روبوت الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات

دور الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية

في عالم يواجه فيه البشر تحديات كبيرة مثل الزلازل والفيضانات والأعاصير، أصبح استخدام التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات أمراً حيوياً للتقليل من الأضرار وإنقاذ الأرواح في وقت تكون فيه السرعة والكفاءة في الاستجابة  هي الفارق بين  الحياة والموت.

ومع تزايد تلك التحديات العالمية تتزايد وتيرة التوصيات الدولية التي تحث الحكومات والمنظمات بشكل متزايد على استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات الطبيعية حيث من المتوقع أن يقلل استخدام الذكاء الاصطناعي من آثار الكوارث من خلال زيادة استجابة الأزمات الذكية والقدرة على التنبؤ بالكوارث قبل حدوثها  مما يعزز من فعاليته كأداة حيوية للتخطيط والتنبؤ [1].

كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالكوارث الطبيعية؟

روبوت الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات

أصبح من الضروري استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات والتنبؤ بالكوارث الطبيعية حيث تُستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي في مجالات التعلم العميق للكوارث، إدارة المخاطر البيئية وتحسين القدرة على تخطيط الطوارئ، ويتم توظيف تلك التقنيات المستخدمة في مجال استجابة الأزمات الذكية من خلال[2]:

 معالجة كميات كبيرة من البيانات


الذكاء الاصطناعي يمكنه معالجة كميات ضخمة من البيانات بسرعة مذهلة، مما يسمح بتحديد الأنماط والتحذيرات المبكرة، يمكن للنماذج التنبؤية تحليل بيانات الأقمار الصناعية، شبكات الاستشعار، وحتى بيانات وسائل التواصل الاجتماعي لاكتشاف التغيرات المناخية أو الأرضية التي قد تشير إلى حدوث كارثة على سبيل المثال، يتم استخدام نظام PAIRS Geoscope التابع لشركة IBM لتحليل البيانات الجغرافية بشكل مباشر، مما يسهم في التنبؤ بالفيضانات وموجات الجفاف بدقة كبيرة.

مراقبة المصادر الإعلامية والدردشة الآلية


تستخدم الحكومات والشركات أدوات الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات لمراقبة وسائل الإعلام والبيانات الاجتماعية لتحديد الكوارث الوشيكة، حيث يمكن لبرامج المحادثة الذكية أو “الشات بوت” مثل “كلارا” التي أنشأها الصليب الأحمر تقديم معلومات حيوية حول أماكن الإيواء ووسائل المساعدة، وعليه يمكن للمتضررين بالحصول على المساعدة فوراً وبطريقة أكثر فعالية من الطرق التقليدية.

 التحليل التنبؤي


يمكن للذكاء الاصطناعي إجراء التحليل التنبؤي باستخدام البيانات السابقة، مثل أنماط الزلازل والتغيرات المناخية للتنبؤ بالكوارث قبل وقوعها على سبيل المثال، يعتمد الباحثون على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتوقع الزلازل بناءً على البيانات التاريخية للهزات الأرضية ومن أحد الأمثلة على ذلك هو مشروع xView2 الذي يقوم بالمراقبة المستمرة لبيانات الأقمار الصناعية لتقييم الأضرار الهيكلية بسرعة فائقة مما يسمح للفرق باتخاذ قرارات دقيقة وسريعة.

كما يُستخدم نظام SERAP لتحليل البيانات الحية وتقييم مرونة المجتمعات المحلية أمام الكوارث والتخطيط لتحسين استجابة هذه المجتمعات. 

نظم الإنذار المبكر


تستخدم أنظمة الإنذار المبكر الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات في الوقت الحقيقي وإصدار تحذيرات مبكرة، تعتمد هذه الأنظمة على تحليل بيانات متنوعة مثل الزلازل، الأمطار، وحركات الأرض لاستخلاص استنتاجات فورية حول احتمالية حدوث الكارثة، هذه الأنظمة توفر وقتاً ثميناً للسلطات والفرق المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة والبدء في عمليات الإخلاء إذا لزم الأمر.

وفي هذا الإطار تستخدم الحكومات والمنظمات نماذج الذكاء الاصطناعي للطوارئ لمراقبة الأحداث بشكل مستمر من خلال الحوسبة السحابية تتيح هذه المنصات للفرق الإغاثية متابعة التطورات اللحظية والاستجابة الفورية للأحداث على سبيل المثال، تستخدم منصات مثل Havrion Protect التكنولوجيا السحابية لتتبع حركة الأفراد والفرق خلال الكوارث وتحديد طرق الإخلاء المثلى.


في نهاية المطاف، يظهر أن الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات يلعب دوراً حيوياً في تحسين إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية من التنبؤ المبكر إلى تحليل البيانات في الوقت الفعلي، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي أداة لا غنى عنها للتخفيف من الآثار السلبية لهذه الأحداث، ومع تزايد التهديدات الطبيعية سيكون من الضروري مواصلة الاستثمار في هذه التقنيات لضمان سلامة المجتمعات في المستقبل.

مقالات مشابهة