البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي

نبذة عن البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي على مستقبل الابتكار في عُمان

في ظل الثورة الرقمية المتسارعة التي يشهدها العالم، تسعى عُمان إلى الانخراط بفعالية في هذه التحولات عبر تطوير وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز اقتصادها وتطوير خدماتها ومن هنا جاءت مبادرة البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي كجزء من رؤية عُمان 2040 التي تهدف إلى جعل الذكاء الاصطناعي محوراً رئيسياً في الاقتصاد والتنمية، مما يمهد الطريق لابتكارات جديدة ونمو اقتصادي متسارع.

ما هو البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة؟

البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي

البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة هو مبادرة استراتيجية أطلقتها سلطنة عُمان بهدف تسريع تبني التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي في عُمان في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، يتماشى البرنامج مع رؤية عمان 2040 التي تسعى إلى تحويل الاقتصاد العماني إلى اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا.

يهدف البرنامج إلى رفع مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 2% في عام 2021 إلى 10% بحلول عام 2040 [1]، يمتد البرنامج من عام 2024 حتى 2026، ويأتي استكمالاً للبرنامج التنفيذي الذي أُطلق في عام 2022 بهدف تمكين البنية التحتية الرقمية وتعزيز القدرات المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي.

ما هي أهم محاور البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة؟

البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي

يرتكز البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي على ثلاثة محاور رئيسية تهدف إلى تحقيق تحول شامل في الاقتصاد العماني [2]:

  1. تعزيز وتبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية: يسعى هذا المحور إلى دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، مثل النقل، والسياحة، والخدمات اللوجستية، والصناعة من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، تسعى عُمان إلى تحسين جودة الخدمات وزيادة كفاءة العمليات​.
  2. توطين تقنيات الذكاء الاصطناعي: من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، يسعى البرنامج إلى بناء القدرات المحلية وتطوير البنية التحتية التقنية اللازمة لدعم البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي وتمكين الشباب العُماني وتزويدهم بالمهارات اللازمة ليكونوا جزءاً من مستقبل الذكاء الاصطناعي في البلاد.
  3. حوكمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي: يركز هذا المحور على تطوير أطر تشريعية وتنظيمية لضمان الاستخدام الآمن والأخلاقي للذكاء الاصطناعي، يتضمن ذلك حماية البيانات وتعزيز الثقة في التقنيات الرقمية المتقدمة، وهو ما يسهم في زيادة قبول المجتمع لتبني هذه التقنيات​.

أهم المبادرات في البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة

يتضمن البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي مجموعة من المبادرات الرائدة التي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي والابتكار في عمان [3]:

  1. المنصة الوطنية للبيانات المفتوحة: تهدف مبادرة الذكاء الاصطناعي في عمان إلى توفير بيانات مفتوحة لرواد الأعمال والمستثمرين وصناع القرار لتعزيز الابتكار وتطوير الحلول الذكية​.
  2. مركز البحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي: يعد هذا المركز جزءاً من الجهود الوطنية لدعم الباحثين وتطوير المشاريع البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي، يهدف المركز إلى تعزيز التعاون بين الجامعات والشركات المحلية في هذا المجال.
  3. استوديو الذكاء الاصطناعي: سيكون بمثابة مركز للخبراء والمختصين لتطوير حلول تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتلبية احتياجات الشركات في مختلف القطاعات.
  4. نموذج اللغة العُماني: يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتطوير نموذج لغوي قائم على المحتوى الثقافي والتاريخي العُماني، هذا المشروع لا يهدف فقط إلى تحسين الإنتاجية، ولكنه يسهم أيضاً في الحفاظ على الهوية الثقافية العُمانية من خلال التحليل الآلي وإنشاء المحتوى
  5. مبادرات الحوسبة الكمومية: تركز على تعزيز البحث والتطوير في مجال الحوسبة الكمومية، وهي تقنية تعد من أكثر المجالات التقنية المتقدمة والتي تعد بمستقبل واعد في تحسين كفاءة العمليات وتحليل البيانات.

يُعد البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة خطوة استراتيجية متقدمة نحو تعزيز الابتكار وتبني التقنيات المستقبلية في عُمان من خلال محاوره المختلفة ومبادراته المبتكرة، يسهم البرنامج في وضع الأسس لتحول رقمي شامل ومستدام كما يعزز من مكانة السلطنة كوجهة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة