الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتحليلي: ما الفرق بينهما وكيف تختار الأفضل؟ 

هل تساءلت يوماً كيف تستطيع شركات التجارة الإلكترونية التنبؤ بالمنتجات التي ستشتريها قبل أن تفكر بها؟ أو كيف تكتشف شركات الطيران أفضل الأوقات لتقديم العروض الترويجية؟ الإجابة تكمن في دور الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتحليلي الذي يمكّن الشركات من تحليل كميات هائلة من البيانات واستخلاص رؤى قيمة تساعدها على اتخاذ قرارات أفضل.

في هذا المقال، سنستكشف الفرق بين هذين النوعين وكيف يمكن لكليهما أن يدفع عجلة الابتكار في مختلف الصناعات.

 ما هو الذكاء الاصطناعي التنبؤي؟

من مفاهيم الذكاء الاصطناعي مفهوما الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتحليلي، ويمكن تعريف الذكاء الاصطناعي التنبؤي أنه ببساطة القدرة على التنبؤ بالمستقبل بناءً على البيانات السابقة، يعتمد هذا النوع على تحليل  النماذج والتوجهات المخفية في البيانات التنبؤية باستخدام خوارزميات تعلم الآلة والنماذج الإحصائية لتقديم توقعات دقيقة والتنبؤ حول ما قد يحدث في المستقبل [1].

يتميز هذا النوع بقدرته على التعامل مع كميات ضخمة من البيانات وتحليلها بسرعة ودقة، مما يسمح باتخاذ قرارات مبنية على أدلة ملموسة، وعليه تعد التحليلات التنبؤية مفيدة في مجموعة واسعة من المجالات. على سبيل المثال:

• التسويق: يتم استخدامها لتوقع سلوك المستهلكين وتخصيص الحملات التسويقية بناءً على أنماط الشراء السابقة حيث يمكن للشركات تحسين استراتيجيات التسويق باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الوقت المثالي للتواصل مع العملاء وتقديم العروض التي تتناسب مع احتياجاتهم.
• الإدارة المالية: يساعد الذكاء الاصطناعي التنبؤي على اكتشاف الاحتيال وتحليل المخاطر الائتمانية، مما يساهم في اتخاذ قرارات أكثر أماناً عند تقديم القروض أو التعامل مع الاستثمارات، كما يتم استخدامه لتوقع أسعار الأسهم وتحليل اتجاهات السوق المالية.
• الرعاية الصحية: يمكن تحسين التشخيص الطبي من خلال توقع تطور الأمراض المزمنة بناءً على البيانات الطبية السابقة، كما يمكنه أيضاً تحسين رعاية المرضى من خلال تقديم توصيات مخصصة للعلاج بناءً على التاريخ الطبي لكل مريض.
• الصناعات التحويلية: يُستخدم لتوقع الأعطال الفنية قبل حدوثها من خلال تحليل بيانات أجهزة الاستشعار لإجراء عمليات الصيانة الدورية للأجهزة قبل توقفها عن العمل، مما يساهم في زيادة كفاءة العمليات التشغيلية وتقليل التكاليف المرتبطة بعمليات الإصلاح.

 ما هو الذكاء الاصطناعي التحليلي؟

مفهوما الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتحليلي قريبان من بعضهما، فبعد معرفة الذكاء التنبؤي يمكن القول أن الذكاء الاصطناعي التحليلي هو نهج متقدم يركز على تحليل البيانات الحالية لاستخلاص الأفكار والرؤى المتعلقة بالعمليات والمشكلات التي تواجه الشركات أو القطاعات المختلفة، يعتمد هذا النوع من الذكاء على تحليل البيانات والعلاقات بينها، مما يساعد على تحسين العمليات واتخاذ قرارات مستنيرة تستند إلى بيانات دقيقة وموثوقة.

يستخدم الذكاء الاصطناعي التحليلي تقنيات متعددة مثل التعلم الآلي، التحليل الإحصائي، والرؤية الحاسوبية لتحليل البيانات الضخمة بفعالية بسرعة وكفاءة، ما يمنح الشركات القدرة على مراقبة الأداء واتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل فوري.

باستخدام الذكاء الاصطناعي التحليلي تستطيع فهم سبب انخفاض مبيعات منتج معين، من خلال تحليل بيانات المبيعات والسوق، وبيانات العملاء، لفهم الأسباب المحتملة وراء هذا الانخفاض مما يساعد على اتخاذ تدابير لتحسين استراتيجيات التسويق أو تعديل المنتج.

 تكمن الفوائد الأساسية للذكاء الاصطناعي التحليلي بالقدرة على تحسين الكفاءة التشغيلية، تحليل البيانات في الوقت الحقيقي، وتقديم حلول عملية مبنية على التحليل ومن الأمثلة على تطبيقاته [2]:

• تحليل البيانات الطبية: يتم استخدامه لتحليل السجلات الطبية وتحسين جودة الرعاية الصحية على سبيل المثال، يمكن تحليل أنماط الأمراض أو تحديد العلاجات الأكثر فعالية بناءً على البيانات التاريخية.
• تحسين العمليات التجارية: يتم استخدام التحليل الذكي في مراقبة الأداء المالي، تحسين استراتيجيات التسعير، وتحليل بيانات العملاء لتقديم حلول استراتيجية تعزز من كفاءة الأعمال وزيادة الأرباح.

الذكاء الاصطناعي التنبؤي والتحليلي هما أداتان قويتان يمكنهما مساعدة الشركات والأفراد على اتخاذ قرارات أفضل وتحقيق نتائج أفضل ولكن، أي منهما هو الأفضل بالنسبة لك؟ الجواب يعتمد على هدفك إذا كنت تريد التنبؤ بالمستقبل، فإن الذكاء الاصطناعي التنبؤي هو الخيار الأفضل، وإذا كنت تريد فهم البيانات الحالية واتخاذ قرارات مستنيرة، فإن الذكاء الاصطناعي التحليلي هو الخيار الأفضل وفي كثير من الحالات، قد تحتاج إلى استخدام كليهما معاً لتحقيق أقصى استفادة من البيانات.