كيف بدأ اختراع روبوتات الذكاء الاصطناعي؟ إليك القصة الكاملة

مجال اختراع روبوتات الذكاء الاصطناعي مليء بالإبداع والتطورات المدهشة التي شكلت مستقبل العالم، منذ الأفكار الفلسفية القديمة وحتى الابتكارات التكنولوجية الحديثة. إنها لم تكن مجرد تقدم تقني، بل انعكاس لرغبة البشرية في تحويل مسار العالم. 

نتعرف في هذا المقال على قصة بداية اختراع الروبوتات والأبطال الذين ساهموا في رسم ملامح تلك القصة.

مراحل اختراع روبوتات الذكاء الاصطناعي

قد تظن أن اختراع روبوتات الذكاء الاصطناعي هو وليد العصر الحديث، لكن الحقيقة ليست كذلك، لقد مر اختراع روبوتات العالم بمراحل كثيرة من الأفكار الفلسفية والتجارب العملية، حتى توصلنا إلى النتائج المذهلة التي نراها أمامنا اليوم. 

المرحلة الفلسفية ما قبل الميلاد

سُجلت أول تأملات فلسفية حول أتمتة المهام من الفيلسوف اليوناني أرسطو في عام 320 ما قبل الميلاد، حينما قال عن فوائد الروبوت: “إذا استطاعت كل أداة، عند إعطائها الأمر، أو حتى بمفردها، أداء العمل المناسب لها… فلن تكون هناك حاجة إلى المتدربين للعمال الرئيسيين أو العبيد للأسياد”. 

الفارس الميكانيكي لليوناردو دافنشي

صمم ليوناردو دافنشي أول روبوت في العالم نتيجة أبحاثه في التشريح عام 1495، وكان لهذا الفارس فك قابل للحركة، ويمكنه الوقوف والجلوس وتحريك ذراعيه بشكل مستقل، وطُور هذا التصميم لاحقاً لإنتاج روبوت يعمل بالفعل. 

إنتاج آلات أوتوماتيكية بالقرن العشرين

استمر إنتاج الآلات الأوتوماتيكية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وجاء التقدم الحقيقي في القرن العشرين، عندما بدأ هنري فورد خط تجميع يعتمد على الروبوتات لأول مرة عام 1913، ومهد الطريق للتطورات التالية:

• عام 1920: شهد أول استخدام لكلمة روبوت في مسرحية تشابيك.
• عام 1932: صُمم أول اختراع روبوت لعبة في اليابان، وكان بطول 15 سم ومصنوعاً من المعدن، وكان لديه القدرة على المشي.
• عام 1942: قدّم أسيموف قوانينه الثلاثة الشهيرة في قصته القصيرة “Runaround”، التي أصبحت جزءًا من سلسلة “أنا، روبوت”.

انطلاق الروبوتات

شهد النصف الثاني من القرن العشرين العديد من المحطات الرئيسية في رحلة اختراع روبوتات الذكاء الاصطناعي، أهمها ما يلي: 

• عام 1950: وضع آلان تورينغ -أحد أهم رواد الحوسبة- اختباراً لتقييم ذكاء الآلات، والذي يفرض على الآلة إجراء محادثة لا يمكن تمييزها عن المحادثات البشرية.
• عام 1954: طور جورج ديفول وجو إنجلبرجر أول روبوت في العالم قابل للبرمجة وأُطلق عليه اسم “يونيمايت” بهدف القيام بالمهام الخطيرة والمتكررة.
• عام 1966: ظهر أحد أنواع الروبوتات الجديدة القادرة على التنقل وفهم البيئة والتفاعل معها والمعروف باسم شاكي.
• في الأعوام التالية صُممت العديد من الروبوتات الذكية لإجراء مهام أخرى متعددة مثل استكشاف البراكين أو التنقل بين العقبات، بالإضافة إلى الروبوتات التي تتمتع بالقدرة على التعلم والتواصل والأشياء والأصوات، واسكتشاف الفضاء أو قيادة السيارات بشكل مستقل.

الروبوت صوفيا

تمثل الروبوت صوفيا الشبيه بالبشر خطوة محورية في مراحل اختراع الروبوتات بعد تفعيلها عام 2015 وظهورها العلني في السعودية عام 2016، فقد كانت صوفيا أول روبوت يحصل على جنسية من دولة وهي المملكة العربية السعودية.

تمثل صوفيا تطور العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات، حيث شاركت في العديد من البرامج الحوارية التلفزيونية، وظهرت كمتحدثة رسمية في مؤتمرات صناعية رائدة، وألقت خطابات في الأمم المتحدة. 

رغم أن جودة وعيها وقدرتها على اجتياز اختبار تورينغ قد أثارت حولها العديد من التساؤلات، لكن ظهورها قد أثار نقاشات ثقافية كبيرة تتعلق بمكانة الروبوتات في مجتمع القرن الحادي والعشرين. 

أشهر علماء الروبوتات حول العالم

يوجد العديد من العلماء الذين كان لهم تأثير في الدمج بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وإليك قائمة بأبرز علماء الروبوتات: 

• ليوناردو توريس كيفيدو (1852-1936): عالم إسباني يُعرف بابتكاراته الهندسية، مثل “المركبة الهوائية الإسبانية” (أقدم تلفريك عامل في العالم).
•  إسحاق أسيموف (1919/1920-1992): عالم كيمياء حيوية ومؤلف خيال علمي قدم كتاب “قوانين الروبوتات الثلاثة” في عام 1942.
• فيكتور شاينمان (1942-2016): أحد العلماء الذين ساهموا في اختراع روبوتات الذكاء الاصطناعي، حيث اخترع ذراع ستانفورد عام 1969، وهو أول روبوت كهربائي بالكامل بستة محاور يُستخدم في التجميع واللحام.
• مارك رايبيرت (1949): ساهم في تطوير الروبوتات التي تتحرك مثل الحيوانات، مثل الروبوت “Spot” الذي طُرح في الأسواق عام 2020.
•  مارك تيلدن (1961): صمم روبوت “RoboSapien” عام 2004، الذي حقق نجاحاً هائلاً ببيع نحو مليوني وحدة، ويتميز بقدرته على المشي، الإمساك بالأشياء، وتنفيذ أكثر من 70 وظيفة مبرمجة مسبقاً.

الخلاصة

اختراع روبوتات الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مسيرة تطور تقني، بل قصة تجسد عبقرية الإنسان في تصميم أدوات لتحسين حياته اليومية. 

من الفارس الميكانيكي إلى الروبوت صوفيا، تشكل الروبوتات جزءاً لا يتجزأ من مستقبل البشرية، حيث يصبح الخيال واقعاً ملموساً.

الأسئلة الشائعة