ما العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والحفاظ على التنوع البيولوجي؟
يشكل الجمع بين الذكاء الاصطناعي والحفاظ على التنوع البيولوجي قضيةً مركزيةً مطروحة على ساحة النقاش، وتبقى هذه العلاقة الجديدة رهينة بين الفرص المستقبلية والتحديات الكبرى. بناء على ذلك، تحاول هذه المقالة أن تجيب عن الاستفسارات الأكثر تداولاً في هذا الشأن، وذلك بدءاً من توضيح دور الذكاء الاصطناعي في العلوم البيئية ووصولاً إلى ما ينتظر التقنيات الذكية من فرص واعدة في المستقبل القريب، هذا فضلاً عن تسليط الضوء على حجم التحديات التي تقف في طريق الذكاء الاصطناعي.
جدول المحتويات
دور الذكاء الاصطناعي في مراقبة التنوع البيولوجي
يعد التنوع البيولوجي أحد القضايا الأساسية التي تشغل البشرية خلال الأعوام الأخيرة ولاسيما أن التقارير الحديثة تنذر بمخاطر محتملة، نتيجة لذلك ينصب اهتمام المراكز البحثية على العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والحفاظ على التنوع البيولوجي لعلها تكون طريق النجاة، ويتمثل دور الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence في ممارسات متنوعة، وهي:
حماية الأنواع المهددة بالانقراض
تؤكد الإحصائيات العالمية انخفاض أعداد الحيوانات البرية التي تعيش على الأرض بمقدار الثلثين في سنة 2020 [1]، وهذا ما دفع العلماء إلى استعمال الذكاء الاصطناعي كأداة صديقة للبيئة من خلال: [1]
- مراقبة الأنواع المهددة بالانقراض من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل Machine Learning in Robotics أو Drone Image Dataset.
- اكتشاف أنواع وفصائل الحيوانات والنباتات الموجودة على الأرض عبر تقنية الرؤية الحاسوبية Computer Vision المدمجة في طائرات الاستطلاع.
- الإبلاغ عن أنشطة الصيادين غير الشرعيين لإنقاذ الحيوانات من القتل بواسطة الكاميرات المزودة بالذكاء الاصطناعي وأنظمة التنبيه الفورية.
- الحد قدر المستطاع من حجم النفايات الضارة الموجودة في البيئة البحرية والبرية باستخدام نماذج ذكية مدربة وكاميرات معززة بالذكاء الاصطناعي.
تحليل البيانات البيئية وتحسين السياسات
تظهر فوائد العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والحفاظ على التنوع البيولوجي في تحليل البيانات البيئية وتحسين السياسات. يستفيد الذكاء الاصطناعي في هذا المجال من قدرته على تقديم تحليل دقيق وسريع لمجموعة كبيرة من البيانات المعقدة ومتعددة الأوجه، من هذا المنطلق تستغل غرفة الوضع البيئي العالمي WESR التابعة لبرنامج الأمم المتحدة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتنفيذ ما يلي: [2]
- تنظيم وتجميع أفضل بيانات المراقبة الأرضية وأجهزة الاستشعار المتاحة للبدء في التحليل البيئي الشامل واستنتاج التنبؤات المستقبلية.
- تحليل البيانات الموثوقة والمستقلة المتاحة لدى المكاتب الحكومية ومراكز الأبحاث ومكاتب رؤساء البلديات لتحسين واقع السياسات البيئية حول العالم.
- مراقبة جميع المؤشرات البيئية الحيوية الموجودة على كوكب الأرض بسلاسة لدفع الدول والمؤسسات إلى اتخاذ قرارات صائبة في الوقت المناسب.
تحسين إدارة الموارد الطبيعية
تمتد نتائج التعاون بين الذكاء الاصطناعي والحفاظ على التنوع البيولوجي إلى تحسين إدارة الموارد الطبيعية، حيث يغير الذكاء الاصطناعي طريقة الإنسان في مراقبة الموارد مهما كان نوعها (المياه، النفط، …)، وبالتالي يمكن الاستفادة منه عبر الطرق التالية: [3]
- تعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي على إحصاء الموارد الطبيعية وتصنيفها بسرعة كبيرة وبدقة عالية لا يمكن للبشر القيام بها.
- حماية البيئة ومواردها الطبيعية من خلال أنظمة المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي حيث توفر استجابة أسرع وأكثر فعالية من الطرق التقليدية.
- تسهيل عملية تحديد الموارد الطبيعية التي تتطلب اهتماماً مضاعفاً لضمان الحفاظ عليها وتحسين استخدامها والحد من هدرها قدر الإمكان.
تحديات وفرص استخدام الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على التنوع البيولوجي
على الرغم من إيجابيات الدمج بين الذكاء الاصطناعي والحفاظ على التنوع البيولوجي غير أن التحديات موجودة بقوة، لأن الذكاء الاصطناعي بوصفه ركيزة محورية حديثة في تعزيز الممارسات المستدامة ليس خالياً بشكل كامل من المشاكل سواء على المستوى النظري أو في أثناء التطبيق. فيما يلي قائمة بأهم التحديات: [4]
- استخدام الذكاء الاصطناعي في مراكز تحليل البيانات البيئية هو أحد أسباب التدهور البيئي نتيجة استهلاك الطاقة والنفايات الناتجة عنها.
- يواجه الذكاء الاصطناعي تحديات أخلاقية كبرى لأن بعض الخوارزميات متحيزة إلى الدول المتقدمة على حساب الدول النامية.
- يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة الالتزام بقواعد التطوير المسؤول في مجال الحفاظ على البيئة بسبب عوامل معقدة عديدة.
وفي الختام، نستنتج أن الربط بين الذكاء الاصطناعي والحفاظ على التنوع البيولوجي أمر ضروري في عصر التلوث وتغير المناخ وانقراض الحيوانات، حيث إن التأثير الإيجابي المحتمل للذكاء الاصطناعي على البيئة يزداد يوماً بعد يوم، وخصوصاً في ظل الجهود التعاونية بين الدول لكوكب أكثر خضرة وصحة للأجيال القادمة.