4 من أخطار الذكاء الاصطناعي على الأطفال وكيفية تجنبها

لا تكاد الأخبار تتوقف حول فوائد وإمكانيات الذكاء الاصطناعي وقدرته على تغيير العالم وتطوير البشرية، لكن ماذا عن أخطار الذكاء الاصطناعي؟

يتصدر الذكاء الاصطناعي التوليدي المشهد الرقمي ويشهد إقبالاً غير مسبوق من جميع الفئات العمرية على حد سواء، وأصبح الأطفال يستخدمونه بشكل يومي في أداء الواجبات المدرسية أو اختيار الملابس التي يرتدونها، مما أثار عاصفة من ردود الأفعال حول آثاره السلبية على الأطفال، وأُقيمت الكثير من الدعوات التي تطالب بوقف تطوير الذكاء الاصطناعي وحماية الأطفال من تأثيره الضار.

نناقش في هذا المقال مجموعة من سلبيات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها المباشر وغير المباشر على الأطفال، والطرق المناسبة لحماية طفلك من تلك المخاطر، فتابع القراءة بعناية.

أبرز أخطار الذكاء الاصطناعي على الأطفال

بالرغم من الفرص والمميزات العديدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للمجتمع بشكل مباشر أو غير مباشر، نجد أن العالم يواجه الكثير من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الإنسان نتيجة استخدام هذه التكنولوجيا المتطورة من جهات سيئة النية أو التسبب -بقصد أو بدون قصد- في اضطرابات على مستوى المجتمع.

نوضح خلال الأسطر التالية بعضاً من أخطار الذكاء الاصطناعي على المجتمع بشكل عام والأطفال بشكل خاص.

المحتوى غير الملائم واستغلال الأطفال

يمكن لبعض أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي إنشاء محتوى جنسي صريح يتعلق بالقاصرين، لكنه مفبرك بالكامل، ويُعرف هذا النوع باسم “CSAM المُنتَج بواسطة الذكاء الاصطناعي”؛ حيث يمكنه الوصول إلى صور من حسابات الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها في إنشاء محتوى جنسي والبدء في ابتزاز الطفل، لإرسال الأموال أو تنفيذ أوامر معينة.

يمثل هذا الأمر أحد أهم أخطار الذكاء الاصطناعي؛ حيث يصعب على الأهل والسلطات المختصة اكتشاف الفرق بين الصور الحقيقية والصور المزيفة. 

الجذب عبر الإنترنت

الجذب عبر الإنترنت (Online Grooming) يعني محاولة شخص بالغ خداع طفل لبناء علاقة ثقة بهدف استغلاله لاحقاً، وقد أصبح هذا الأسلوب أكثر خطورة وفعالية مع استخدام الذكاء الاصطناعي كما يلي:

• يستخدم المعتدي برامج لتحليل نشاط الطفل واهتماماته والمحتوى الذي يشاهده، والوصول إلى معلوماته الشخصية عبر الإنترنت؛ لمعرفة نقاط ضعفه والبدء في استغلالها.
• يبدأ الشخص المعتدي بعد ذلك بمحاولة بناء علاقة ثقة مع الطفل، مع استخدام الذكاء الاصطناعي لتصميم رسائل أو شخصيات وهمية تبدو قريبة من الطفل؛ لزيادة احتمالية استجابته.
• بعد ذلك يسهل عليه  استغلال الطفل عاطفياً أو نفسياً لفترة طويلة؛ نتيجة قدرته الكبيرة على الإقناع والتلاعب بسهولة.

التزييف العميق وانتحال الهوية

المقصود بالتزييف العميق استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء صور أو فيديوهات أو أصوات مزيفة لكنها تبدو حقيقة جداً، يبدو الأمر مرعب جداً عندما يتعلق بالأطفال؛ حيث يستغل البعض تلك التقنية لانتحال شخصية طفل آخر مثل زميل أو صديق لخداع الضحية.

يُعد هذه الأمر أحد مشاكل الذكاء الاصطناعي التي تتيح للمجرم اكتساب ثقة الطفل وخداعه، وإقناعه بمشاركة صور أو معلومات حساسة والتفاعل معه.

التأثير على سلوك الأطفال ورؤيتهم للعالم

أحد سلبيات الذكاء الاصطناعي هي قدرته على التأثير على طريقة تفكير الأطفال وسلوكهم؛ حيث تستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي توجيه محتوى مخصص للطفل مثل المحتوى المثير للجدل أو المحتوى العاطفي، مما يعني أن الطفل قد يرى فقط ما تريد الخوارزميات أن يراه.

يُعد هذا الأمر أحد مخاطر الذكاء الاصطناعي لأنه يمكن أن يوجه الطفل إلى أفكار أو آراء معينة بشكل غير واعٍ، ودعم أهداف تجارية أو سياسية.

طرق لحماية طفلك من أخطار الذكاء الاصطناعي

لا شك أن حماية الطفل من أخطار الذكاء الاصطناعي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأبوين وخاصة أن تعلم الآلة للأطفال في تزايد مستمر، لذا نقدم هذه بعض النصائح الهامة: 

• الحرص على خوض نقاشات مفتوحة مع أطفالك، وتشجيعهم على مشاركة تجاربهم ونشاطاتهم عبر الإنترنت  معك.
• توعية الطفل بأهمية الخصوصية وعواقب مشاركة محتوى حساس على الإنترنت، سواء مع شخص معروف أو غير معروف بالنسبة للطفل.
• نصح الطفل بالتفكير جيداً قبل نشر أو مشاركة أي معلومات شخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الإنترنت.
• ضبط إعدادات الخصوصية والتأكد من أن حساباتهم مقتصرة على أشخاص وأصدقاء موثوق بهم.
• استخدام برامج التحكم الأبوي لمتابعة الأنشطة التي يقوم بها الطفل، ومنع وصوله إلى المحتوى الضار.
• توعية الطفل بضرورة الإبلاغ عن أي تصرفات مريبة أو غير مريحة يتعرض لها.

الخلاصة

لا شك أن الذكاء الاصطناعي يمثل طفرة تكنولوجية هائلة، ولكنه أيضاً يحمل تحديات كبيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بسلامة الأطفال. 

من الضروري أن يكون الأهل على دراية بكل أخطار الذكاء الاصطناعي، والحرص على مواجهتها عبر التوعية المستمرة؛ لحماية الأطفال من مساوئ التكنولوجيا الحديثة.

الأسئلة الشائعة