الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين: تحليل المخاطر وتخصيص الخدمات
يحظى الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين باهتمام واسع جداً خلال الأعوام الأخيرة، حيث تتسابق أهم شركات التأمين حول العالم إلى استخدامه لتحسين الأداء والتغلب على التحديات وكسب المزيد من العملاء بأسرع وقت وبأقل تكلفة ممكنة. وانطلاقاً من ذلك، تكثر الاستفسارات حول تأثيره وكيفية استعماله وتطبيقاته الشائعة، بالإضافة إلى التساؤل عن التطورات المستقبلية المحتملة لاستعماله في عالم التأمين.
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على قطاع التأمين؟
ينعكس استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين على الوكالات من جهة والعملاء من جهة أخرى، هذا ما يدفع أهم الشركات العالمية إلى اعتماده للبقاء في مرتبة الصدارة. فيما يلي 4 فوائد لاستخدام الذكاء الاصطناعي: [1]
- تحسين تجربة العملاء: يساعد في تبسيط خدمة العملاء بكل مراحلها، ويجعلها تجربة سريعة وسلسة وسهلة، ذلك ابتداءً من معرفة الأسعار، ومروراً بتقديم الطلب، ووصولاً إلى إرسال المعلومات.
- تعزيز كفاءة الإنتاجية: يمكّن فريق خدمة العملاء من التركيز على الطلبات المعقدة بدلاً من هدر الوقت في الإجابة عن الأسئلة المتكررة، هذا ما يتسبب بسيطرة الروح المعنوية المرتفعة مع ضغط عمل أقل.
- معالجة سريعة للطلبات: يسرّع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من وقت معالجة الطلبات، فلا داعي إلى استخدام الطرق اليدوية (رسائل البريد والمكالمات الهاتفية) التي تؤدي إلى ضياع الوقت.
- خفض تكاليف التشغيل: يظهر تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع التأمين من حيث تقليل النفقات بشكل كبير، لأنه يعتمد في المقام الأول على نظام أتمتة المهام التي تتطلب وقتاً وتكلفة تشغيل مرتفعة.
كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في وكالات التأمين
في ظل هذا العصر الرقمي سريع الخطى، ازداد اعتماد الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين من قبل الوكالات، حيث تختلف الأهداف الكامنة وراء استخدامه، إذ يُستعمل تارة لتحسين خدمة العملاء، وتارة أخرى لتقديم حلول مخصصة وتقييم المخاطر المحتملة.
- برامج دردشة ذكية: تلجأ شركات التأمين إلى استعمال برامج الدردشة الذكية من أجل توفير الوقت على الموظف والعميل، حيث يمكن للعملاء طرح استفساراتهم وتقديم الطلبات والحصول على ردود لمدة 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع [2].
- تقييم المخاطر بدقة: تتعرض شركات التأمين إلى هجمات احتيالية مزعجة وكارثية النتائج في حال نجاحها، لهذا أصبح اعتماد خوارزميات الذكاء الاصطناعي أمراً ضرورياً للتنبؤ بحالات الاحتيال قبل حدوثها والمحافظة على ثقة الجمهور المستهدف [2].
- حلول مخصصة: تعد من أهم مظاهر تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع التأمين لأنه لم يكن قادراً في السابق إلا على توفير حل واحد فقط لجميع العملاء، لكن بفضل التكنولوجيا الذكية أصبحت الشركات جاهزة لتقديم حلول متنوعة من خلال تحليل وفهم البيانات بكميات كبيرة [3].
ما هي بعض المهام التي يتم استخدام الذكاء الاصطناعي التقليدي فيها عادةً في قطاع التأمين؟
تكشف المهام التقليدية التي يستخدم فيها الذكاء الاصطناعي في التأمين عن حجم الفوائد العظيمة، ولكن هذا لا ينفي دور العنصر البشري الذي يشرف على التقنيات الذكية من البداية حتى النهاية. وهذه التطبيقات العملية الأكثر شيوعاً: [3]
- تحليل البيانات: يساهم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات لتحقيق مجموعة نتائج مفيدة، فعلى سبيل المثال يستطيع التنبؤ بسلوك العملاء، كذلك يتمكّن من تقديم حلول مخصصة بأساليب مبتكرة، وكما يلعب دوراً في فحص البيانات لحماية المتعاملين مع الشركة.
- أتمتة العمليات: يسمح اعتماد الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين بتحسين واقع المطالبات، وذلك كله بالاستناد إلى أتمتة العمليات عبر خوارزميات التعلم الآلي والتعلم العميق، فلا داعي مثلاً إلى تعيين موظفين من أجل إدخال بيانات العملاء.
- تحسين الاكتتاب: يقضي الذكاء الاصطناعي على الاكتتاب اليدوي الذي يحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير، في الوقت ذاته يقلل من أخطاء الموظفين في أثناء تقييم المخاطر. ومفهوم الاكتتاب هو نشاط تقوم به شركة التأمين لتحديد مقدار التغطية المالية وشروط الاتفاق.
التطورات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في تحليل المخاطر وتخصيص الخدمات في التأمين
مع استمرار الشركات الكبرى في دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين والاستفادة من أحدث التقنيات، يتوقع الخبراء أن تكون الاتجاهات المستقبلية متنوعة ومفاجئة أيضاً، وإليك أهم التطورات التي يدور الحديث عنها: [4]
- تعزيز العلاقة بين الذكاء الاصطناعي ومطالبات التأمين عبر أتمتة الأجزاء الروتينية من العملية.
- دخول الذكاء الاصطناعي كمعيار تسعير في شركات التأمين حيث ترتفع وتنخفض بالاعتماد على وجوده.
- تقديم أنواع جديدة من العروض المصممة خصيصاً لكي تلبي الاحتياجات الفردية لكل عميل على حدة.
- انعقاد المزيد من المؤتمرات حول التحيز وكيفية تجنبه عند استعمال الذكاء الاصطناعي بالتأمين.
- مساعدة وكالات التأمين على تحقيق دقة أكبر في التعامل مع ملفات تعريف العملاء التفصيلية.
في الختام يمكن القول: يستمر الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين بحصد النجاح الضخم والشهرة الواسعة والتطور المتسارع بمرور الوقت، لكن سوف تبقى أدوات الذكاء الاصطناعي في صناعة التأمين بحاجة إلى الذكاء البشري لبرمجة عملياتها وفحصها وتوجيهها.