الذكاء الاصطناعي في علم النفس الطبي: تقييم الحالات وتقديم الدعم
تواجه الصحة النفسية في العصر الحالي العديد من التحديات، بدءًا من زيادة معدل التشخيص بالأمراض النفسية إلى نقص الموارد المتاحة لتقديم الرعاية والعلاج المناسبين لحالة كل مريض، وهو ما يفرض على المختصين تقديم حلول مبتكرة للتغلب على تلك المشكلات، وتحسين طرق التشخيص والعلاج.
أحدث استخدام الذكاء الاصطناعي في علم النفس ثورة هائلة وساهم في التشخيص المبكر للعديد من الأمراض، وتطوير طرق العلاج المتاحة وزيادة فعاليتها.
تتعرف خلال هذا المقال على آخر تطورات علم النفس والذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى العديد من التحديات التي يواجهها مثل خصوصية المعلومات في الطب النفسي، وأبرز الرؤى حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.
جدول المحتويات
الذكاء الاصطناعي في التشخيص النفسي

ينمو دور الذكاء الاصطناعي في علم النفس بشكل مستمر، ويتوقع المختصون أن مستقبل الطب النفسي لن يخلو من العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي، والتي يمكنها تقديم المساعدة في تشخيص الأمراض النفسية المختلفة، كما يلي: [1]
- تحليل كميات ضخمة من البيانات من مختلف المصادر، مثل: نتائج المرضى السابقين والتصوير العصبي وعلم الوراثة.
- قياس المؤشرات الحيوية باستمرار وتحديد عوامل الخطر.
- تحليل سلوك المريض ومراقبة استجابته للعلاج؛ لتشخيص انتكاس العلامات المبكرة لانتكاس المرض.
- تطوير أدوات الفحص والتقييم، مما يساعد على التنبؤ بالمرضى المعرضين للإصابة ببعض الأمراض والمساعدة في تشخيص وعلاج الاكتئاب.
- ترتبط بعض أدوات الذكاء الاصطناعي بوسائل التواصل الاجتماعي؛ لتحليل أنماط الكلام والكشف عن بعض علامات الاضطراب العقلي، وتحديد المحتاجين للدعم النفسي.
- توفير الرعاية للأشخاص الذين يعيشون في أماكن نائية فيما يعرف بالطب النفسي عن بعد، وذلك من خلال روبوتات المحادثة العلاجية.
يعتمد استخدام الذكاء الاصطناعي في علم النفس المعرفي على العديد من التقنيات التكنولوجية المعقدة، وإليك أبرزها باختصار: [1]
- معالجة اللغات (natural language processing): لتحليل بيانات المرضى.
- التعلم الآلي (Machine learning): للمساعدة في تحديد الأنماط.
- الرؤية الحاسوبية (Computer Vision): لتحليل تصوير الدماغ.
التدخل العلاجي المعتمد على الذكاء الاصطناعي

يُستخدم الذكاء الاصطناعي في علم النفس في عدة تدخلات علاجية، وبالتالي يساعد على التشخيص الدقيق للمرض وتحسين نتائج العلاج، كما يلي: [2]
- اختيار العلاج وتوقع النتائج: من خلال معالجة كمية كبيرة من البيانات، واختيار العلاج المناسب لكل مريض والتنبؤ بنتائجه.
- العلاج بمساعدة الكمبيوتر “CTA”: تعزيز تأثير العلاج السلوكي المعرفي، من خلال الاعتماد على الكمبيوتر للحصول على تجربة أكثر فعالية وأقل ترويعًا للمريض.
- علاج الهلوسة السمعية لدى مرضى الفصام: ينشيء الذكاء الاصطناعي أصوات هلاوس مشابهة للهلاوس التي يعاني منها المريض، ثم يراقب رد فعل المريض، مما يجعل الحالة أكثر وضوحًا للمعالج، ويحسن من نتائج العلاج.
- الأنشطة اليومية للمرضى المصابين بالتوحد: تستخدم العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي الطب النفسي في تحسين طرق التواصل، والمساعدة في الأنشطة اليومية لمرضى التوحد.
التحديات الأخلاقية في استخدام الذكاء الاصطناعي في العلاج النفسي

توجد الكثير من التحديات الأخلاقية التي تحد من استخدام الذكاء الاصطناعي والاعتماد عليه بشكل أوسع، مما يحتم على المختصين السعي لحلها، بهدف الاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي في علم النفس، ومن أبرز تلك التحديات: [3]
- التحيز والتعامل غير العادل مع جميع الفئات المجتمعية.
- الشفافية في القرارات التي يتخذها الذكاء الاصطناعي.
- خصوصية المريض والمحافظة على سرية المعلومات الشخصية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في علم النفس الطبي

يؤكد الكثير من الأطباء على المستقبل الواعد للذكاء الاصطناعي في الطب وفي علم النفس، وذلك لقدرته على المشاركة في العديد من المهام، وتغيير الطريقة المتبعة في التشخيص والعلاج للأفضل، كما يلي: [4]
- التشخيص المبكر: من خلال تحليل بيانات المرضى وأنماط الكلام، وبالتالي تحسين نتائج العلاج.
- التحليلات التنبؤية: للتنبؤ بالمرضى الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض النفسية أو الانتكاسات، بالإضافة إلى تحديد المرضى الأكثر عرضة لمحاولات الانتحار والتدخل المبكر لعلاج المشكلة.
- العلاج الشخصي: وضع خطط علاجية تستهدف كل مريض على حدة بهدف الوصول إلى أفضل نتائج وأقل أثار جانبية.
في الختام، نلاحظ الدور الحيوي للذكاء الاصطناعي في علم النفس، وقدرته على تحسين حياة المرضى النفسيين من خلال تقييم الصحة النفسية، والتشخيص المبكر للمرض، والتنبؤ بالانتكاسات، وتفصيل خطة علاجية لكل مريض على حدة.
إن السعي المستمر لتطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات الطب، ومواجهة التحديات التي تعوق استخدامه ليس مجرد خطوة لتحسين الرعاية الصحية الحالية فحسب، لكنه يبشر بمستقبل واعد لتحسين طرق التشخيص وتطوير العلاجات المستخدمة، وبالتالي تقديم حياة أفضل للمرضى.