الروبوت الطبي: حليف جديد في قطاع الرعاية الصحية

تخيل عالماً حيث تصبح الروبوتات شريكاً أساسياً في إنقاذ الأرواح، وتقديم الرعاية الصحية بدقة وسرعة تفوق القدرات البشرية! الروبوت الطبي لم يعد مجرد خيال علمي، بل أصبح واقعاً ملموساً يساهم في تشكيل مستقبل الطب. 

تقدم الروبوتات الكثير من الحلول المبتكرة لتحديات الرعاية الصحية، مما يجعلها عنصراً لا غنى عنه في هذا القطاع الحيوي.

دعنا نكتشف في هذا المقال المزيد حول دور الروبوتات الطبية في تحسين الرعاية الصحية، بالإضافة إلى فوائدها وتحدياتها.

ما هو الروبوت الطبي وكيف يعمل؟

يشمل مصطلح الروبوت الطبي مجموعة متنوعة من الأجهزة التقنية والمعدات والآلات المستخدمة في مجال الرعاية الصحية، سواء لأداء أعمال ذات طبيعة ميكانيكية أو المساعدة في الأعمال الذهنية.

كانت الروبوتات الطبية مجرد خيال منذ سنوات عديدة لكنها الآن تُستخدم بشكل يومي في المستشفيات والعيادات ومراكز التأهيل ولا يمكن الاستغناء عنها.

يؤدي هذا الروبوت مهام تتجاوز قدرات البشر في بعض الأحيان، وتخفف عن الأطباء والجراحين الشعور بالإرهاق خلال العمليات الجراحية الطويلة. تختلف أنواع الروبوتات الطبية لكن المكونات مشتركة وهي: 

• وحدة تحكم ومعالج.
• تحتوي بعض الروبوتات على ذراع روبوت مصمم لتنفيذ المهام، حيث يعتمد عدد الأجزاء والمفاصل على التطبيق المطلوب.
• أجهزة استشعار ويتمثل دوره في تحديد موقع المُعالج، وجمع أنواع مختلفة من البيانات، مثل المسافات وصور الكاميرا، وإرسالها إلى وحدة التحكم الخاصة بالروبوت.
• المشغل النهائي.

فوائد الروبوتات في الرعاية الصحية

مع استمرار تطور العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات نجد أن الأخيرة تلعب دوراً حاسماً في تحسين الرعاية الصحية وتطوير صناعة الأدوية، ودعم المرضى والعاملين في المنظومة الصحية، وفيما يلي نستعرض أبرز فوائد استخدام الروبوت في الطب. 

المشاركة بالجراحة 

تُعد الروبوتات الجراحية أحد أهم الإنجازات في مجال الجراحة، وأشهرها نظام دافنشي الجراحي، الذي يتميز برؤية مكبرة ثلاثية الأبعاد وعالية الدقة، وأدوات صغيرة يمكنها الانحناء والدوران لتنفيذ عمليات دقيقة. 

سحب الدم والتعقيم

يمكن أن يقدم الروبوت الطبي مساعدة كبيرة في تخفيف العبء على طاقم التمريض، من خلال تنفيذ المهام المتكررة والروتينية، كما يحدث مع روبوت “Veebot” الذي يمكنه سحب الدم بسرعة وكفاءة. 

مساعدة المسنين 

يمكن الاستفادة من الروبوتات الطبية بالتحكم عن بعد لمساعدة المرضى المسنين من خلال الجمع بين أحدث التقنيات والعواطف الإنسانية، حيث يقلل تكاليف الرعاية، وظهر ذلك في تجربة  كندا مع الروبوت “لودفيج”، وبعض مرافق رعاية المسنين في أيرلندا التي أدخلت الروبوت “ستيفي” لسكانها. 

تنفيذ المهام الروتينية 

تستغل الكثير من الشركات وجود الروبوتات الطبية في القيام بالمهام الروتينية والمتكررة، والتي يمكن أن تمثل خطورة على البشر، مثل نقل الصناديق الثقيلة أو اختبار ملابس الحماية الكيميائية.

تساعد أيضاً الروبوتات الطبية في تحليل البيانات وتحسين أنظمة توزيع الأدوية، وتوفير الوقت للصيادلة في المشاركة في جوانب أكثر أهمية مثل نشر التوعية وتقديم النصائح العملية للمرضى. 

الرعاية الصحية عن بُعد

تعتمد الكثير من منصات الطب عن بُعد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات مثل منصات Teladoc وDoctor on  Demand وHealth Tap وAmerican Well، التي تساعد المرضى في المناطق النائية على الوصول بسهولة إلى استشارات طارئة عالية الجودة، مثل حالات السكتة الدماغية أو جلطات القلب أو الأمراض الجلدية. 

أهم سلبيات الروبوتات الطبية عالمياً

تتعدد أنواع الروبوت الطبي ومميزاته على مستوى جميع القطاعات، لكن بالرغم من ذلك له بعض السلبيات التي تدفع المختصين للبحث عن تحقيق التوازن بين المزايا والعيوب للحصول على أفضل نتيجة.

التكاليف الأولية المرتفعة

يتطلب تنفيذ الروبوت تكاليف مرتفعة واستثماراً خاصاً من حيث المعدات والتدريب والصيانة، مما قد يشكل عائقاً أمام العديد من المؤسسات الطبية الصغيرة. 

الافتقار إلى الحدس البشري

برغم تميز الروبوتات الطبية بالدقة العالية، إلا أنها تفتقر إلى القدرة على اتخاذ القرارات والتكيف مع المتغيرات، أو اتخاذ قرارات طارئة وفورية. 

فقدان بعض الوظائف

يقلق الكثيرون بشأن احتلال الروبوتات محل المتخصصين في المجال الطبي، وبالتالي فقدان الوظائف التي تستطيع الروبوتات القيام بها، مما يوجب على المختصين والإدارات إيجاد التوازن بين الخبرة البشرية والأتمتة الروبوتية. 

حدوث خلل فني

الأنظمة الروبوتية معرض -مثل أي تكنولوجيا أخرى- لحدوث الأعطال أو الخلل الفني، مما قد يعرض سلامة المرضى للخطر ويتسبب في تراجع مهارات المهنيين من البشر. 

الخلاصة

الروبوت الطبي ليس مجرد أداة تقنية، بل يمثل نقلة في مجال الرعاية الصحية، حيث يساهم في تحسين حياة المرضى ورفع كفاءة العاملين الطبيين. 

رغم وجود تحديات تتعلق بالتكاليف والاعتماد المفرط على التقنية، فإن تطور الروبوتات الطبية يفتح آفاقاً واسعة لتقديم رعاية صحية أكثر دقة وفعالية في المستقبل.

الأسئلة الشائعة