استراتيجيات بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي: ما الذي يجب مراعاته؟
هل تعلم أن سوق برمجيات الذكاء الاصطناعي حقق 98 مليار دولار أمريكي عام 2024! ومن المتوقع أن يصل إلى 391.43 بحلول سنة 2030 [1]. في ظل هذه الأرقام الخيالية، يبدو استكشاف المزيد حول بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي أمراً لا غنى عنه وخاصة أنها لا تتوقف عن الارتفاع بمرور الوقت. بناء على ما سبق ذكره، تناقش هذه المقالة طريقة تطوير التطبيقات الذكية خطوة بخطوة، بالإضافة إلى توضيح أهمية تجربة المستخدم في تصميم التطبيقات وكيفية اختيار الأدوات والتقنيات المناسبة، وأخيراً نمهل الخطى قليلاً عند التحديات والمستقبل الواعد.
جدول المحتويات
خطوات أساسية لبناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي
يتزايد الطلب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي من قبل المستخدمين حول العالم نظراً لما توفره من أداء رفيع المستوى وخدمات متنوعة. وفي المقابل، يرغب آلاف الأشخاص في التعرف على خطوات إنشاء التطبيقات الذكية، وهي عملية معقدة نوعاً ما ومتوزعة على مرحلتين وفق الترتيب الآتي: [2]
المرحلة الأولى: تصميم نموذج الذكاء الاصطناعي
يعتبر تصميم نموذج ذكاء اصطناعي هو مرحلة ضرورية لنجاح التطبيق، ويجب أن يكون متوافقاً مع الأهداف الرئيسية، وتستدعي هذه المرحلة اتباع 4 خطوات، هي:
- تحديد المشكلة المراد حلها من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي.
- تحديد تقنيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي المناسبة للمشكلة.
- جمع البيانات عالية الجودة من مصادر موثوقة ومعالجتها.
- تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي بواسطة الخوارزمية والبيانات.
المرحلة الثانية: بناء تطبيق الذكاء الاصطناعي
بعد الانتهاء من تصميم نموذج الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، يجب البدء في خطة بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تحتاج إلى اتباع 4 خطوات متتالية ومترابطة:
- اختيار منصة التطوير مثل TensorFlow, PyTorch, Keras, Caffe بناء على مدى تعقيد التطبيق وحجم البيانات وقابلية التوسع.
- تحديد مجموعة الأدوات التقنية المناسبة وهي: لغات البرمجة، ومكتبات معالجة اللغة الطبيعية، ومنصات الحوسبة السحابية وغيرها.
- دمج نموذج الذكاء الاصطناعي الجاهز في بنية التطبيق وواجهة المستخدم من خلال تصميم وتنفيذ جميع المكونات والعناصر التي تتفاعل معه.
- تقييم أداء تطبيق الذكاء الاصطناعي من حيث الدقة والموثوقية وقابلية الاستخدام في ظروف مختلفة بهدف اكتشاف نقاط الضعف وتحسينها.
التحديات التي يجب مراعاتها عند تطوير التطبيقات الذكية
على الرغم من الاهتمام الواسع بمجال بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي غير أن التحديات ما زالت موجودة، نتيجة لذلك يبدو من الضروري تسليط الضوء على تلك المعوقات لتجاوزها في المستقبل. فيما يلي أهم التحديات: [3]
- البيانات: تعاني الشركات التقنية من صعوبة العثور على بيانات مناسبة وعالية الجودة وبكميات كافية لأجل تصميم نموذج الذكاء الاصطناعي.
- التحيز: تواجه التطبيقات تحدي الإصابة بداء التحيز نتيجة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي عن قصد أو من غير قصد على بيانات متحيزة.
- المطورين: يصعب العثور على مطورين محترفين في مجال تصميم البرمجيات بسبب الطلب المرتفع على المتخصصين المهرة وقلة أعداد الموهوبين.
اختيار الأدوات والتقنيات المناسبة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي
عندما يتعلق الأمر بمسألة بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي أياً كان هدفها، يجد المطوّر نفسه أمام خيارين فقط هما: تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي المخصصة، وإنشاء نموذج الذكاء الاصطناعي المستند إلى السحابة. يعتمد الاختيار على طبيعة التطبيق وحجمه وأهدافه، كما يحمل كل نوع منهما أدوات وتقنيات مناسبة.
تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي المخصصة
يعتبر تطوير التطبيقات الذكية المخصصة خياراً مناسباً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يمتلكون خبرة كافية في إنشاء تطبيق متكامل من التصميم والتدريب وإعداد البيانات والتقييم، علاوة على ذلك تستلزم هذه الطريقة أن يمتلك صاحب المشروع معرفة عميقة بخوارزميات التعلم الآلي Machine Learning Algorithms وعلم البيانات Data Analysis والتعلم العميق Deep Learning أيضاً [4].
نموذج الذكاء الاصطناعي المستند إلى السحابة
يعد نموذج الذكاء الاصطناعي المستند إلى السحابة هو الخيار الأكثر شيوعاً لأنه سهل وسريع التنفيذ ومناسب للأشخاص المبتدئين، كما يوفر دمج مزايا الذكاء الاصطناعي في التطبيقات بأقل تكلفة ومدة زمنية، حيث يمكن شراء النماذج السحابية من أحد موفري الخدمات مثل شركة OpenAI وغيرها [4].
مستقبل تطوير التطبيقات الذكية
مع استمرار شغف الإنسان بالتكنولوجيا الحديثة، يمكن التنبؤ بازدهار مستقبل بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي وخاصة أنها توفر تجارب استخدام سلسة ومخصصة وفعالة. فيما يلي بعض التطورات المستقبلية الواعدة: [5] [6]
- اعتماد أسلوب التعلم الفيدرالي في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي عبر أجهزة متعددة للحفاظ على خصوصية المستخدم.
- ظهور مزايا مبتكرة وجديدة في تطبيقات خدمة العملاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي بما يضمن تعزيز التواصل وتبسيط العمليات.
- تزايد الاعتماد على استراتيجيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في بناء التطبيقات عبر إنشاء المحتوى والتصميم وحل المشاكل الإبداعية.
- الاهتمام بتطوير مجموعة تطبيقات ذكية لها دور فعال في معالجة التحديات العالمية ابتداء من تغير المناخ ووصولاً إلى قضية الفقر.
في الختام نخلص إلى القول: بالرغم من التحديات الضخمة، يفتح بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأبواب أمام الابتكار والإبداع والتقدم، حيث يكفي التسلح بالخبرة التقنية أو الاستعانة بطاقم مطورين محترف حتى تبني تطبيقاً ذكياً تستطيع الوصول به إلى ملايين البشر أينما كانوا وعلى مدار اليوم.