الذكاء الاصطناعي العاطفي: هل يمكن للآلات فهم مشاعر البشر؟

لطالما كانت المشاعر جزءاً أساسياً من التواصل البشري، لكن ماذا لو تمكنت الآلات من فهمها والتفاعل معها؟ يغير الذكاء الاصطناعي العاطفي الطريقة التي نتفاعل بها مع التكنولوجيا، وتتفاعل بها التكنولوجيا معنا، فقد أصبح بإمكان الأنظمة الذكية تحليل تعابير الوجه، نبرة الصوت، وحتى النصوص لفهم مشاعرنا.

لكن كعادة التكنولوجيا الحديثة، لا يخلو الأمر من التحديات الأخلاقية التي لا يمكن إغفالها، والتي توجب علينا السعي للتغلب عليها؛ لاستغلال تلك التقنيات بالشكل الأمثل.

نتعرف خلال الأسطر التالية على الذكاء العاطفي، وتطبيقاته في الحياة اليومية، بالإضافة إلى التحديات الأخلاقية التي تقف في طريق تقدمه، فتابع القراءة لمعرفة التفاصيل.

ما هو الذكاء الاصطناعي العاطفي؟

الذكاء الاصطناعي العاطفي هو أحد أشكال الذكاء الاصطناعي الذي يفهم ويفسر المشاعر الإنسانية في النصوص بالاعتماد على معالجة اللغة الطبيعية وتحليل المشاعر، وكذلك في الصوت والفيديو باستخدام تحليل حركات الوجه وطريقة المشي والإشارات الفسيولوجية.

يتطور الذكاء العاطفي بمرور الوقت، ويتأثر بالتجارب والمواقف، وذلك على عكس أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتعلم من خلال تقنيات التعلم الآلي أو التعلم العميق.

تطبيقات الذكاء الصناعي العاطفي في الحياة اليومية

يُستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي لتعزيز التفاعل بين الإنسان والآلة، مما يساعد على تحسين التجارب في مختلف جوانب الحياة، لذا تعرف على تطبيقات الذكاء العاطفي فيما يلي.

الصحة النفسية

أحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي العاطفي هو مجال الصحة النفسية، حيث تساعد تلك الأدوات في مراقبة الإشارات العاطفية والتدخل بشكل ذكي في الوقت المناسب؛ لدعم الصحة النفسية للأفراد.

خدمة العملاء

يمكن أن تساعدك روبوتات الدردشة على تعزيز التفاعل العاطفي مع العملاء، وفهم وتقدير مشاعرهم والاستجابة لها بشكل مناسب؛ لتقديم المساعدة والخدمة المناسبة لهم.

التسويق

يمكنك من خلال تحليل المشاعر بالذكاء الاصطناعي تقديم خدمات تسويقية مخصصة لكل فرد من خلال فهم مشاعر العملاء والاستجابة لها، وبالتالي تعزيز مشاركة العملاء وولائهم للعلامات التجارية بشكل واضح، ويساعد على إقامة علاقات عميقة متبادلة.

التعليم

يساعد الذكاء الاصطناعي العاطفي على تطوير بيئة التعلم، وتوفير ملاحظات شخصية وتعديل المحتوى التعليمي للتكيف مع استجابات الطلاب، وبالتالي تحسين نتائج التعليم.

زيادة السلامة على الطريق

يُستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي في بعض السيارات لمراقبة مستوى انتباه السائق، والتعرف على علامات التعب والإجهاد والتشتت، لتنبيهه وتجنب وقوع حوادث الطريق.

الترفيه والألعاب

تستغل بعض شركات الترفيه مثل ديزني التكنولوجيا العاطفية في تحليل المشاعر بالذكاء الاصطناعي ومراقبة ردود أفعال المشاهدين ومستوى حماستهم على المحتوى الذي تقدمه.

التطوير الشخصي

يمكن أن تحلل أدوات الذكاء العاطفي مشاعر المستخدمين وتفاعلاتهم، كما تقدم ملاحظات واقتراحات للمساعدة في إدارة التوتر، وتحسين التنظيم العاطفي.

الرعاية الصحية

صمم المطورون مؤشراً للذعر من فيروس كورونا يهدف لتتبع مشاعر المستهلكين وردود أفعالهم حول الوباء، وتحليل البيانات العاطفية، مما يوجه أفكار الشركات والحكومات لوضع استراتيجيات احتواء الفيروسات، وزيادة الوعي بـ Covid-19.

إدارة الكوارث والطوارئ

يستخدم برنامج SONAR Kairos المدعوم بالذكاء الاصطناعي في تحليل الوجوه ومسح الصور ضوئياً؛ لاكتشاف الشخصيات وربطها بملف التعريف الشخصي في حالات الطوارئ، ثم تُنقل تلك المعلومات إلى الوكالات الطبية لتقديم المساعدة.

التحديات الأخلاقية للذكاء الصناعي العاطفي

رغم المميزات الكثيرة التي يقدمها لنا الذكاء العاطفي، إلا أننا نقف أمام العديد من التحديات الأخلاقية التي تتطلب مواجهة؛ للاستفادة من تلك التقنية المتقدمة بشكل كامل.

الخصوصية

يعتمد فهم المشاعر بالذكاء الاصطناعي على البيانات الشخصية للأفراد، بالتالي يعمل على اكتشاف المشاعر والاستجابة لها، مما يثير الكثير من المخاوف بشأن الخصوصية وأمن البيانات.

التحيز

يمكن أن يقدم الذكاء الاصطناعي العاطفي نتائج متحيزة، خاصةً إذا كانت بيانات التدريب غير متنوعة، ومن الأمثلة على ذلك تدريب الذكاء الاصطناعي على صور أشخاص من عرق معين، وبالتالي لا يستطيع التعرف على تعابير الوجه الخاصة بأعراق أخرى، أو الاختلافات الثقافية في الإيماءات والتعبيرات الصوتية.

التلاعب

يمكن للكثير من الجهات استخدام الذكاء الصناعي العاطفي للتلاعب بالمشاعر، كما يحدث في مجالات التسويق والسياسة، مما يؤثر على قرارات الأفراد.

الموافقة

هل تعتقد أنه من الضروري إخبار الشخص قبل استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل مشاعره؟ لا شك أن كثير من الأشخاص لن يوافقوا على استخدام الآلات في مراقبتهم وتحليل مشاعرهم، مما يمثل تحدياً أخلاقياً جديداً للذكاء العاطفي.

الخلاصة

يمثل الذكاء الاصطناعي العاطفي خطوة هائلة نحو التعاون المشترك بين الإنسان والآلة، فهو يفتح آفاقاً واسعة في مجالات الصحة، والتعليم، والتسويق، وغيرها. مع ذلك، فإن التحديات الأخلاقية، مثل الخصوصية والتحيز، تتطلب تنظيماً دقيقاً لاستخدامه بشكل مسؤول.

الأسئلة الشائعة