العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة SDGs
في عالمنا الحديث، يلعب الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة دوراً محورياً في تشكيل المستقبل، تعتبر التنمية المستدامة أحد أهم الأهداف العالمية التي ترتكز على تحسين نوعية الحياة وحماية البيئة للأجيال القادمة، وبفضل تطور الذكاء الاصطناعي تزداد الإمكانيات لتحقيق هذه الأهداف بطرق جديدة ومبتكرة.
في هذا المقال سنستعرض العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وتحقيق التنمية المستدامة، وكيف يمكن لهذه التكنولوجيا المتقدمة أن تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) مع التركيز على التحديات والفرص في المنطقة العربية.
جدول المحتويات
هل هناك علاقة حقاً بين الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة (SDGs)؟

نعم، هناك علاقة قوية بين الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال عدة جوانب[1]:
- تحسين الزراعة: يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاج الزراعي من خلال مراقبة المحاصيل، التنبؤ بالأحوال الجوية، وتحليل التربة على سبيل المثال، يمكن للأنظمة الذكية تحديد المشاكل المحتملة في المحاصيل قبل تفشيها، مما يساعد في تحقيق الأمن الغذائي.
- إدارة الموارد المائية: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات استهلاك المياه والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية، يمكن لتقنيات مثل أنظمة الري الذكية أن تحسن استخدام المياه وتقلل من الهدر، مما يسهم في الحفاظ على الموارد المائية.
- مكافحة التغير المناخي: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المناخية وتقديم نماذج تنبؤية تساعد في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتغير المناخي وبناءً عليه، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات الانبعاثات الكربونية وتقديم توصيات لخفضها.
- إدارة النفايات: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة النفايات من خلال تحليل البيانات وتقديم حلول مبتكرة لإعادة التدوير، كما تساهم أنظمة الفرز الذكية في زيادة فعالية إعادة التدوير وتقليل التلوث.
- كفاءة الطاقة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين استخدام الطاقة وتقليل الهدر من خلال إدارة الأنظمة الذكية مثل أجهزة التدفئة والتبريد، من خلال تحليل أنماط الاستهلاك.
- حماية الحياة البرية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة الحياة البرية وحماية التوازن البيئي من خلال تحليل بيانات الرصد وتقديم استراتيجيات للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
واقع الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية
على الرغم من توجه الدول العربية للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة في الوقت الحالي، إلا أنها ما زالت تواجه تحديات في تطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل كامل لتحقيق التنمية المستدامة، حتى في الدول التي تشهد تطورًا سريعًا.
لنأخذ السعودية على سبيل المثال؛ فعلى الرغم من التطور السريع الذي تشهده المملكة في التكنولوجيا إلا أن هناك تحديات ومخاطر يجب الانتباه لها ومواجهتها في استخدام الذكاء الاصطناعي وتحقيق التنمية المستدامة في السعودية، مثل [2]:
- نقص المهارات: هناك نقص في المهارات والخبرات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي في المنطقة لاسيما أنّ القطاع متغير، والمواهب تتغير معه بشكل سريع مما يشكل عائقاً على تبني التكنولوجيا بشكل فعال وتطوير الحلول المناسبة.
- تطوير الكوادر المحلية: لا تزال هناك تحديات تتعلق بنقص المهارات المتخصصة والبنية التحتية التقنية التي تتطلب استثمارات أكبر في البحث والتطوير لتطبيق خطة التنمية المستدامة، على سبيل المثال تبذل العديد من الدول وخاصةً السعودية التي تسعى لتحقيق رؤية 2030 جهوداً حثيثة من خلال تطوير مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز التعاون الدولي عبر تنظيم فعاليات دولية وتوقيع شراكات استراتيجية مع شركات عالمية لتطوير الكوادر المحلية.
- تحديات البنية التحتية: تفتقر بعض الدول إلى البنية التحتية اللازمة والمجهزة بشكل كامل لدعم تطبيق الذكاء الاصطناعي، مثل توفر البيانات الجيدة وشبكات الاتصال المتطورة.
- الافتقار إلى الاستراتيجيات الوطنية: المنطقة العربية تعاني من الافتقار إلى استراتيجيات وطنية متكاملة لدعم وتطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقه على نطاق واسع، باستثناء بعض الدول التي بدأت في هذا المجال مثل السعودية والإمارات.
ضرورة مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة
لمعالجة هذه التحديات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الذكاء الاصطناعي، يجب اتخاذ خطوات ملموسة مثل[3]:
- زيادة الاستثمار في البحث والتطوير: ينبغي زيادة الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي والتنمية الاقتصادية لدعم عمليات البحث والتطوير وتحقيق تقدم ملموس في هذا المجال.
- تعليم وتدريب الكوادر: من الضروري الاستثمار في برامج التعليم والتدريب لتطوير مهارات الأفراد في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تعزيز قدرة الدول على تطبيق التكنولوجيا بشكل فعال.
- تطوير البنية التحتية: يجب تحسين البنية التحتية لتواكب تطورات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تعزيز شبكات الاتصال وتوفير بيانات ذات جودة عالية.
- وضع استراتيجيات وطنية: من الضروري تطوير استراتيجيات وطنية شاملة لدعم الذكاء الاصطناعي وتعزيز التنسيق بين المبادرات المختلفة لتحقيق نتائج ملموسة.
- تعزيز التعاون الدولي: يجب تعزيز التعاون بين الدول العربية والدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي لتبادل المعرفة والخبرات وتحقيق الأهداف المشتركة ووضع قوانين تحدد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
يلعب الذكاء الاصطناعي والاستدامة دوراً حاسماً في تشكيل المستقبل العالمي، من خلال تحقيق التنمية المستدامة عبر استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن تحقيق تقدم كبير في العديد من المجالات الحيوية، ومع ذلك يتعين على الدول العربية مواجهة التحديات القائمة من خلال الاستثمار في التكنولوجيا، تعزيز المهارات، وتحسين البنية التحتية للتكيف مع هذه التغيرات التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة.