جزيئات تمثل كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة والتحديات الصحية.

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة والتحديات الصحية؟

بعد جائحة كوفيد 19 التي هددت البشرية في معظم الدول، يبدو استعمال الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة خطوة ضرورية لا ينبغي تجاهلها، ولكن السؤال الأهم هنا: كيف؟! في الحقيقة، ما زالت مساهمات الذكاء الاصطناعي خجولة إلى حد ما، كما أنها مقيدة بمجموعة معوقات كبرى تقلل من توسعها. انطلاقاً من أهمية الموضوع، تناقش هذه المقالة طرق استعمال الذكاء الاصطناعي في عالم الأوبئة، كذلك تسلط الضوء على أهم التحديات التي تواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في التنبؤ الصحي.

كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في الحد من تفشي الأوبئة؟

اطباء يستخدمون  الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة.

يعد تفشي الأوبئة أحد عوامل الخطر منذ بدء الحياة على كوكب الأرض، نتيجة لذلك جاء استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة بمثابة حل سحري. لكن هل تساءلت يوماً: كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في الحد من تفشي الأوبئة؟

جمع وتحليل البيانات الصحية

أثبت الذكاء الاصطناعي قدرة عظيمة على جمع البيانات وتحليلها مهما كان نوعها وحجمها، وينطبق الأمر ذاته على التحليل الطبي اللازم للاستعمال في مجالات متنوعة، وذلك بدءاً من التجارب السريرية ومروراً بتصنيع العلاج ووصولاً إلى مراقبة الوضع الصحي في منطقة ما. ينعكس توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات على اتخاذ قرارات أكثر استنارة وتقديم توصيات طبية مفيدة [1].

التنبؤ بتفشي الأمراض باستخدام النماذج التنبؤية

تحتاج الوقاية من الأوبئة إلى إنشاء نماذج تنبؤية فعالة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتعتمد عملية النمذجة على خوارزميات التعلم الآلي Machine Learning Algorithms وقاعدة بيانات ضخمة مؤلفة من: [2]

  • الكثافة السكانية.
  • إجراءات الرعاية الصحية.
  • عدد الحالات المؤكدة والمحتملة والمشتبه بها.
  • البيئة (حالة الطقس، وهطول الأمطار، نسبة الرطوبة …). 

التنبؤ بنقص الموارد الصحية أثناء الأزمات

يمتد دور الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة إلى مراقبة نقص الموارد الصحية ولاسيما أن الطرق التقليدية لا تجدي نفعاً في ظل توسع عدد المراكز الصحية من جهة وتفاقم أزمة الدواء في بعض البلدان من جهة أخرى. بناء على ذلك، ظهر التوجه إلى إنشاء أدوات ذكاء اصطناعي ومن أشهرها CognitiveRx الصادرة عن شركة Premier، إذ تقيّم الأدوية من حيث إمكانية تعرضها للنقص من خلال إحصاء: [3]

  • أعداد الشركات المصنعة لدواء معين.
  • حالات النقص الحالية.
  • أنماط معدل التعبئة.
  • قائمة الأدوية البديلة.

تحديد العوامل البيئية المؤثرة على الصحة العامة

يثير الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة مفاجآت بشكل مستمر، وكان آخرها تحديد العوامل البيئية المؤثرة على الصحة العامة باستخدام تقنيات قادرة على فحص البيانات وتحليلها بدون تدخل البشر، ويرجع الاهتمام بهذه المسألة إلى تأثير البيئة المحيطة على صحة الإنسان، ناهيك عن إمكانية نشوء أوبئة بسبب إهمال العوامل البيئية من مياه ومناخ وهواء وتربة وغيرها. بناء على ذلك تعمل أنظمة ذكية متخصصة على دراسة جودة المياه، كما تلعب دوراً حاسماً في تتبع تغير المناخ من خلال تحليل البيانات المتعلقة بانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري [4].

التحديات التي تواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في التنبؤ الصحي

روبوت يستخدم تطبيقات  الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة والتحديات الصحية.

يعاني الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة من تحديات صعبة وعلى مستويات عديدة، وهي نابعة في المقام الأول من مصاعب تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية، حيث توجد العديد من القضايا الأخلاقية والتنظيمية التي قد لا تنطبق في أي مكان آخر. فيما يلي قائمة بالتحديات الصحية الأكثر إلحاحاً: [5]

  • خصوصية البيانات: يحتاج التنبؤ بالأمراض إلى جمع كميات كبيرة من المعلومات الحساسة الخاصة بالمرضى، وهذا ما يضاعف التخوف من استخدامها لأغراض شريرة.
  • سلامة المرضى: ما زالت أنظمة الذكاء الاصطناعي معرضة لارتكاب الأخطاء بشكل مفاجئ، وهذا ما يتسبب بتهديد سلامة المرضى إذا لم تكن النماذج مدربة بالقدر الكافي.
  • اكتساب الثقة: لا يمتلك مقدمو الرعاية الصحية ثقة كافية بما يشير إليه الذكاء الاصطناعي من تنبؤات، وهذا ما يحد بشكل أو بآخر من دوره في مجال التنبؤ الصحي.

في الختام نستنتج أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة بحاجة إلى تطوير وعناية من قبل المنظمات الصحية الدولية وحكومات الدول المتقدمة، فهي وسيلة فعالة أثبتت قدرتها على حماية الإنسان من أمراض خطيرة، وذلك بالرغم من ضعف الإمكانيات وتزاحم التحديات.

مقالات مشابهة