روبوت ويد شخص للتعبير عن الذكاء الاصطناعي في مساعدة ذوي الهمم

الذكاء الاصطناعي في مساعدة ذوي الهمم: كيف يمكن تحسين جودة حياتهم؟

في عصر التحولات الرقمية السريعة، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة قوية تسهم في إعادة تشكيل الحياة اليومية للأفراد من مختلف الفئات وخاصة ذوي الهمم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يشكل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة حوالي 16% من سكان العالم [1]، ما يبرز الحاجة إلى حلول مبتكرة تساعدهم في تجاوز تحدياتهم اليومية.

ومن هذا المنطلق، تلعب التكنولوجيا التكيفية دوراً حيوياً من خلال توفر إمكانيات غير مسبوقة تعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي في مساعدة ذوي الهمم في التغلب على العديد من العقبات التي كانت تشكل حاجزاً أمام مشاركتهم الفعالة واندماجهم مع المجتمع. 

كيف يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين حياة ذوي الهمم؟

روبوت وبشر من ذوي الهمم للتعبير عن الذكاء الاصطناعي في مساعدة ذوي الهمم

فتح الذكاء الاصطناعي آفاقاً جديدة لجعل الأنشطة اليومية أكثر سهولة، حيث أصبح بالإمكان الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في مساعدة ذوي الهمم لتعزيز استقلاليتهم وتمكينهم من المشاركة في الأنشطة اليومية بفاعلية أكبر في عدة في مجالات مختلفة، منها: [2] 

  • التعليم الشخصي: يوفر الذكاء الاصطناعي حلولاً تعليمية مبتكرة للأشخاص ذوي الهمم مثل الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد أو صعوبات التعلم، حيث تعتبر الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل التطبيقات التعليمية التفاعلية، قادرة على توفير تعليم مخصص وفقاً لاحتياجات كل فرد.
  • التنقل الذكي: يسهم الذكاء الاصطناعي في توفير حلول مبتكرة للأشخاص ذوي الإصابات الحركية من خلال تطوير السيارات ذاتية القيادة أو الأدوات الذكية التي تساعد في تحسين التنقل على سبيل المثال، توفر الكراسي المتحركة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وشركات مثلWaymo التابعة لجوجل، Uber، Lyft، وDrive AI مركبات ذاتية القيادة تتيح للأشخاص ذوي الإصابات الحركية حرية التنقل بسهولة داخل وخارج المنزل دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين.
  • التحكم الصوتي: تسهم تقنيات التحكم الصوتي المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل أجهزة “Google Home” و”Amazon Echo” في تسهيل حياة الأشخاص ذوي الهمم من خلال تمكينهم من التحكم بالأجهزة المنزلية والتفاعل مع العالم الرقمي باستخدام الأوامر الصوتية فقط.
  • تحليل البيانات لتطوير الحلول: يمكن تحليل كميات ضخمة من البيانات بالذكاء الاصطناعي، خاصة تلك المتعلقة بسلوكيات الأفراد واحتياجاتهم، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير خطط علاجية مخصصة لكل فرد بناءً على تاريخه الطبي وحالته الصحية مما يساعد في تطوير حلول مخصصة لتحسين جودة حياتهم.
  • التواصل والتوظيف: إحدى أهم مجالات الذكاء الاصطناعي في مساعدة ذوي الهمم هي تحسين القدرة على التواصل لذوي الإعاقات السمعية والبصرية من خلال تقنيات معالجة اللغة الطبيعية والتعرف على الصوت والصورة وتقنيات تحويل الكلام إلى نص، تستخدم تطبيقات مثل Alexa وGoogle Home تقنيات الذكاء الاصطناعي الصوتية التي تمكّن الأفراد الذين يعانون من صعوبات في التواصل من المشاركة في المحادثات اليومية والعمل، كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمطابقة الأشخاص ذوي الإعاقة مع الوظائف التي تناسب قدراتهم.

أمثلة على أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدة ذوي الهمم

روبوت وبشر من ذوي الهمم للتعبير عن الذكاء الاصطناعي في مساعدة ذوي الهمم

توجد العديد من الأدوات المبتكرة التي تساعد في تحسين حياة ذوي الهمم بالذكاء الاصطناعي، تشمل هذه الأدوات[3]:

  • Be My AI: ميزة جديدة طُورت كتعاون بين تطبيق Be My Eyes و OpenAI يهدف التطبيق إلى مساعدة الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر على فهم العالم من حولهم من خلال تقديم أوصاف تفصيلية للصور عبر الذكاء الاصطناعي، مما يسمح للمكفوفين بالحصول على معلومات تعزز من استقلاليتهم ونتيح لهم تفاعلاً أفضل مع البيئة المحيطة بهم [1].
  • Voiceitt : يعمل هذا التطبيق على تعزيز قدرة الأشخاص الذين يعانون من صعوبات نطقية على التواصل من خلال ترجمة كلامهم غير الواضح إلى نصوص قابلة للفهم، يتطلب التطبيق تدريباً مسبقاً من خلال تسجيل العبارات الشخصية، وبعد ذلك يمكن استخدامه للتفاعل مع الأجهزة الذكية أو أفراد العائلة أو في المحادثات المباشرة، يُعد هذا التطبيق واحداً من أبرز الابتكارات الصحية الرقمية التي تعزز من استقلالية الأفراد.
  • Microsoft Seeing AI : يعتمد هذا التطبيق على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم وصف صوتي للعالم المحيط بالمستخدمين المكفوفين من قراءة النصوص إلى التعرف على الأشخاص، يقدم هذا التطبيق تجربة شاملة تساعد في تحسين حياة ذوي الهمم بالذكاء الاصطناعي.
  • Voiceitt2 App : النسخة الأحدث من تطبيق Voiceitt حيث يتيح التواصل العفوي دون الحاجة إلى اتباع عبارات مبرمجة مسبقاً، كما يتكامل مع منصات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، ويسمح للمستخدمين بالدخول في محادثات، وتدوين الملاحظات، واستخدام أوامر صوتية متقدمة للتحكم في الأجهزة الذكية.
  • DROVE: واحد من أشهر الروبوتات التفاعلية الذي يساعد في تقديم الدعم للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مساعدتهم في المهام المنزلية والأنشطة الروتينية حيث يمكن أن تسهم هذه التكنولوجيا التكيفية في تحسين جودة حياتهم اليومية وتمكينهم من الاعتماد على الذات بشكل أكبر​.

لا شك أن الذكاء الاصطناعي في مساعدة ذوي الهمم يشكل ثورة في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال التطبيقات والأجهزة الذكية يمكن لذوي الهمم تجاوز العديد من التحديات التي كانوا يواجهونها في الماضي، والتمتع بمزيد من الاستقلالية والاندماج في المجتمع، ومع التطورات المستمرة في مجال دعم الاحتياجات الخاصة نتوقع رؤية المزيد من الحلول المبتكرة التي ستحسن حياة ملايين الأشخاص حول العالم.

مقالات مشابهة