الذكاء الاصطناعي في قطر : وما أثره على رؤية قطر الوطنية 2030
يشهد الذكاء الاصطناعي في قطر اهتماماً واسعاً خلال السنوات القليلة الأخيرة، ويقف وراء ذلك الحماس الكبير للتطور والتقدم والتميز في مختلف القطاعات، خصوصاً أن للذكاء الاصطناعي دوراً أساسياً في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، حيث تعمل الوزارات بكلّ طاقتها على تطبيق أشكال التحول الرقمي بدقة وذكاء. انطلاقاً من ذلك نكتشف اليوم معاً كيف استفادت دولة قطر حكومةً وشعباً من تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى استعراض أهم الابتكارات التي من شأنها تعزيز المستقبل المزدهر.
جدول المحتويات
التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في قطر

تسجّل دولة قطر تقدّماً ملحوظاً في توظيف الذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن يصل معدل النمو السنوي إلى نسبة 28.66%، بينما حجم السوق سوف يبلغ 1،943.00 مليون دولار بحلول عام 2030 [1]. وبعد هذه الأرقام المرتفعة، يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: كيف توظّف دولة قطر الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي؟
تعزيز كفاءة الإنتاج
يعتمد اقتصاد قطر بالدرجة الأولى على إنتاج النفط والغاز، وهذا ما دفع إلى توظيف تقنيات التكنولوجيا الحديثة بما يضمن استمرار عملية الإنتاج من دون تأخير أو توقف. لذلك يُعتمد حالياً على: [2]
- الصيانة التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتوقع أعطال المعدات.
- تحليل البيانات المدعوم بتقنيات التعلم الآلي لتحديد مواقع وجود النفط بدقة.
- طائرات بدون طيار وروبوتات ذكية لمراقبة خطوط الأنابيب وكشف حالات التسريب.
تطوير القطاع التعليمي
تسعى وزارة التعليم العالي إلى تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في التعليم في قطر سواء ضمن المدارس أو الجامعات، ويركز عملها على تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات تنظيم عمليات التعليم ومراقبة جودتها وتقييم الأداء الأكاديمي للطلاب. بالإضافة إلى ذلك، تضم الاستراتيجية المقترحة مساعدة المعلم على أداء المهام الروتينية خلال وقت أقل، بما في ذلك تصحيح الأوراق الامتحانية وكتابة تقارير الأداء الشهرية وغير ذلك من الإجراءات [3].
تحسين الخدمات العامة
تتبنى الحكومة القطرية مؤخراً استراتيجية جديدة في مجال الخدمات، وهي معتمدة على الابتكار التكنولوجي بكل أنواعه، على سبيل المثال يُستخدم في القطاع المالي والمصرفي حالياً روبوتات دردشة آلية لتحسين خدمة العملاء. من ناحية أخرى تسعى استراتيجية قطر الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي إلى تطوير الخدمات الشخصية بواسطة أنظمة التوصية المبنية بالكامل على تحليل قاعدة البيانات وهذا ما يعزز تجربة العملاء بشكل عام [2].
تطوير التشخيص والعلاج
وصل التحول الرقمي في قطر إلى قطاع الرعاية الصحية، إذ تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في التشخيص وأجهزة التصوير الإشعاعي لاكتشاف المشاكل الصحية بسرعة وبدقة عالية. علاوة على ذلك يتجه بعض الأطباء إلى دراسة حالة المريض بناء على أدوات الذكاء الاصطناعي التي تحلل البيانات الجينية وتاريخ الأمراض لدى العائلة [2].
بجميع الأحوال، يهدف الابتكار التكنولوجي المدمج بالذكاء الاصطناعي في مجال الطب إلى تطوير عمليات التشخيص والعلاج نحو الأفضل، ذلك ابتداءً من التحليل الأولي للاختبارات الروتينية ووصولاً إلى إنشاء خطة معالجة فردية لكل مريض على حدة [2].
أتمتة النقل والخدمات اللوجستية
توسعّت مجالات الذكاء الاصطناعي في قطر حتى وصلت إلى النقل والخدمات اللوجستية، فمثلاً ظهر الاعتماد على ال AI في تحليل البيانات الخاصة بتنظيم حركة المرور داخل المدن المزدحمة، كما ساعدت السيارات ذاتية القيادة في جعل النقل أكثر راحة. والأهم من ذلك كله هي برامج الذكاء الاصطناعي في دولة قطر بما يخص إدارة المخزون، فقد ترك استعمالها فوائد عظيمة عبر 3 اتجاهات هي: مراقبة مستويات المخزون، والتنبؤ بكمية الطلب، وتحسين عمليات التوريد [2].
تنمية مبيعات التجارة المحلية
تحاول قطر الاعتماد على التجارة في المستقبل القريب بجانب النفط والغاز، وبناء على ذلك تتجه الأنظار الآن إلى توظيف أهم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي في ميدان التجارة. وكان من بينها تحليل سلوك الجمهور المستهدف لاستعمال النتائج في إعداد أنظمة توصية فعالة. وفي المقابل، تميل أغلب المتاجر الإلكترونية إلى توفير تجارب تسوق مخصصة لكل عميل، وذلك من خلال مساعد افتراضي جاهز لمساعدة العملاء على تنفيذ عمليات الشراء بشكل أسرع وأسهل [2].
الابتكارات التي تدعم تحقيق رؤية قطر 2030
أصبح الذكاء الاصطناعي في قطر حقيقة راسخة منذ الإعلان عن رؤية قطر الوطنية QNV 2030، حيث بدأت بعدها الابتكارات بالظهور تدريجياً ضمن مسيرة التحول الشاملة في القطاعات المختلفة. فما هي؟ وكيف تستفيد من ال AI لتحقيق أهدافها؟ إليك أهم الابتكارات: [4] [5]
التحول الرقمي في القطاعات المختلفة
يهدف التحول الرقمي في قطر إلى بناء دولة متطورة قادرة على تأمين حياة كريمة للشعب باستمرار، لذلك تعمل المؤسسات الحكومية والخاصة بجميع القطاعات على اعتماد التكنولوجيا في عملها، فمن الاقتصاد الرقمي والتعليم الإلكتروني إلى التجارة والصناعة والنقل هناك تحولات رقمية تجري على قدمٍ وساق.
إنشاء بنية تحتية متطورة
تسعى دولة قطر إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لإنشاء بنية تحتية متطورة. يأتي مجال الاتصال في مقدمة أهدافها، فمثلاً توفر للسكان سرعة إنترنت مرتفعة وشبكات 5G أيضاً. وفي أحدث أخبار الذكاء الاصطناعي في قطر لعام 2024، أعلنت شركة نفيديا عن تعاون جديد مع شركة (أريد) للاتصالات، وهذه الشراكة هي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.
إنشاء مدن ذكية متكاملة
أهم مثال واقعي على بناء المدن الذكية هي مدينة لوسيل التي تعتبر المكان المثالي للمعيشة لأنها مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك ابتداءً من أنظمة التبريد المركزية حتى أجهزة توفير استهلاك الطاقة والواي فاي السريع الذي يغطي المدينة بالكامل. إضافة إلى ذلك يوجد مشروع مدينة ذكية جديدة باسم مشيرب حيث تستعمل فيها أشهر أشكال التكنولوجيا الحديثة، ومن أبرزها أجهزة الاستشعار التي تقلل من معدل هدر الطاقة وتحد من التلوث البيئي في الوقت ذاته.
في الختام يمكن القول: إن مستقبل الذكاء الاصطناعي في قطر واعد ومبشر بمكانة رفيعة بفضل الاعتماد الكبير والمتنامي على التقنيات المتطورة بالتزامن مع مواكبة كل جديد في عالم التكنولوجيا، حيث تحمل تلك التقنيات الحديثة بمرور الوقت نهضة ضخمة في البلاد على مستويات عديدة منها التعليم والاقتصاد والصحة والنقل والسكن.