5 من أضرار الذكاء الاصطناعي على المجتمع العربي والعالمي

يشير الناس إلى الذكاء الاصطناعي بأصابع الانبهار والشكر والعرفان على دوره في تغيير ملامح الأعمال والتعليم والطب، وحتى التفاعل البشري، ولكن، ما رأيك أن نلفت الأنظار قليلاً إلى أضرار الذكاء الاصطناعي؟

ما زال الذكاء الاصطناعي -على الرغم من الفوائد الهائلة التي يوفرها- سلاحاً ذو حدين، يحمل العديد من التحديات والأضرار التي يمكن أن تؤثر على الأفراد والمجتمعات. 

في هذا المقال، نستعرض أبرز أضراره ونناقش تأثيره العميق على مستقبل البشرية، وكيف يمكننا مواجهة هذه المخاطر والتقليل من تأثيرها. 

أهم أضرار الذكاء الاصطناعي على المجتمع

يقدم الذكاء الاصطناعي الكثير من الفوائد للعالم الحديث، لكن لا شك أن هناك العديد من العواقب، وكلما بدأنا في التفكير في ماهية تلك المخاطر بشكل أسرع، أصبحنا أكثر قدرة على التخفيف من تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع.

تعرف في الأسطر التالية على بعض أضرار الذكاء الاصطناعي.

تحيز الذكاء الاصطناعي

لا يعمل الذكاء الاصطناعي من تلقاء نفسه، لكنه يعتمد على مجموعة من البيانات والخوارزميات التي يقدمها له البشر؛ لذا من الممكن أن تُقدم له بيانات متحيزة بقصد أو بدون قصد، وبالتالي عندما تكون البيانات متحيزة فإنه بالطبع سوف يصدر عنها نتائج متحيزة.

تؤدي النتائج المتحيزة إلى العديد من العواقب غير المقصودة كما يحدث في خوارزميات التوظيف أو برامج الدردشة الآلية، التي من الممكن أن تصبح عنصرية ضد مجموعة معينة من البشر؛ لذلك من الضروري تطوير البيانات والنماذج وتدريبها بشكل مسؤول لتجنب الكثير من أضرار الذكاء الاصطناعي. 

فقدان بعض الوظائف

لا يخفى على أحد تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، حيث ساعد في إيجاد العديد من الوظائف الجديدة، لكنه في المقابل تسبب في فقدان عدد أكبر بكثير من الوظائف نتيجة احتلال الآلات مكانها.

يتسبب هذا التأثير على مستوى المجتمع في تغيير الخطة المستقبلية، وتعديل برامج التدريب والتعليم لإعداد القوى العاملة في المستقبل، بالإضافة إلى مساعدة العمال الحاليين على الانتقال إلى مناصب جديدة تستفيد من قدراتهم البشرية الفريدة، مما يساعدنا على تجنب بعض سلبيات الذكاء الاصطناعي.

تغيير التجربة الإنسانية

يوفر الذكاء الاصطناعي تجربة جديدة ويغير من مفاهيم العمل لدى البشر عندما يتولى إتمام المهام الروتينية المملة، أو عندما تقوم الروبوتات بالمهام الشاقة والخطيرة في المصانع بالكامل، مما يؤثر بشكل إيجابي على اقتصاد الشركات.

لكن على الجانب الآخر، تؤدي تلك الرفاهية إلى تأثير غير واضح على البشرية، وتدور الكثير من التساؤلات حول كيفية تعامل البشر مع أوقات الفراغ الإضافية، والأثر النفسي والاجتماعي والاقتصادي، الذي قد يندرج تحت بند أضرار الذكاء الاصطناعي.

الاختراق المتسارع

أحد مخاطر الذكاء الاصطناعي هي احتمالية تأثيره على الأمن الرقمي، حيث يساعد على إتمام الكثير من المهام بشكل سريع يتجاوز قدرة البشر على مواكبة الأحداث، وبالتالي تصبح الهجمات الإلكترونية أكثر تعقيداً وسرعة.

يسلط هذا الأمر الضوء على الحاجة إلى تحسين الأمن السيبراني، وتعزيز الوعي بأضرار الذكاء الاصطناعي، والتحديات المرتبطة به. 

التنظيمات العالمية

يتطلب التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي أنظمة وقوانين جديدة تحددها الحكومات المختلفة؛ حتى يكون التفاعل آمن وفعال، لكن هذه القرارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في بلد معين قد تؤثر سلباً على البلدان الأخرى، على سبيل المثال: استخدام تقنيات غير منظمة في دولة ما قد يؤدي إلى مشاكل تتخطى حدود تلك الدولة، مثل الهجمات الإلكترونية أو الانتهاكات الأخلاقية.

هل يغير الذكاء الاصطناعي مجتمعنا العربي؟

من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي يؤثر على مجتمعنا العربي من جوانب عديدة، ويحمل مجموعة فرص بإمكانها إحداث نقلة نوعية في الدول العربية النامية، نتيجة تبني التكنولوجيا المتقدمة. 

برغم الفرص الهائلة التي يقدمها لنا إلا أنه من الضروري وضع استراتيجيات إقليمية للذكاء الاصطناعي في العالم العربي والاستفادة من قانون الذكاء الاصطناعي 2024؛ لضمان دمج العناصر الثقافية العربية في سياق التطور العالمي ومواجهة التحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل حقوق الملكية الفكرية والتحديات الأخلاقية التي قد تؤثر سلباً على الناس وتتسبب في اتخاذ قرارات غير عادلة. 

الخلاصة

تحتاج المجتمعات إلى استراتيجيات وقوانين واضحة وفعالة للتعامل مع أضرار الذكاء الاصطناعي، بدءاً من التحيز الخوارزمي إلى فقدان الوظائف وتهديد الأمن السيبراني. 

يعتمد المستقبل على قدرتنا على تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وحماية القيم الإنسانية، بهدف تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة تُحقق تطور مستدام يخدم البشرية بأمان.

الأسئلة الشائعة