التحيز في الذكاء الاصطناعي: هل أخلاقيات الذكاء الاصطناعي محدودة؟
في هذا العالم الرقمي المتسارع أصبح استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي أمرًا لا بد منه في حياتنا اليومية، سواء الرعاية الصحية أو العمل أو الترفيه، لما له من دور في تسهيل إنجاز الأعمال.
تزداد مسؤولية الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات يومًا بعد يوم، ولكن هل تخيلت يومًا أن التحيز في الذكاء الاصطناعي هو سبب للظلم؟ وهل يمكنه تفضيل بعض الأشخاص بناءًا على لونهم أو جنسهم أو عرقهم؟
نناقش سويًا خلال الأسطر القادمة احتمالية التحيز في الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن التغلب عليه، بالإضافة إلى العديد من الأخلاقيات الأخرى التي تعوق التوسع في استخدامه، فتابع القراءة بعناية.
هل أخلاقيات الذكاء الاصطناعي محدودة؟

لا شك أن الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي تحتم علينا وضع عدة معايير للاستفادة منها بشكل عادل وتقليل احتمالية الأخطاء، لكن رغم كل الجهود المبذولة، لا تزال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي مقيدة بشكل يثير القلق.
توجد العديد من التحديات التي تعوق استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية، وتشجع المبرمجين على إصدار المزيد التعديلات؛ للوصول إلى نموذج مثالي وخالي من الأخطاء، ومن أبرز تحديات الذكاء الاصطناعي: [1]
- التحيز في الذكاء الاصطناعي: يعتمد الذكاء الاصطناعي على أنظمة معقدة وخوارزميات عديدة يصممها الإنسان، وهو ما يمكن أن يجعله متحيزًا ضد فئة معينة وفقًا لتلك الخوارزميات.
- استبدال الوظائف: يقلق الكثير من العاملين حول اعتماد بعض الوظائف بشكل جزئي أو كلي بأدوات الذكاء الاصطناعي.
- الخصوصية: يستطيع الذكاء الاصطناعي الوصول للكثير من البيانات الشخصية مما يثير القلق حول استخدام هذه البيانات بشكل غير رسمي وانتهاك الخصوصية.
- الأمان: استخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمان -رغم مميزاته العديدة-، إلا أنه عرضة للاختراق وحدوث الأخطاء، مثل: مسح بعض المشاهد من كاميرات المراقبة.
- قابلية التفسير: من الضروري فهم المعايير التي اعتمد عليها الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، خاصةً في المجالات التي تمس حياة الإنسان مثل الطب والقضاء، ولكن هذه الميزة ليست متاحة حتى الآن بشكل كلي.
- المسائلة القانونية: يتخذ الذكاء الاصطناعي العديد من القرارات بشكل يومي نتيجة استخدامه في مختلف المجالات، لكن من يتحمل المسؤولية القانونية للقرارات الخاطئة؟ هل الشركات المصممة للخوازميات؟ أم الشركات المصممة لتلك الأدوات؟ تظل تلك النقطة محل خلاف بين المختصين.
- استغلال الملكية الفكرية: رفع العديد من الكتاب دعوات قضائية ضد أدوات الكتابة بالذكاء الاصطناعي لاستغلالها العديد من الكتب والمنشورات دون مراعاة الملكية الفكرية، وهو ما جعل الشركات تضع اعتبارًا خاصًا لتلك القضية.
هل التحيز في الذكاء الاصطناعي موجود بالفعل؟

التحيز في الذكاء الاصطناعي هو أمر واقع يواجهه العديد من المستخدمين في مختلف المجالات، إذ تصدر أنظمة الذكاء الاصطناعي نتائج متحيزة ضد لون البشر أو جنسهم أو عرقهم أو ضد الأشخاص ذوي الإعاقة أو غيرها من الفئات المجتمعية المهمشة. [2]
لا يمكن للذكاء الاصطناعي إصدار تلك الأحكام المتحيزة من تلقاء نفسه، بل إن مقياس الذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات المدخلة والخوارزميات التي يضعها المبرمجون، والتي قد تكون متحيزة بشكل واعي أو غير واعي.توجد العديد من الأمثلة التي تثبت وجود التمييز الخوارزمي في بعض نماذج الذكاء الاصطناعي، أبرزها ما يلي:
- سهولة التعرف على بصمة الوجه للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة مقارنةً بأصحاب البشرات الداكنة.
- الاعتماد على البيانات التي تم جمعها من المجتمع الأميركي دونًا عن غيره من المجتمعات الأخرى.
- تفضيل اختيار الرجال عن النساء في بعض الوظائف.
كيف يمكن التغلب على التحيز والتمييز في الذكاء الاصطناعي؟
التغلب على التحيز في الذكاء الاصطناعي هو أحد الخطوات المحورية التي تساهم في استخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع، وفيما يلي أهم الخطوات للتغلب على هذا التحيز: [3] [4]
- تحديد سبب التحيز ووضع قوانين صارمة لمحاسبة المسؤول عنها.
- مراجعة البيانات والخوارزميات التي يُدرب عليها الذكاء الاصطناعي بشكل مستمر.
- التقييم المستمر لقرارات الذكاء الاصطناعي للتأكد من العدالة والموضوعية فيها.
- اختبار أدوات الذكاء الاصطناعي قبل بدء العمل بها.
- تصميم خوارزميات الذكاء الاصطناعي للكشف عن القرارات المتحيزة.
ختامًا، نجد أن التحيز في الذكاء الاصطناعي أحد أبرز العيوب التي يعاني منها المستخدمون، والتي تتسبب في إصدار قرارات غير عادلة ومتحيزة ضد فئات عديدة من البشر.
يجب على المختصين الاستمرار في تعديل الخوارزميات وتطوير البيانات لتقليل تحيز الذكاء الاصطناعي؛ حتى نتمكن جميعًا من الاستفادة من هذه التكنولوجيا الهائلة بشكل عادل وفي مختلف المجالات.