الذكاء الاصطناعي وعدم المساواة

الذكاء الاصطناعي وعدم المساواة: هل هي فجوة رقمية جديدة؟

تعتبر العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وعدم المساواة إحدى أكبر التحديات التي تواجه البشرية في المستقبل، وخاصة أن آثارها تطال العمل والتعليم والاقتصاد وغير ذلك الكثير من المجالات الأخرى. وعلى الرغم من أهمية الذكاء الاصطناعي وفوائده التي لا تعد ولا تحصى، ولكنه عاجز حتى الآن عن تحقيق المساواة من جوانب عديدة. لذلك ما الحل؟ بعبارة أخرى: كيف يمكن تحقيق حالة التكافؤ في العصر التكنولوجي المتسارع؟ تحاول مقالتنا عرض إجابة واضحة عن الاستفسارات الملحة السابقة، وذلك بدءاً من طرح المشكلات إلى اقتراح الحلول الفعالة.

هل هناك علاقة محتملة بين الذكاء الاصطناعي وعدم المساواة المجتمعية؟ 

الذكاء الاصطناعي وعدم المساواة

تتجه الأنظار إلى التغييرات الإيجابية للذكاء الاصطناعي على مسار حياتنا اليومية، لكن في المقابل هناك أصوات تنادي بضرورة الانتباه إلى الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي وخاصة أن تفاقم السلبيات ليس في صالح البشرية. لذلك انطلاقاً من اختلاف وجهات النظر ينبع سؤال مهم: هل هناك علاقة بين عدم المساواة والذكاء الاصطناعي؟ فيما يلي بعض مظاهر عدم المساواة التي تؤكد ضرورة العثور على حلول بسرعة:

تكافؤ الفرص

يتسبب الذكاء الاصطناعي في خلق فجوة ضخمة على مستوى فرص التعلم والتوظيف والتطور، ذلك كله عائد أولاً إلى اعتماد خوارزميات ذكية متحيزة في شتى مجالات الحياة، وبذلك إن عمليات صنع القرار سوف تتأثر وبالتالي ستظهر عن قصد ومن غير قصد حالات تهميش لمجموعات معينة من البشر كالنساء والأقليات والأفراد محدودي الدخل أيضاً [1].

التعليم والمعرفة

التعليم واكتساب المعارف هو أكبر دليل واقعي على أن الذكاء الاصطناعي وعدم المساواة مفهومان متلازمان في الوقت الحالي على الأقل، إذ يعاني الذكاء الاصطناعي في العمليات التعليمية من معوقات متنوعة وتتمثل في 3 اتجاهات: الفجوة الرقمية، عدم تطابق المهارات، التعلم مدى الحياة [1].

التفاوت الاقتصادي

يعتبر التفاوت الاقتصادي من أكبر المعوقات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي، حيث تعزّز وجود هذا التفاوت نظراً إلى سيطرة بعض الدول المتقدمة على التقنيات الذكية، بينما افتقدت دول العالم الثالث (النامية) إمكانية استعمالها في الصناعة والتجارة وغير ذلك من المجالات الاقتصادية الأخرى. ومن هنا، يظهر تأثير عدم المساواة على العمل وتوزيع الدخل وتراكم الثروة [1].

البطالة التقنية

البطالة التقنية Technological Unemployment مصطلح شائع مؤخراً وسط عالم الاقتصاد بسبب تطور الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال، ولاسيما أن التوقعات تشير إلى مستقبل الآلات الذكية التي تنتج وتفعل كل شيء بدلاً من الإنسان. وهكذا تتغير أنماط التوظيف بسرعة، كذلك يخسر الأشخاص الذين يؤدون مهام روتينية وظائفهم إلى الأبد [2] [3].

السياسات المطلوبة لتحقيق تكافؤ الفرص في عصر الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي وعدم المساواة

تناقش المؤتمرات العالمية مؤخراً كيف يمكن تجاوز مشكلة الذكاء الاصطناعي وعدم المساواة بشكل جذري. في الواقع، تختلف الآراء بشأن الحلول الفعالة ولكنها دائماً تنظر إلى المخاطر الأخلاقية للذكاء الاصطناعي على أنها السبب وراء عدم المساواة. نتيجة لذلك، يمكن الإشارة إلى استراتيجيات بإمكانها معالجة القضية، وهي: [1]

  • التخفيف من التحيز عبر جمع البيانات بطريقة آمنة خصوصاً أنها تستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
  • الحفاظ على دور العنصر البشري في عالم الذكاء الاصطناعي لتغييب عدم المساواة في سوق العمل. 
  • تعزيز عمليات بحث وتطوير الذكاء الاصطناعي للوصول إلى العدالة المطلوبة بشدة من قبل الجميع.
  • تخصيص جزء من ميزانيات شركات الذكاء الاصطناعي ومنها OpenAI لتعزيز تكافؤ الفرص.
  • السعي إلى بناء خوارزميات ذكية قابلة للتفسير بهدف تسهيل عملية المراقبة والمساءلة القانونية.
  • إصدار قوانين صارمة على المستوى الدولي لإلزام مؤسسات الذكاء الاصطناعي على المساواة.
  • الامتثال إلى قوانين حقوق الإنسان والمبادئ الأخلاقية أثناء تطوير الذكاء الاصطناعي.

وفي ختام حديثنا عن كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على حقوق الإنسان؟ لا يسعنا إلا التأكيد على أهمية اعتماد سياسة الشمولية في التقنيات الذكية لتجنب توسيع الفجوة الرقمية، تلك الفجوة بين الذكاء الاصطناعي وعدم المساواة حيث تظهر تدريجياً وتهدد مستقبل البشرية.

مقالات مشابهة