الذكاء الاصطناعي في الإعلام: كيف يتم استخدامه؟
في السنوات الأخيرة أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) من أبرز الأدوات التي تعيد تشكيل مختلف الصناعات، والإعلام ليس استثناءً فالذكاء الاصطناعي في الإعلام لم يعد مجرد فكرة مستقبلية، بل تحول إلى واقع يعزز الإنتاج الإعلامي.
يشير تقرير الذكاء الاصطناعي في حجم سوق الوسائط والترفيه الذي نشره موقع grandviewresearch تشير أحد الإحصائيات بأن قيمة السوق العالمية للذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام والترفيه بلغت حوالي 14.81 مليار دولار أمريكي في عام 2022، ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 26% خلال الفترة من 2023 إلى 2030، وذلك نتيجة لزيادة الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات الإنتاج الإعلامي[1].
في هذا المقال سنتعرف على أثر تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على العمل الإعلامي في المستقبل؟ وكيف سيغير الذكاء الاصطناعي أداء وسائل الإعلام الرقمي الجديد مستقبلاً؟
جدول المحتويات
كيف يغير الذكاء الاصطناعي الإعلام؟
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في تحسين كفاءة عمليات الإنتاج الإعلامي بفضل الأدوات المتقدمة مثل تعلم الآلة والتحليلات التنبؤية، يمكن للشركات الإعلامية تحسين استراتيجياتها في صناعة المحتوى بناءً على تفضيلات الجمهور على سبيل المثال، تعتمد بعض المنصات على الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المشاهدين أو المستمعين لتحديد المحتوى الأكثر شعبية وتقديم توصيات مخصصة توافق احتياجات الجمهور.
ومن زاوية أخرى يُستخدم الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأخبار لتحسين عمليات التحرير والإنتاج الإعلامي من خلال أتمتة بعض المهام الروتينية مثل إعداد النصوص والتقارير الإخبارية، ومن الأمثلة العملية على استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصحافة [2]:
كتابة النصوص الإخبارية
يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام لإنشاء التقارير والنصوص الإخبارية بسرعة وكفاءة، على سبيل المثال، قدمت شركة EXPRESS.de نظاماً يدعى “Klara”، وهو أداة متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لهيكلة النصوص وإجراء البحوث المكثفة وتلخيص المعلومات خاصة في المجالات المتكررة مثل التقارير الرياضية مما يقلل من الوقت والجهد الذي يبذله الصحفيون في إعداد المحتوى.
التحقق من صحة المعلومات
تساعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تسريع عملية التحقق من صحة المعلومات، حيث تقارن الادعاءات بمصادر موثوقة وقواعد بيانات ضخمة، مما يجعل اكتشاف المعلومات الخاطئة أسرع وأكثر كفاءة.
توليد الصور بالذكاء الاصطناعي
يستخدم الذكاء الاصطناعي في الإعلام لإنشاء صور ورسوم توضيحية ورسوم بيانية مرتبطة بالنص أو البيانات المدخلة بسرعة وفعالية، تساعد هذه الأدوات في تسريع عملية التصميم التي تتطلب عادةً وقتاً وخبرة، و تعتبر حلاً فعالاً من حيث التكلفة، خاصة للمؤسسات الإعلامية الصغيرة التي لا تستطيع تحمل نفقات فرق تصميم كبيرة.
تحرير الفيديو والصوت
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في تحسين عمليات التحرير من خلال التعرف التلقائي على المشاهد الهامة في مقاطع الفيديو، وتعديل جودة الصوت والفيديو بشكل آلي مما يساعد فرق التحرير على توفير الوقت وتركيز جهودهم على الإبداع، بينما يتولى الذكاء الاصطناعي المهام الروتينية كتحسين الجودة وتنقية الصوت.
تخصيص المحتوى
يعد تخصيص المحتوى من أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام يقوم نظام مثل JAMES، بتحليل سلوكيات وتفضيلات القراء لتخصيص النشرات الإخبارية الفردية حيث يتم توجيه المحتوى المناسب لكل قارئ بناءً على اهتماماته، مما يزيد من تفاعل القراء ويساعد المؤسسات الإعلامية على تحقيق أهدافها في النمو الرقمي بشكل أكثر فعالية.
مستقبل الإعلام الجديد في ظل الذكاء الاصطناعي
تشير توقعات الإعلام الجديد في ظل الذكاء الاصطناعي بأنه سيصبح أداة رئيسية في إنتاج المحتوى الإعلامي، مما سيمنح الصحفيين القدرة على التركيز على التحقيقات العميقة والتفاعل المباشر مع المصادر، بدلاً من الانشغال بالمهام الروتينية مثل تحرير المقالات أو كتابة التقارير البسيطة.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تحليل سلوكيات الجمهور بشكل دقيق من خلال جمع ومعالجة كميات ضخمة من البيانات وعليه يمكن تحسين المحتوى وتقديمه للجمهور بناءً على اهتماماتهم مما يعزز من معدلات التفاعل والمشاركة ويؤدي إلى تجربة إعلامية أكثر تأثيراً وفعالية [3].
في الختام، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في إعادة تشكيل مجال الصحافة الحديثة من خلال توفير الأدوات التي تسرع عملية إنتاج المحتوى وتحليل البيانات لتعزيز كفاءة العمل الصحفي ومع أن الذكاء الاصطناعي يتولى المهام الروتينية إلا أن الإبداع البشري يبقى جوهر العمل الصحفي.