تأثير السياسات الدولية على تطور الذكاء الاصطناعي
يُعد الذكاء الاصطناعي أحد أبرز التطورات التكنولوجية التي غيرت مسار العالم في العصر الحديث، واندمجت في مختلف مجالات الحياة؛ وذلك لما له من دور فعال في تحسين الكفاءة والإنتاجية وتوفير تجربة مميزة للمستخدمين.
ساهمت كل تلك المميزات في تشجيع المطورين والمستثمرين لتطوير الذكاء الاصطناعي، والسعي نحو استغلال إمكانياته بأفضل صورة ممكنة ومواجهة التحديات التي تعوق استخدامه.
لكن هل ما هي العوامل التي تؤثر على تطور الذكاء الاصطناعي؟ وهل يؤثر الدعم الحكومي والسياسات الدولية على استخدام الذكاء الاصطناعي وتطوره؟ تابع القراءة لتجد الإجابة.
جدول المحتويات
ما هي العوامل الرئيسية التي تؤثر على تطور الذكاء الاصطناعي؟
توجد العديد من العوامل التي تؤثر على أداء نظم الذكاء الاصطناعي وتطوره، منها: [1][2][3][4]
- توفر البيانات وجودتها: تشكل البيانات حجر الأساس الذي ينطلق منه الذكاء الاصطناعي ليعمل بطلاقة، كما تُعد أحد أهم العوامل المؤثرة في تطور الذكاء الاصطناعي، وكلما كانت البيانات أكبر حجمًا وأكثر تنوعًا كان أداء الذكاء الاصطناعي أفضل، خاصةً في بعض المجالات مثل معالجة اللغات الطبيعية والتعلم الآلي ورؤية الكمبيوتر.
- البنية التحتية التكنولوجية: يعتمد تطور الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على قوة الحوسبة والتخزين والمنصات السحابية، ويتطلب أجهزة عالية الأداء من حيث معالجة الرسومات “CPU”؛ لتشغيل الخوارزميات المعقدة بكفاءة عالية.
- السياسات الحكومية: يُعد الدعم الحكومي أحد أهم عوامل تطور الذكاء الاصطناعي، وتشهد الدول التي تدعم تطور الذكاء الاصطناعي تقدمًا ملحوظًا مقارنةً بغيرها مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية والصين.
- الاستثمارات: تشكل الاستثمارات الحكومية والخاصة عنصرًا بالغ الأهمية لتطوير الذكاء الاصطناعي، وتحقيق تقدم مستمر في هذا المجال.
ما هو تأثير السياسات الدولية على استخدام الذكاء الاصطناعي؟
تلعب اللوائح الحكومية والقوانين الدولية دورًا كبيرة في تطوير ونشر واستخدام الذكاء الاصطناعي، بهدف تحقيق التوازن بين الابتكار وحماية الحقوق والأخلاقيات والأمن كما يلي: [5][6][7]
- قوانين الخصوصية وحماية البيانات: تحد بعض القوانين من تطوير الذكاء الاصطناعي، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات “GDPR” التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على الشركات لتنظيم كيفية جمعها وتخزينها ومعالجتها للبيانات الشخصية.
- الأمن السيبراني: تتعرض بعض قطاعات الدولة التي تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي للهجمات الالكترونية من حين لآخر، مثل قطاعات الدفاع والتمويل والرعاية الصحية، وهو ما دفع الدول نحو إدخال لوائح الأمن السيبراني لحماية البيانات الحساسة، وضمان معايير أمنية صارمة.
- الأخلاقيات: وضعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية “OECD” العديد من القواعد والتوجيهات للتأكيد على الشفافية في الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وتتطلب تلك المبادئ أن تخضع أنظمة الذكاء الاصطناعي للإشراف البشري وأن تكون قابلة للفهم والتتبع.
ما هي الآثار المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركات والمجتمع؟
توجد العديد من الآثار المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركات والمجتمع أبرزها زيادة الكفاءة والإنتاجية، وأتمتة المهام الروتينية، وتحسين عملية اتخاذ القرار، وتوفير تجارب مخصصة للعملاء، مما يتيح للشركات التكيف مع اتجاهات السوق.
على الجانب الآخر، يواجه المجتمع العديد من التحديات نتيجة تطور الذكاء الاصطناعي واستخدامه المتزايد، أبرزها استبدال الكثير من الوظائف والاعتماد المبالغ فيه على التكنولوجيا، بالإضافة إلى الأسئلة العديدة المطروحة حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. [8]
ما هو تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل؟
يؤثر تطور الذكاء الاصطناعي على سوق العمل بشكل واضح، وظهر ذلك بوضوح في معدلات التوظيف، وأنواع المهارات المطلوبة وكيفية أداء المهام، وفيما يلي نستعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل: [9]
- استبدال الوظاف وأداء المهام الروتينية أو المهام التي تعرض الإنسان للخطر.
- خلق فرص عمل جديدة في مجال التكنولوجيا.
- تغيير المهارات المطلوبة في سوق العمل، وزيادة الطلب على مهارات التفكير النقدي والإبداع التي يصعب على الذكاء الاصطناعي القيام بها بكفاءة.
- تغيير بيئة العمل وتحسين الإنتاجية.
في الختام، نجد أن الذكاء الاصطناعي يمثل نقطة تحول رئيسية في العصر الحديث، إذ يقدم العديد من الفوائد للشركات والمجتمع مثل تحسين الكفاءة والإنتاجية وإنجاز المهام الروتينية وتطوير سوق العمل، ورغم ذلك توجد العديد من التحديات التي تعوق استخدامه بالشكل الأمثل.
من الضروري أن تسعى الحكومات والشركات للعمل معًا ووضع القوانين التي تحكم عمل الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي؛ لضمان استغلاله بشكل جيد والاستفادة من مميزاته في ظل عصر التحول التكنولوجي.