الذكاء الاصطناعي في الأردن: وجاهزيتها للريادة التكنولوجية
في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع، يظهر الذكاء الاصطناعي في الأردن كقوة دافعة وراء التحولات الرقمية الكبرى التي تشهدها المملكة. تطور الذكاء الاصطناعي في الأردن يجسد الالتزام القوي بتحقيق الريادة التكنولوجية من خلال مبادرات ومشاريع استراتيجية تهدف إلى تعزيز الابتكار وتطوير القدرات الرقمية.
تعكس الجهود المبذولة في هذا المجال التزام الأردن بتوفير بيئة ملائمة لريادة الأعمال الرقمية وتحقيق نقلة نوعية في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم والصحة والخدمات العامة. يعد الذكاء الاصطناعي في الأردن ركيزة أساسية لتحقيق الأهداف التنموية الوطنية ودعم التحول الرقمي، مما يسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز كفاءة الخدمات.
من خلال الاستراتيجيات المتكاملة والمبادرات الرائدة، يسعى الأردن إلى ترسيخ مكانته كمركز تكنولوجي متقدم، مما يجعله لاعبًا رئيسيًا في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي. في هذا المقال سوف نستعرض الذكاء الاصطناعي في الأردن وجاهزيتها للريادة التكنولوجية.
جدول المحتويات
واقع الذكاء الاصطناعي في الأردن

الذكاء الاصطناعي في الأردن يشهد تحولًا ملموسًا بفضل المبادرات والاستراتيجيات الموجهة لتعزيز التكنولوجيا الحديثة. العديد من القطاعات تستفيد بشكل كبير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لا سيما التعليم، الصحة، والخدمات العامة.
يتمثل الهدف في تحقيق الريادة التكنولوجية، وتحسين مستوى الحياة للمواطنين عبر حلول ذكية. وتقوم وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة بدور مهم في توجيه وتنسيق الجهود نحو التحول الرقمي في الأردن. [1] [2]
أهم الجهود لتعزيز الذكاء الاصطناعي في الأردن تشمل:
- ترتيب الأردن في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي: احتل الأردن المرتبة 63 من بين 181 دولة في عام 2022، بتحسن ملحوظ مقارنة بعام 2021، حيث كان في المرتبة 80.
- خطط تدريب القوى العاملة: لدى الأردن خطة لتدريب 30 ألف شخص في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد أتمت حوالي 15-20٪ من هذا العدد بحلول مايو 2023. كما تم تدريب 2000 موظف حكومي على الذكاء الاصطناعي لرفع الوعي حول التكنولوجيا.
- الرؤية الاقتصادية: تسعى “رؤية التحديث الاقتصادي” إلى خلق أكثر من 100 ألف فرصة دخل جديدة للأردنيين بحلول عام 2033.
- سوق خدمات تكنولوجيا المعلومات: من المتوقع أن تصل الإيرادات في سوق خدمات تكنولوجيا المعلومات في الأردن إلى 338.50 مليون دولار أمريكي في عام 2023، مع معدل نمو سنوي مركب (CAGR) بنسبة 8.63٪ بين 2023 و 2028.
- قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: يعد هذا القطاع أحد أسرع القطاعات نموًا في الاقتصاد الأردني، حيث يمثل 3.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي بإجمالي إيرادات تتجاوز 2.3 مليار دولار أمريكي سنويًا.
- الشركات الناشطة في قطاع التكنولوجيا: هناك أكثر من 900 شركة تكنولوجيا معلومات نشطة في الأردن، توظف حوالي 26 ألف شخص بشكل مباشر.
- الريادة في مجال التكنولوجيا: يشكل الأردن 27٪ من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، رغم أن عدد سكانها يمثل 3٪ فقط من سكان المنطقة.
استراتيجيات الأردن لتعزيز الذكاء الاصطناعي

تبنت الأردن استراتيجية شاملة لتطوير الذكاء الاصطناعي وتحقيق التنمية الرقمية، وتُعرف هذه الاستراتيجية بـ استراتيجية الذكاء الاصطناعي وخطة التنفيذ (2023-2027)، والتي تهدف إلى وضع الأردن على الخريطة العالمية في مجال التكنولوجيا. [2] [3]
أهم محاور الاستراتيجية التقنية:
بناء القدرات وتنمية المهارات
الهدف: إنشاء قوة عاملة ماهرة في مجال الذكاء الاصطناعي:
- لماذا؟: لتمكين الأردن من الريادة التكنولوجية والابتكار التكنولوجي.
- كيف؟: عبر برامج تعليمية وتدريبية متخصصة في التقنيات الحديثة.
البحث العلمي والتطوير
الهدف: تعزيز الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي:
- لماذا؟: لتحفيز الإنجازات العلمية والتطوير التكنولوجي.
- كيف؟: عبر دعم مراكز الأبحاث ومشاريع الابتكار التكنولوجي.
بيئة ريادة الأعمال والاستثمار
الهدف: خلق بيئة داعمة للشركات الناشئة والمشاريع التكنولوجية:
- لماذا؟: لجذب الاستثمارات في المجال الرقمي والابتكار.
- كيف؟: من خلال توفير حوافز ومبادرات لتعزيز ريادة الأعمال.
الإطار التشريعي والتنظيمي
الهدف: وضع لوائح قانونية تدعم الاستخدام الآمن للتقنيات الحديثة:
- لماذا؟: لضمان الأمن والخصوصية في مشاريع الذكاء الاصطناعي.
- كيف؟: عبر سياسات تدعم الابتكار وتحافظ على حقوق الأفراد.
كفاءة القطاع العام
الهدف: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات العامة:
- لماذا؟: لتقديم خدمات أكثر فعالية وتحسين تجارب المواطنين.
- كيف؟: عبر دمج الذكاء الاصطناعي في الإدارة العامة.
الحوكمة والمتابعة
الهدف: ضمان التنفيذ الفعّال لاستراتيجيات الذكاء الاصطناعي في الأردن وتعزيز التحول الرقمي:
- لماذا: لضمان تحقيق الريادة الرقمية والابتكار وفقًا للمعايير القانونية.
- كيف: عبر المتابعة المستمرة بإشراف وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وتقييم الأداء لضمان نجاح الاستراتيجيات التقنية.
مشاريع ومبادرات تكنولوجية بارزة في الأردن

الذكاء الاصطناعي في الأردن ليس فقط عبارة عن سياسات واستراتيجيات، بل يتم ترجمته إلى مشاريع ومبادرات فعلية تساهم في التحول الرقمي ودعم الابتكار التكنولوجي وفقًا لسياسة الذكاء الاصطناعي.
بعض المشاريع التكنولوجية البارزة في الأردن:
نظام الشركات الناشئة المتنامي في الأردن
الشركات الناشئة في الأردن، تساهم بشكل كبير في تطور الابتكار الرقمي. وقد شهد النظام البيئي للشركات الناشئة نموًا بنسبة 499% في 2021، مما يعزز مكانة الأردن كمركز تكنولوجي ناشئ في الشرق الأوسط. مثل:[4]
- لومينوس للتعليم: رائدة في الابتكار في التعليم والتعلم الإلكتروني.
- طقس العرب: يقدم توقعات دقيقة للطقس وخدمات متعلقة بالمناخ.
- طماطم: تركز على تطوير الألعاب والتطبيقات المحمولة.
- جملون: مكتبة إلكترونية تلبي احتياجات القراء العرب.
تفتخر الأردن بوجود مجموعة متزايدة من المواهب التقنية، حيث يلعب الأردنيون دورًا بارزًا في مجال التكنولوجيا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يعكس هذا التركيز على اقتصاد المعرفة دعم الشباب ذوي المهارات الفنية الذين يقودون الحلول المبتكرة، مما يعزز التفاعلات الرقمية وحلول الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والتجارب الافتراضية.
ومع ذلك، قد تواجه بعض الشركات الناشئة تحديات في العثور على المواهب المحلية بسبب التصدير إلى دول أخرى أو التنافس مع الشركات المحلية الكبرى. وهناك برامج هامة مثل: [4]
- برامج SkillsLab من Microsoft:
دخلت Microsoft، عبر مبادرتها 4Afrika، في شراكة مع ثلاث جامعات أردنية لإطلاق برامج. Microsoft 4Afrika SkillsLab Program
تهدف هذه البرامج إلى معالجة نقص المواهب الرقمية في الأردن من خلال تمكين الشباب المتدربين من تعزيز مهاراتهم في مجالات الرقمية والذكاء الاصطناعي. [5]
- مركز موارد الابتكار (IRC):
يعمل مركز موارد الابتكار في الأردن كمنصة شاملة تربط بين منظمات الدعم وفرص التمويل ومراكز الابتكار وغيرها. سواء كنت رائد أعمال، باحثًا، أو متحمسًا، فإن مركز موارد الابتكار يعزز الابتكار ويطلق العنان للإمكانات في الأردن. [6]
في الختام، يظهر الذكاء الاصطناعي في الأردن كعنصر محوري في دفع عجلة التطور التكنولوجي والابتكار داخل المملكة. من خلال استراتيجياته المتكاملة ومبادراته الرائدة، يثبت الأردن التزامه بتحقيق الريادة الرقمية في مختلف القطاعات. المشاريع الناجحة والمواهب المتزايدة تعزز مكانة الأردن كمركز تكنولوجي ناشئ على الصعيدين الإقليمي والدولي.
مع استمرار توجيه الجهود نحو التحول الرقمي، يبقى الذكاء الاصطناعي في الأردن ركيزة أساسية لتحقيق الأهداف التنموية وتعزيز جودة الحياة للمواطنين.