ما هو دور الذكاء الاصطناعي في الأتمتة الصناعية؟
في ظل التحول الرقمي السريع، أصبح الذكاء الاصطناعي في الأتمتة الصناعية من أبرز التقنيات التي تحدث ثورة في كيفية إدارة المصانع وخطوط الإنتاج وفقاً لتقرير صادر عن شركة Capgemini ، أكثر من نصف الشركات المصنعة في أوروبا بدأت في تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي، بينما تقارب هذه النسبة ثلث الشركات المصنعة في اليابان والولايات المتحدة وتعد هذه الأرقام مؤشراً على التحول الكبير نحو الأتمتة الذكية في قطاع التصنيع العالمي الذي من المتوقع أن يسهم في تقليل التكاليف التشغيلية بنسبة تصل إلى 10% بحلول عام 2025 [1] .
جدول المحتويات
دور الذكاء الاصطناعي في الأتمتة
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حيوياً في تحسين عمليات التصنيع من خلال قدرته على تحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي ومراقبة وتحديد الأنماط التشغيلية والمشاكل المحتملة قبل حدوثها، مما يسهم في تقليل الأعطال المفاجئة وزيادة فعالية الآلات.
على سبيل المثال، تستخدم الأتمتة الذكية الروبوتات المدمجة بالذكاء الاصطناعي لتنفيذ مهام معقدة مثل اللحام، التعامل مع المواد، والطباعة ثلاثية الأبعاد كما أن هذه الروبوتات لا تتوقف عند المهام البسيطة بل تتعامل مع بيئات عمل خطرة لتحسين الأمان[2].
كيف يعزز الذكاء الاصطناعي الكفاءة الإنتاجية؟
يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الإنتاج من خلال أدوات التنبؤ والتحليل الذاتي فهو يقوم بتقديم حلول بشكل استباقي ما يتيح للمصانع العمل بكفاءة أعلى ويقلل من فترات التوقف غير المخطط لها، إضافة إلى ذلك يمكنه تعزيز العملية الإنتاجية من خلال [3]:
الأتمتة الذكية
تشكل الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي محوراً أساسياً في التحكم في العمليات الصناعية من خلال دمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي مع تقنيات الروبوتات والآلات، يمكن للمصنعين تحسين العمليات وزيادة الكفاءة مما يسمح بتقليص أوقات الإنتاج، والقضاء على الأخطاء البشرية، وتحسين إجراءات التصنيع بفضل قدرة تلك الأنظمة على التكيف والتعلم واتخاذ القرارات في الوقت الفعلي.
مراقبة الجودة والصيانة التنبؤية
الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على جودة المنتجات باستخدام الرؤية الحاسوبية، يمكنه فحص المشكلات وتحديدها بدقة فائقة كما تُسهم الصيانة التنبؤية في تحديد المشكلات المحتملة قبل أن تؤثر على العمليات، مما يساعد في إطالة عمر المعدات وزيادة كفاءتها.
تحسين سلسلة التوريد
من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في إدارة سلاسل التوريد، تصبح الشركات قادرة على التنبؤ بالطلب بشكل دقيق، وتحسين مستويات المخزون، ورصد الاختناقات المحتملة في العمليات، مما يزيد من سلاسة وفعالية سلسلة التوريد بشكل عام.
التحديات التي تواجه الأتمتة بالذكاء الاصطناعي
على الرغم من الفوائد الكبيرة، يواجه الذكاء الاصطناعي في الأتمتة الصناعية عدة تحديات لا سيما في معالجة البيانات الفورية وضمان توافق الأنظمة المختلفة مع أنظمة الإنتاج القائمة التي تتطلب تنسيقاً دقيقاً لضمان عمل الذكاء الاصطناعي بكفاءة داخل بيئة المصنع.
علاوة على ذلك، تواجه أنظمة التصنيع المدعومة بالذكاء الاصطناعي مخاطر أمنية كبيرة مثل القرصنة وانتهاكات البيانات ولضمان حماية المعلومات الحساسة والملكية الفكرية، يجب تطبيق تدابير أمنية قوية تشمل التشفير وحدود الوصول وتقييمات أمنية دورية.
بالإضافة إلى تكلفة التنفيذ الأولية العالية، حيث يتطلب تطبيق الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي استثمارات كبيرة في البنية التحتية والبيانات كذلك، يحتاج العاملون في هذه المصانع إلى مهارات تقنية عالية للتعامل مع الأنظمة الذكية، ما يزيد من الحاجة إلى التدريب والتطوير المهني[4].
مستقبل الأتمتة الذكية في القطاعات الصناعية
دمج الذكاء الاصطناعي في المصانع يثير تساؤلات حول تأثيره على القوى العاملة البشرية، لكنه لا يُعتبر تهديداً للوظائف بقدر ما هو أداة تعزز القدرات البشرية فالذكاء الاصطناعي يعمل بجانب الإنسان مستفيداً من قوته التحليلية في دعم الإبداع والتفكير الاستراتيجي البشري يُسهم في خلق نظام تصنيع أكثر كفاءة واستدامة، يركز على الإنسان ويدفع بالإبداع والتطوير إلى الأمام.
بالإضافة لذلك من المتوقع أن يستمر الذكاء الاصطناعي في تغيير وجه الأتمتة الصناعية ستصبح المصانع الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أكثر انتشاراً، وستعتمد على تقنيات مثل إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية لزيادة الاتصال بين الآلات وتحسين تدفق البيانات في الوقت الفعلي مما يعزز من كفاءة الإنتاج ويتيح للمصانع تقديم منتجات أكثر جودة وتكيفاً مع متطلبات السوق[5].
في النهاية، يمثل الذكاء الاصطناعي في الأتمتة الصناعية ثورة حقيقية، حيث يقدم حلولاً ذكية لزيادة الإنتاجية وتحسين الجودة وعلى الرغم من التحديات، فإن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي توفر عوائد كبيرة على المدى الطويل، مما يجعلها محركاً رئيسياً لمستقبل التصنيع الحديث.