من الفكرة إلى التطبيق: رحلة مع الذكاء الاصطناعي بالعربي 2025

تطبيق الذكاء الاصطناعي بالعربي في دول الشرق الأوسط لم يعد مجرد رفاهية، بل هو محرك رئيسي للتغيير والتطوير في مختلف القطاعات.

في العالم العربي، تسعى معظم الحكومات إلى استغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز التنمية المستدامة والابتكار. 

في هذا المقال، نستعرض أبرز المبادرات والمشاريع التي تسلط الضوء على رحلة الذكاء الاصطناعي من الفكرة إلى التطبيق في دول الخليج، ومصر، والأردن.

نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي بالعربي

الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا التي تمكن أجهزة الكمبيوتر والآلات من محاكاة العقل البشري وفهم وحل المشكلات واتخاذ قرارات مستقلة، بالإضافة إلى فهم اللغة البشرية والاستجابة لها.

تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية على تطوير وتحسين مستوى الخدمة وتقديم فوائد ملموسة للمواطنين، وتتضمن هذه الفوائد أتمتة المهام الروتينية وتسريع البحث والتطوير. 

في السنوات الأخيرة زاد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي بالعربي بشكل كبير، وأعلنت العديد من الحكومات عن استراتيجيات مختلفة لاستغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، خاصةً بعد انتشار أخبار التقدم الذي تحرزه شركات التكنولوجيا العالمية مثل OpenAI وغيرها.

حصلت السعودية على المرتبة الثانية عالمياً في “الوعي بالذكاء الاصطناعي” وفقًا لتقرير Stanford University’s USA’s Artificial Intelligence Index Report، بعد الصين التي تصدرت القائمة، مما يعكس تقبل السعوديين للأدوات والخدمات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي وتفاؤلهم العام بهذه التكنولوجيا التحويلية. 

قصص نجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالعربي

تسعى العديد من الدول العربية، خاصةً في منطقة الخليج العربي، ومصر، والأردن، إلى تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال مشاريع ومبادرات حكومية رائدة، فيما يلي نظرة عامة على أبرز هذه المبادرات:

استراتيجية مصر للذكاء الاصطناعي

تسعى مصر إلى تحقيق تحول رقمي شامل من خلال استراتيجية وطنية لتمكين الذكاء الاصطناعي بالعربي، وتركز على عدة عوامل تمكين، منها:

• الحوكمة: تتعلق بتتبع ورصد تنفيذ الاستراتيجية، بالإضافة إلى تطوير القوانين واللوائح والمبادئ الأخلاقية والإرشادات لضمان الاستخدام السليم للتكنولوجيا.
• البيانات: تشمل جمع البيانات، وإدارتها، وتأمينها، وضمان إتاحتها للمستخدمين المهتمين.
• النظام البيئي: يتضمن الأوساط الأكاديمية، والبحثية، والشركات الناشئة، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والشركات متعددة الجنسيات، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمع المدني.
• البنية التحتية: تشمل البنية التحتية المادية مثل الحواسب الآلية، والتخزين، والاتصال، بالإضافة إلى ضمان نفاذ جميع أعضاء النظام البيئي إلى هذه الموارد.

تشمل القطاعات ذات الأولوية في مصر كل من الزراعة والبيئة وإدارة المياه، والرعاية الصحية، ومعالجة اللغة الطبيعية العربية، والتخطيط الاقتصادي، والتصنيع وإدارة البنية التحتية.

تنظم مصر أيضاً مسابقات مختلفة لتحفيز استخدام الذكاء الاصطناعي وتقديم حلول للتحديات الواقعية وخلق فرص عمل جديدة في السوق. 

استراتيجية الأردن للذكاء الاصطناعي

أعلنت الحكومة الأردنية الاستراتيجية الوطنية لدعم الذكاء الاصطناعي بالعربي للأعوام 2023 – 2027، والتي تهدف إلى جعل الأردن دولة رائدة إقليمياً في هذا المجال، وتركز الاستراتيجية على تبني الذكاء الاصطناعي في الأردن لتطوير القطاع العام والقطاعات الاقتصادية، وبناء القدرات والمهارات الأردنية في هذا المجال.

أطلقت أيضاً وزارة الاقتصاد الرقمي المشروع الوطني لقياس جاهزية الذكاء الاصطناعي في مؤسسات القطاع العام، والذي يهدف إلى تقييم جاهزية المؤسسات الحكومية لتبني هذه التكنولوجيا، وتحديد الفجوات والتحديات التي تواجهها.

استراتيجية دول الخليج في الذكاء الاصطناعي

تتسم دول الخليج بتنوع مبادراتها في مجال التكنولوجيا، حيث تسعى كل دولة إلى تحقيق تقدم في هذا المجال بما يتناسب مع احتياجاتها وأولوياتها، وفيما يلي أبرز إنجازات دول الخليج في مجال الذكاء الاصطناعي:

• الإمارات العربية المتحدة: تُعد الإمارات من الدول الرائدة في تبني الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت العديد من المبادرات الحكومية في هذا المجال، وتهدف حكومة الإمارات للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات والخدمات الحكومية بنسبة 100% بحلول عام 2031. 
• السعودية: تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي بالعربي في مختلف القطاعات، من خلال مشاريع ومبادرات حكومية في أكاديمية سدايا، تهدف إلى تطوير البنية التحتية الرقمية وبناء القدرات الوطنية. 
• قطر: تعمل قطر على تطوير استراتيجيات ومبادرات في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة، ومن أبرز النشاطات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في قطر 2024. 

تُظهر هذه المبادرات التزام الدول العربية بتبني الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات.

الخلاصة

تُظهر المشاريع والمبادرات الرائدة في الدول العربية التزاماً جاداً بتطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي بالعربي لتحقيق تقدم ملموس. 

ونلاحظ أن العالم العربي يمضي بخطوات جادة نحو مستقبل أفضل من خلال التركيز على بناء القدرات، وتحفيز الابتكار، وإطلاق استراتيجيات فعالة.

الأسئلة الشائعة