الذكاء الاصطناعي وتجربة المريض: من الاستشارات إلى التوصيات
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حاسمًا في تحسين تجربة المريض، ونقل مستوى الرعاية الصحية، وذلك من خلال توفير عدة مميزات مثل الاستشارات المتخصصة، وتعزيز التواصل بين الطبيب والمريض، وتقليل نسبة الأخطاء، ومتابعة الحالة الصحية للمريض، وإدارة الأمراض المزمنة، باستخدام العديد من الأدوات الدقيقة والفعالة.
نستعرض في هذا المقال دور الذكاء الاصطناعي وتجربة المريض في تحسين مستوى الرعاية الصحية وزيادة فعالية خطط العلاج المختلفة، بالإضافة إلى فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي والتحديات التي تعوق التوسع في استخدامه، فتابع القراءة بعناية.
جدول المحتويات
أمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المريض

أصبح الذكاء الاصطناعي وتجربة المريض محورين متكاملين لتطوير القطاع الطبي، وأصبح من الممكن أن تتحول تجربة المريض تمامًا لتصبح أكثر سهولة بفضل ذلك التطور التكنولوجي. نوضح في هذه الفقرة بعض التطبيقات البارزة للذكاء الاصطناعي في القطاع الطبي والتي تساهم في تحسين تجربة المريض.
جدولة المواعيد وإتمام المهام الروتينية
يمكن لبرامج الذكاء الاصطناعي جدولة مواعيد الزيارة لكل مريض، وتذكيره بها قبل موعدها، بالإضافة إلى إتمام نماذج السجلات الطبية الالكترونية وأوراق التأمين والمعاملات المالية بشكل آلي. [1]
الاستشارات الذكية
تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي تقديم استشارات طبية ذكية للمريض من خلال المساعدين الافتراضيين، إذ يقدم هذا النظام المدعوم بالذكاء الاصطناعي خدماته للمرضى طوال الوقت، ويجيب عن الأسئلة الطبية الشائعة، ويتتبع أعراض المريض، ويصل بين المريض والطبيب إذا لزم الأمر. [2]
التوصيات المخصصة
أحد أبرز الأدوات التي ساهمت في إدارة الذكاء الاصطناعي وتجربة المريض بشكل مميز وسلس، وذلك لدوره الفعال في وضع توصيات صحية شخصية لكل مريض وفقًا لعمره وجنسه وحالته الصحية وتاريخه المرضي، مما يساعد في الوصول إلى التشخيص مبكرًا ويقلل من الآثار الجانبية للعلاج. [3]
متابعة الحالة الصحية
توجد العديد من تطبيقات متابعة المرضى التي يمكنها جدولة مواعيد الزيارة القادمة بشكل آلي، والتأكد من التزام المريض بتناول الأدوية في مواعيدها الصحيحة، بالإضافة إلى تسجيل الفحوصات وصور الأشعات الطبية ومتابعة تطور الحالة. [1]
روبوتات الدردشة الصحية
روبوتات الدردشة الصحية هي أحد أهم تطبيقات الطب عن بعد، إذ تستطيع بعض تطبيقات الهاتف المحمول للصحة استقبال شكوى المريض وتحليلها بشكل كامل، لفرز الحالات الحرجة وتوجيهها إلى أقرب مركز رعاية صحية، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الطبية لبعض الحالات الشائعة. [4]
إدارة الأمراض المزمنة
ترتبط الكثير من أجهزة الاستشعار الموجودة في الساعة الذكية بأدوات الذكاء الاصطناعي، والتي تلعب دورًا في إدارة الأمراض المزمنة وتقليل نسبة حدوث المضاعفات، وتحديد الحالات الحرجة في وقت مبكر. [2]
فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المريض

توجد علاقة قوية بين الذكاء الاصطناعي وتجربة المريض، إذ يُعد الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتحسين مستوى الرعاية الصحية وتحقيق التميز في تجربة المريض، وفيما يلي نذكر أهم تلك المميزات.
تحسين التواصل بين المريض والطبيب
يساعد الذكاء الاصطناعي في تخفيف الحمل على الأطباء من خلال إتمام العديد من المهام الروتينية، وهو ما يسمح للطبيب بقضاء وقت أطول مع كل مريض؛ للاستماع إلى الأعراض بالتفصيل؛ ومشاركته في اتخاذ القرار الأفضل لحالته الصحية. [5]
زيادة دقة التشخيص وتقليل الأخطاء الطبية
أثبتت أدوات الذكاء الاصطناعي قدرتها على الوصول إلى تشخيص دقيق بنسبة تتعدى 80% تقريبًا، وذلك من خلال تحليل جميع الأعراض التي يعاني منها المريض والاعتماد على قاعدة البيانات الضخمة في الوصول إلى أدق تشخيص، مع وضع التاريخ المرضي وعمر المريض وجنسه في الاعتبار. [6]
توفير الرعاية بشكل مستمر
يمكن أن تعمل روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء بشكل مستمر طوال اليوم، وهو ما يساهم في إنقاذ عدد كبير من الأرواح من خلال فرز الحالات الحرجة والتشخيص المبكر لها، بالإضافة توفير الرعاية الأولية في المناطق النائية. [7]
زيادة فعالية العلاج
تحسن علاقة الذكاء الاصطناعي من نتائج العلاج وتقلل من نسب حدوث الأثار الجانبية للكثير من الأدوية، وذلك من خلال تصميم خطة علاجية لكل مريض وتذكيره بالأدوية ومواعيد الزيارة والمتابعة في الأوقات المطلوبة. [8]
تحديات تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المريض
بالرغم من التطورات التكنولوجية الهائلة التي ربطت بين الذكاء الاصطناعي وتجربة المريض وساهمت في تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، إلا أنه توجد الكثير من التحديات التي تعوق التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي، أبرزها ما يلي: [9]
- خصوصية المريض وأمن البيانات: يجب أن يضمن المريض عدم جمع بياناته الشخصية، أو اختراقها، أو إعادة استخدامها بشكل غير قانوني.
- التحيز في اتخاذ القرارات: اعتمادًا على البيانات التي يستخدمها المبرمجون في تصميم خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
- التحديات القانونية: من الضروري تنظيم العديد من القوانين التي تحكم عمل الذكاء الاصطناعي في حالة حدوث الأخطاء أو اختراقه للخصوصية، أو استخدامه بشكل غير قانوني.
في الختام، يتضح لنا أن الذكاء الاصطناعي وتجربة المريض هما مفتاح نجاح وتقدم الرعاية الصحية، وذلك من خلال تحسين التواصل بين الطبيب والمريض، وزيادة دقة التشخيص، وتوفير الرعاية المستمر.
إن مواجهة التحديات التي تعوق استخدام الذكاء الاصطناعي مثل خصوصية البيانات والتحديات القانونية، سيكون له دورًا فعالًأ في تحقيق رعاية صحية أفضل للمرضى والمجتمع ككل.