازها وتخفيض تكلفتها.

مبادرة ساعة الذكاء الاصطناعي

أطلقت وزارة التعليم، بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، مبادرة “ساعة الذكاء الاصطناعي”. تستهدف هذه المبادرة أكثر من 1300 مدرسة حكومية وأهلية في مختلف مناطق المملكة، وتهدف إلى تعزيز التعليم التكنولوجي من خلال إدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية. [5]

أهداف المبادرة:

  • التوعية: تهدف المبادرة إلى توعية طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية حول الذكاء الاصطناعي في السعودية ومستقبله المتطور.
  • التحفيز: تشجع هذا الجيل على التقدم نحو عالم التقنيات المتقدمة، وتحفزهم على المشاركة في الأولمبياد الوطني.
  • التنمية: تسعى المبادرة إلى دعم صناعة جيل وطني واعد من المبرمجين والمتخصصين في تقنيات البرمجة والذكاء الاصطناعي.

في ختام الحديث عن المبادرات الحكومية الرائدة في دعم الذكاء الاصطناعي في السعودية، يتضح التزام المملكة بتعزيز هذا المجال الحيوي من خلال استراتيجيات متكاملة ومبادرات مبتكرة، ومتابعة ودعم هذه المبادرات سيسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف الطموحة ويساعد على وضع الذكاء الاصطناعي في السعودية في مقدمة الدول المتقدمة. 

مقالات مشابهة